عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-29-2017, 07:22 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي المرأة عند من كان قبلنــا - مزيد ومتجدد.

المرأة عند من كان قبلنــا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

الحمد لله الذي امتن علينا بنعمة الإسلام، نعمة الهداية التي أخرج الله - تعالى - الناس بها من الظلمات إلى النور بإذنه، وأخرج المرأة من ظلمات الجهل والجور، وأكد أهليتها لدخول الجنة كالرجل إن أحسنا، وإن أساءا فالنار .. النار، وغضب الجبار.
قال الله - تعالى -: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة النحل: 97].
منع وأدها، وأعلى شانها، وأوصى بإكرامها وحسن صحبتها أمًّا وأختا؛ وزوجةً وابنةً ورحِما، ليسمو بها إلى منزلة رفيعة لم تبلغها عند الأمم فيمن كان قبلنا، ولا في غيرنا من الأمم في زماننا.
ولندرك مدى أهمية إكرام الإسلام للمرأة، وحقيقة هذا التكريم الذي جاء به الإسلام وحضَّ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نستعرض بإيجاز مكانة المرأة عند غيرنا من الأمم:

المرأة عند الهنود

- يقولون عن المرأة في شرائعِ الهندوس: [ أنَّه ليس الصبر المقدَّر، والرِّيح، والموت، والجحيم، والسُّم، والأفاعي، والنار، أسوأَ مِن المرأة !].
أي: أن المرأة عندهم أسوأ من ذلك كله.
- وهي قاصر طيلة حياتها، وليس لها الحق في الحياة بعد وفاة زوجها، بل يجب أن تموت يوم وفاته، وتحرق معه وهي حية على موقد واحدٍ ويذرّى رمادَهما على نهر يقدسونه، واستمرت هذه العادة حتى القرن السابع عشر، وأبطلت على كُرهٍ من رجال دينهم، ولا تزال هذه العادة عند بعضهم لحد الآن. لأن الرجل - في اعتقادهم الباطل - يُعدّ مُمَثِّلًا لِلْآلِهَة في الارض - تبارك الله وتعالى عما يقولون علوا عظيما -.
- وتعد المرأة العزباء والأرملة منبوذتين من المجتمع الهندوسي.
- قال الدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله -: [ولم يكن للمرأةِ في شريعة «مانو» حقٌّ في الاستقلال عن أبيها أو زوْجها أو ولدها، فإذا مات هؤلاء جميعًا وجَب أن تنتمي إلى رجلٍ من أقارب زوْجها، وهي قاصرةٌ طِيلةَ حياتها، ولم يكن لها حقٌّ في الحياة بعْدَ وفاة زوْجها، بل يجب أن تموتَ يومَ مات زوجها، وأن تُحرَق معه وهي حيَّة على موقِد واحد، واستمرَّتْ هذه العادة حتى القرن السابع عشر، حتى أُبطلت على كُرْه من رِجال الدّين الهنود، وكانت تُقدَّم قربانًا للآلهة لترْضَى، أو تَأمُر بالمطر أو الرِّزق، وفي بعض مناطق الهند القديمة شجرةٌ يجب أن يُقدِّم لها أهلُ المنطقة فتاةً تأكلها كلَّ سَنَة]. انظر: [المرأة بين الفقه والقانون (ص: 18)].

المرأة في الصين:

- وفي الصين القديمة كان معروف بأن ولادة الأنثى أمر سوء يكرهونه؛ وأنه من الأفضل أن تولدَ ذكراً على أن تولد أنثى، دل عليه قول الشاعر Fu Hsuan -عام «272»- في قصيدته: [يا لمرارة أن تكون امرأة! ما من شيء على وجه الأرض أرخصُ من ذلك ... تربية فتاة هو شيء لا أحد يريده؛ أنها ليست غالية لعائلتها]. ا هـ.
وكان شائعاً في مقدمة بعض القصص لشخصيات أنثوية أن تُفتتح بِنص: [لسوء الحظ كنتُ قد ولِدتُ فتاةً]. حتى أن الشخصيات الأنثوية في الأدب القديم ذكرن بأنهن كنَ رجالاً في حياتهن السابقة؛ ولكن لسوء أفعالهن قد ولدن من جديد نسوة. - ويقصدن بذلك: عقيدة فاسدة يعتقدنَها وهي: تناسخ الأرواح-.
- كانت النساء في مكانة لا يُحسدن عليها؛ يُعانين عادةً من سوء المعاملة والبُعد عن الحياة الأجتماعية، إذ لم تكن لهنَّ مكانة عالية لا أجتماعياً ولا سياسياً مقارنة بالرجال.
-وكن تابعات لآبائهن أولاً ولأزواجهن بعد ذلك، ثم لأبنائهن في حال أصبحت المرأة أرملة وكان هذا كله في نظام يُدعى بـ «تابعات الثلاث» أو «سانكونغ Sancong».
- كان الذكر يكبر ليصبح مساهماً اقتصادياً في عائلتهِ، ويشارك في الطقوس كتلك التي تتضمن الصلاة للأجداد، وتخليد اسم العائلة؛ على العكس من المرأة التي لم يكن من الممكن لها أن تجني المال، وفي يوم ما كانت ستغادر منزل عائلتها لتنضم إلى عائلة زوجها. ونتيجة لذلك كان العديد من العائلات يتخلون عن فتياتهم الرُضع بعد مدة قصيرة من ولادتهن.
- وعلى الرغم من الحقائق القاسية التي تتبع في النساء عادة؛ والعيش في مجتمعٍ يخضع للمبادئ الفلسفية التي وضِعت من قِبَل الرجال؛ والتي تخدم الرجال أنفسهم، فقد أستطاعت بعض النسوة فيما بعد تحطيم هذه القيود؛ والتحايل على هذه القوانين أو التقاليد؛ وعشن حياة غير عادية فحصلن على منح دراسية، وأنتجن وأسهمن في الناحية النظرية على الأقل.
- ثم ذُُكرَت أهميًة المرأة وإساهاماتها في ذلك؛ واعتُرِفَ بها في المجتمع وفقاً لمبدأ «اليين واليانغ»، ورغم هذا فإن مكانة المرأة أقل، حيث كان الذكر يمثل «اليانغ» والذي لديه خصال تفوق خصال المرأة كالصلابة، القوة، الاستواء، الغنى واللون الفاتح. بينما كانت المرأة تمثل «اليين» المرتبط باللين، الانحناء، اللون الداكن، والفقر.
- وكان للرجل حقُّ بيع زوجته كالجارية، وله الحق في أن يدفنها حية، وإذا توفيَ عنها زوجها أصبح لأهل الزوج الحق فيها كثرْوَة.
- وكن مجبرات على التنافس مع المحظيات للفوز بعطف أزواجهن.
والمحظيات: هن كالجواري للرجل؛ غير الزوجات الشرعيات؛ ليس لهن حق للاستمتاع بهن كزوجات؛ إنما فقط هن لإنجاب الأبناء ورعاية الأسرة؛ وليس لهن حقوق الزوجات؛ ولا للأبناء منهن نفس حقوق الأبناء من الزوجات.(1)

المرأة عند الفرس

- خضَعَتِ المرأة الفارسية القديمة للتياراتِ الدِّينيَّة الثلاثة، فمِن الزرادشتية، إلى المانوية، إلى المزدكية، وقد تركتْ كلُّ ديانة من هذه الديانات بصمتَها الواضحة على كيان الأُسرة؛ وكانت النساء يعِشنَ في ذلٍّ وقهْر واستعبادٍ تحتَ سُلطة الرجل المطلَقة إلى درجة أنه يحقُّ له أن يحكُمَ عليها بالموت، أو ينعم عليها بالحياةِ طبقًا لِمَا يراه وتطيب له نفْسه، فكانتْ كالسلعة بيْن يديه.
- أباحوا بيعها وشراءها، وأكثر من ذلك أباحوا الزواج بالأمهات، والأخوات، والعمات، والخالات، وبنات الأخ وبنات الأخت، واعتبروها نجسة، فإذا حاضت أبعدوها عن المنازل في خيام صغيرة، لا يخالطهن أحد، وعلى من يقدم لهن الطعام من الخدم أن يعصب يديه بقماش سميك، ويكمم فمه وأنفه، ويغطي أذنيه، حتى لا ينجَسوا إذا مسّوهن أو مسّوا الهواء المحيط بهن، وكانوا يعتقدون أنَّهم يتنحسون إذا مسُّوهنَّ أو مسُّوا الخيام أو الأشياء المحيطة بهنَّ. انظر : [المرأة بين القديم والحديث لعمر كحالة 1/ 132 نقلاً من حقوق المرأة في ضوء السنة النبوية ص 25].

- وشذ الرافضة عن أهل السنة في تحليل اللواط، وزواج المتعة المحرمة، ولم يستثنَ في ذلك حتى الرضيعة. انظر: [كتاب تحرير الوسيلة للخميني].
وأجمعوا على جواز الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها، وإن اختلفوا فيما بينهم في التفاصيل، فمنهم من يشترط ضرورة رضاهما، أو رضى العمة والخالة، ومنهم من لا يشترط]. انظر: [الانتصار - الشريف المرتضى - ص 278 – 279].
- وحرموا المرأة من حقها الشرعي في الميراث أيًّا كان وضعها الاجتماعي، فقد جاء في الكافي عن أبي جعفر قال: (النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئا) [الكافي 7/ 127].

المرأة عند اليهود

- تعتبر المرأة عند اليهود أصل الشر في العالم، لأنها - بزعمهم - المسئولة عن الخطيئة البشرية الأولى، وأنها أغوَت آدم - عليه الصلاة والسلام -، وكانت سببًا في خروجهما من الجنة. (تكوين 3: 1- 16).
- [المرأة في العهد القديم شِباك، وقلبها شِراك، ويدها قيود]. (الجامعة7: 26).
- المرأة في اليهوديّة تُبَاع وَتُشْتَرى: [وإذا باع رجل ابنته أمة، لا تخرج كما يخرج العبيد] (خروج 21: 7).
- بعض طوائف اليهود كانوا يعتبرون البنت في مرتبة الخدم، ولأبيها أن يبيعها قاصرة، وليس لها حق في الميراث، إذا كان لأبيها أبناء ذكور، إلا إذا تبرَّع لها أبوها في حياته إذا كان يملك عقارا، أما إذا كان يملك أموالا، سواءً ذهبًا أو فضة أو نقودا، فليس لها منها شيئ، ولو كان يملك القناطير المقنطرة، وإذا لم يكن لأبيها أبناء ذكور، ترِث على أن لا تتزوج غريبا.

- قال ويليام باركلى William Barclay: [كان مقام المرأة رسميًا مُتدنيًا جدًا. لم تكن المرأة تُعدّ كبَشَرٍ في الشريعة اليهودية، وإنّما كانت تُعَدّ شيئًا A thing. وكانت تحت سلطان أبيها أو زوجها. كانت ممنوعة من تعلّم الشريعة، وكان يُعدّ تعليم المرأة الشريعة كإلقاء اللؤلؤ إلى الخنزير ...].
The Letters to Timothy, Titus, and Phileman.p.74. 2nd 2003. Westminster John Knox Press - Kentucky

- وإذا كانت في المحيض، تُحبَس وتُعزَل في ناحية من البيت، لأنها تعدُّ عندهم نجسة، فلا يخالطونها ولا يجالسونها ولا يؤاكلونها، ولا تلمس وعاءً حتى لا يتنجس.
- يعتقدون في اليهودية أنّ نجاسة ولادة الأنثى ضعف نجاسة ولادة الذكر؛ للتذكير بأن المرأة أغويت أولا؛ وتحتاج إلى وقت مضاعفٍ لتطهيرها مِن الخطيئة. انظر: (لاويين 12: 1 - 5) [وكلم الربُّ موسى قائلا: 2 كلِّم بني إسرائيل قائلا: اذا حبلت امراة وولدت ذكرًا تكون نجسة سبعة ايام كما في ايام طمث علتها تكون نجسة. 3 وفي اليوم الثامن يختن لحم غرلته. 4 ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوما في دم تطهيرها كل شيء مقدس لا تُمَس والى المقدس لا تجيء حتى تكمل أيام تطهيرها. 5 وان ولدت انثى تكون نجسة اسبوعين كما في طمثها ثم تقيم ستة وستين يوما في دم تطهيرها]. ا هـ.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المرجع: Cartwright, Mark. «المرأة في الصين القديمة»: باختصار وتصرف يسير -؛ تمت ترجمته بواسطة Avivan Badal. World -
History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 19 Oct 2017.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس