عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 09-11-2014, 12:06 AM
معز النيجيري معز النيجيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: دمام-سعودية || لاغوس-نيجيريا
المشاركات: 129
افتراضي محاضرةٌ قديمةٌ في التَّوحيد والسُّنَّة للعلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله

الخاتمة
المتكلِّم 2 :
سمعتم إلى هذه الكلمة الطيِّبة التي ألقاها الأخالمُحَدِّث السَّلَفِي الجليل ، الشَّيخ محمَّد ناصر الدِّين الألباني ، محدِّث الدِّيارالدِّمشقيَّة .
وما أظُنُّكم إلَّا قد أخذتم كأنَّما كنتم تَعِيْشُونمع الأخ منذ زمنٍ طويلٍ ، وما أظنُّ أيضاً إلَّا أنَّ الأخ قد أَخَذَ أنه يَعِيْشُمعكم منذ زمنٍ طويلٍ . وهكذا الإسلام الصَّادق ، رَحِمٌ قَوِيٌ بين أهلِهِ ، بل هوأقوى الأرحام بين المسلمين جميعاً . لا يُفَرِّقُ بين مسلمٍ ومسلمٍ دارٌ ولا وطنٌ ولاصحراءٌ ولا سنٌ ولا غير ذلك ، ما داموا نلتقوا جميعاً على كتاب الله وسنَّةِ الرَّسول -عليه الصَّلاة والسّلام- .
وأقول لأخي الكريم : نعم ولله المنَّة ولله الفضلالكبير أنَّنا -هنا في القاهرة- نَنْشُرُ دعوةَ اللهِ بحريَّةٍ تامةٍ كاملةٍ ، نسيرهنا وهناك ونكتب ونخطب ، ونجد الأمن -بالحمد لله ربِّ العلمين- في كل مكان ، لا يَقِفُفي طريقِنَا عقبةٌ إلَّا هذه الشَّائعات المفتريات التي يُشِيْعُهَا عُبَّادُ الأوثان، وهي ليست بعقبات إن شاء الله . أمَّا الإدارة ورجال الإدارة وغيره وغيره ، كلُّهمفي دعوةِ اللهِ وفي خدمة وفي سبيل الله ربِّ العلمين .
نَسِيْرُ في كلِّ مكان ونكتب ونخطب بحريَّةٍ تامةٍمكفولةٍ . ونسأل الله أن يَهِبَ لكم هنالك أيضاً ذلك الخير والسَّير الأمين بإذن الله.
وفَّقنا الله وإيَّاكم إلى ما يُحِبُّهُ ويرضَاهُوالسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
العلّامة عبد الرحمن الوكيل :
بسم الله ، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله،
فالحقُّ أني سَعِدْتُ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً ، بِلِقَائِي الأخ ناصر الدِّين الألباني . ومَرَّةً أخرى ، حيث تَعَرَّفْتُعليه بالغيبِ ، وقد تَعَرَّفْتُ عليه في المكةَ المُكَرَّمَةَ إذ حَدَّثَنِي عنه أخوكمالشَّيخ نسيب الرفاعي رئيس أنصار السُّنَّة في «الحلب» ، وحَدَّثَنِي عن شِدَّةِ بَلَائِهِوعن قُوَّةِ يَقِيْنِهِ وعن طُهْرِ قلبه وعن زكاةِ نفسِهِ وعن قوَّةِ إرادتِهِ وعنوقوفِهِ في مَيْدَانِ الحَقِّ مُكَافِحاً ومُجَاهِداً لأولائك الذين يجعلون من أَنْفُسِهِمجُنُوْداً للشَّيطان يُحَارِبُوْنَ جنودَ الرَّحمن ، ولكنَّه غَلَّبَ بإذن الله . لمنيَنْصُرُوْنَ سُنَّةَ رسولِ اللهِ -صلوة الله وسلامه عليه- ومهما اشتدَّت البلاء ومهمازادت الكرب- ، فإنَّ اللهَ ناصره وإنَّ الله -بإذنه- مؤيده وإنَّه مُؤَجِلُهُ ومُؤَخِرُه.
عرفته في أخباره وفي بلائه ، وعرفته -أيضاً- فيكتابِهِ . فقد بَدَأَ في تَألِيْفِ كِتَابٍ عن سِلْسِلَةِ الأحاديث الضَّعيفة والموضوعة، فقد قرأت أول نسخةٍ منه واِسْتَفَدْتُ منه كثيراً ، وأسأل الله أن يُعِيْنَهُ علىإتمامِ تأليفِ هذا الكتاب ونشره بما فيه من الخيرِ والبركةِ .
نعم ، تَعَرَّفْتُ عليه بالغيب وها أنا ذا أَتَعَرَّفُعليه عن القُرْبِ .
نعم ، أَحْبَبْتُهُ عن بعدٍ ، وها أنا ذا أُأَكِدُالحب له عن كسبٍ .
وها أنا ذا -أيضاً- أَتَعَرَّفُ عليه وأُعَرِّفُكمبه ، ونَتَعَرَّفُ -جميعاً- عليه لأنَّنا أُمِرْنَا أن نَتَعَرَّفَ ، وكيف لا تَعَرَّفُمع من أَحَبَّهُمُ الله إذ أَحَبُّوا الله فَاتَبَعُوا رسولَ اللهِ -صلى الله عليهوسلم- .
نعم ، كلُّنا ناصرٌ للسُّنَّة وكلُّنا مُدَافِعٌعن التَّوحيد ،
لمذا ؟ لخير البَشَرِيَّة .
لمذا ؟ لمصلحة الإنسانية .
لمذا ؟ لسعادةِ الدُّنيا .
لمذا ؟ لرَغَبِ العَيْشِ .
لمذا ؟ لنِعْمَةِ الحياةِ .
فلم تَنْعَمَ الحياة ، ولم تَسْعَدَ الدُّنيا، ولم تَتْمَإِنَّ البَشَرِيَّة ، ولم تَهْدَأَ الإنسانيَّة إلَّا إذا اتَّجَهَت إلىالتَّوحيدِ إلَّا إذا اتَّجَهَت إلى اللهِ وَحْدَهُ تَعْبُدُهُ فتَأْخُذُ حَظَّها منكتابِهِ وتَتَبِعُ رسولَهُ وبذلك تَتْمَإِنُ القلوبُ وبذلك تَهْدَأُ النُّفوسُ وبذلكيَسْتَرِيْحُ البَدَنُ وبذلك تَسْتَقِرُّ الحالُ وبذلك تَقِرُّ الأمن ويَسُوْدُ النظام.
فإن كان لأمةٍ أو لحكومةٍ أو لدولةٍ هَدَفٌ فيأن تَنْشُدَ السَّلام ، فلا بدَّ لها أن تَرْجِعَ إلى كتابِ اللهِ تَسْتَفْتِيْهِ وإلىرسولِ اللهِ تَسْتَهْدِيْهِ . فليس هناك أن يطوحَ الدولة أو أن يطوحَ الأمة أو أن يُعشَّع.
إنَّكم تَشْكُون اليومَ من الحوادث ، إنَّكم تَعْلَمُون، إنَّكم تَفْجَعُون ، ففي كلِّ يومٍ قتل ، وفي كلِّ ساعةٍ فضيحة ، وفي كلِّ لحظةٍتمزيق للشَّرع وهتك للعرضِ وفساد في الأرضِ .
والحُكُومَةُ تَشْتَكِي والأمَّةُ تَبْكِي والشَّابُكلُّه يخدن ويبدع من تلك الحوادث ، ما السَّبيل إلى مَنْعِهَا ، ما السَّبيل إلى درعِهَا، ما السَّبيل إلى القضاءِ عليها : أن تُوقِظَ الضَّمير ، وأن تُوحِيَ القلوب ، وأنتَبَرْوِيَ بذُروةِ الإيمان ولا ريح بذروة الإيمان إلَّا من كتابِ اللهِ وإلَّا منسُنَّة رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- .
لذلك ، يُحَدِّثُنا رسولُ اللهِ -عليه الصلاةوالسلام- عن القرآن فيجعله أو يُصَوِّرُه بالماء فيقول : ((مثل ما بعثني الله به منالهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرضاً ...))[1] مع مثَّله بالماء ، لأنَّالقرآن والماء ينزلان من السماءِ .
نعم ، تبَّعه بالماء ؛ لأنَّ الماء ينزل الغيثعلى الأرض ولأنَّ القرآن ينزل الغيث على النفس والقلب .
نعم ينزل على النفس والقلب فيُحْيِ مَوْتَهُمَا، ويبعث فيه من الحياةِ من الجديدِ ، ويوقظُ الصمير، ويفتح العيون الأمي ، ويفتح الأذان الصمّ ، ويُرَقِقُ القلوب الغلف . ثم يجعل منفوق النفس عقلاً ويجعل من فوق العقل قلباً ويجعل من فوق القلب ضميراً ، وكلمَّا دفعتالنَّفس إلى شهوةٍ أو إلى لَذَّةٍ أو إلى غرضٍ من أغراضِ الدُّنيا كان الأصل من فوقِهَارقيباً ، فإن ضَيِّقَت على الأصل وركَبَته كان القلب من فوقهما حَسِيْباً فإن كان القلبأيضاً غافلاً كان الضمير مُتَيَقِظاً ولا يُوقِظُ الضَّمِير ولا يُطَاهِرُ القلب ولايُزَكِي النَّفس لا ... ولا قانونٌ ولا شمسٌ ولا سواءٌ . إنَّما يوقظ الضَّمير الذيخلق الضَّمير ، إنَّما يزكي النَّفس والقلب : الله لا إله إلَّا هو الحيُّ القيوم.
فاتقوا الله في أنفسكم وأسلكوا أمثلة رسولِ اللهِ، يبعثون في القلوبِ حياةً كريمةً من جديدِ ، حياةً لا تعرف الجريمة ، حياةً لا تعرفالفساد ، حياةً لا تعرف إلَّا الخير تَنْدَفِعُ إليه وتَنْدَفِعُ بكليَّتِهَا بكلِّمسائلها وبكلِّ أحاسِيْسِهَا نَحْوَ الخيرِ ونَحْوَ البرِّ ونَحْوَ الحقِّ ونَحْوَالفِسْقِ ونَحْوَ السَّعَادِةِ ونَحْوَ العناءِ ، فلن تَسْعَدَ الأمَّة ولن يَسْتَقِرَّالعين ولن يَسْتَقِبَّ النِّظام ولن يَتَحَقَّقَ الغرد ولن يَسُوْدَ السَّلام إلَّاإذا حَقَقْنَا كتابَ اللهِ وإلَّا إذا حَكَمْنَا الوَاحِدُ الدَّيَانُ .
والسَّلام عليكم ورحمة الله .

[1] رواه البخاري (1 / 27 : رقم 79) : ((مَثَلُ مَابَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِأَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ، فَأَنْبَتَتِالكَلَأَ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتِ المَاءَ،فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْمِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَتُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَابَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَرَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)) . ورواه مسلم (4/ 1787 : رقم 2282) : ((إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِيَ اللهُ بِهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَالْهُدَى، وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَتْ مِنْهَاطَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ، قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَالْكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ بِهَاالنَّاسَ، فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَرَعَوْا، وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَاأُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً، وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً،فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ، وَنَفَعَهُ بِمَا بَعَثَنِيَ اللهُبِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْيَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)) .


====================================
يراجعه شيخنا علي الحلبي -حفظه الله-
رد مع اقتباس