بسم الله الرحمن الرحيم
نُبذةُ التَّحقيقِ
لأحكامِ حجِّ البيتِ العتيقِ *
لفضيلةِ الشَّيخ المُحدِّث
عَلـيِّ بـنِ حَسـن الحلبـيِّ
-حفظهُ اللهُ ونفعَ بِه-
إن الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا ومِن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يضللْ فلا هاديَ له.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ -وحده لا شَريك له-.
وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.
أمَّا بعد:
فلما "كانت (مناسك الحج) عبادةً محضة، وانقيادًا صِرفًا، وذُلًّا للنفوس، وخروجًا عن العِز والأمور المعتادة؛ وليس فيها حظٌّ للنفوس: فربما قبَّحها الشيطان في عين الإنسان، ونهاه عنها؛ ولهذا قال: {لأقعُدنَّ لهمْ صراطَك المستقيم}".
فيَلزمُ كل طالب علم، وداعٍ إلى الكتاب والسُّنة: دوامُ تعلُّمِها والتعليم لها، وتذكُّرها والتذكير بها...
فأقول -وبالله التوفيق، ومنه العون والتحقيق-:
مَـدْخَـلٌ
* رُكنية الحج في الدِّين:
- قال الله -تعالى-: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.
- وقال الله -تعالى-: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.
- وقال -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: "أيها الناس؛ قد فرَضَ اللهُ عليكم الحجَّ: فحُجُّوا" رواه مسلم (1337).
- وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "مَن أطاقَ الحجَّ، فلم يحج؛ فسواء عليه يهوديًّا مات أو نصرانيًّا".
* تاريخ فرضِ الحجِّ:
- وقد "اختلف العلماءُ في السَّنَة التي فُرض فيها الحج:
فقيل: في سنةِ خمس، وقيل: في سَنة سِت، وقيل: في سَنةِ تسع، وقيل: في سَنة عشر.
وأقربُها إلى الصَّواب القولان الأخيران؛ وهو أنه فُرضَ في سَنة تِسع، أو سَنة عشر".
والصَّواب -منهما-واللهُ أعلم- أنه في السَّنَة العاشرة من الهجرة -كما في نصِّ حديث جابر -الطويل- في صفة حجَّته -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- الذي رواه مسلمٌ في "صحيحه" (1218).
* وجوب الحجِّ مرَّةً:
- ولا يجبُ الحجُّ -في العُمُر- إلا مرةً واحدة، وما زاد: فهو تطوُّع.
وللتطوُّع بالحج أجرٌ كبير، وثواب كثير -كما وردت بذلك نصوصٌ عدة-.
* اتِّباع السُّنَّة المطهَّرة في الحج:
- حديث النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: "لتأخذُوا عنِّي مناسِككم" -رواه مسلم (رقم1297)-: أصل في "التأسي به -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- في كل الأعمال".
____________________________
* سأقوم بنقله -إن شاء الله- على المنتدى -كاملًا؛ إلا المقدمة فقد حذفت منها- بدون التعليقات والحواشي -طلبًا للاختصار-. وأسأل الله أن ينفع به.
يتبع إن شاء الله