عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-26-2015, 03:56 PM
بوضياف ضرار بوضياف ضرار غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: ولاية المسيلة الرمز البريدي28000/ الجزائر
المشاركات: 735
افتراضي إيّاكِ أعني يا جارة ....

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه و من اتبع هداه إلى يوم نلقاه أمّا بعد .
حول اسم و مسمى "السلفية المعاصرة"


لا أعرف لهذا الاسم أو اللقب تاريخا محددا لكني أجده من افرازات التدافع الفكري المعاصر بين أطياف الجماعات و التيارات الاسلامية ، و كثرة اللّغط الحاصل الذي يُغذّيه الحوادث و الأحداث السياسية التي تشهدها الأمّة الإسلامية اليوم ، لكنّه في كثير من الأحيان يكون هذا اللقب علامة على مراجعات او تراجعات عن أفكار أُلصِقت بالمنهج السلفي ، في محاولة إقامة برزخ مُبين أو مغايرة بين المنهج السلفي= السلف الصالح، و بين شوائب معاصرة تُسمى أو سُميّت منهج السلف الصالح .
و هذا اللّغط نجده ينحصر في مسائل على عدّ رؤوس الأصابع دائما هي مُثارة ذات طابع و لون سياسي كمثل حكم الخروج على حكّام الجور ، و انتقاد الحاكم علانية ،و الغلو في طاعة الحاكم، و التعدديّة الحزبية ، و حكم العمل السياسي ، و حكم التعاون بين الجماعات ، و تناول الهيئات و الشخصيات بالانتقاد ، و نقد العمل الدعوي ، و تصفية الصفوف ، و تصفية الدين من شوائب البدع ...
هي مسائل في أكثر أحوالها سياسيّة ، ثم بدأ اصحاب هذا الإطلاق أكثر صراحة بإطلاقهم لهذا اللقب (فقالوا): السلفية المدخليّة او من يحبون أن يسمُّونهم غلاة الطّاعة...و شيأ فشيأ يبدأ هذا المصطلح في التكشّف و الظهور . و لئن كنا ممّن وقف في وجه( إخواننا الغلاة) و غلوّهم في باب النقد و الجرح و التعديل و لفظنا منهجَهم إلّا أننا لا نقابل غلوا بغلو فنخرجهم من الخطوط العريضة للمنهج السلفي او السلفية ، لكنّم صُدِّروا على أنهم الوجه القاتم الذي لا يجب أن يمثّل المنهج السلفي بأيّ حال من الأحوال . و نجد أصحاب هذا الإطلاق بتناقضون ، فهم ممّن يتبنى التسامح و السماحة و سعة الصدر حال الاختلاف الفكري و المذهبي ، لكننا نجدهم يصيبهم الحرج كمثل من يصعّد في السماء إذا ما أثرت مسألة تخالف فكره . و في الوقت الذي تجده يرفض ما يتصوّره سلفية معاصرة =( المدخلية بحسبه) ، تجده يرفض حتى المعتدلين من السلفيين و يجعل منهم سُذّجًا من قبيل سذاجة الأطفال في ميدان السياسة و فقه الواقع في عملية نسف ظاهرة حتى لعلم كبار العلماء من أمثال الألباني و ابن باز و ابن عثيمين و من هم في طبقتهم أو دونهم من أقرانهم و تلاميذهم، بل هم لا يمثلون لهم شيأ لأنهم لا يخدمون فكرتهم و لا يعرجون عليهم إلّا لِماما فيما يخدم فكرتهم . و مع الوقت تتجلى الصورة أكثر فأكثر ،إنّه التسويق المجّاني لجماعة الاسلام السياسي و الفكر الحركي و فكّ ذلك الارتباط العلمي بكبار العلماء و استبدالهم بمرجعيات فكرية او حركية و تمييع السنّة و فهم السلف باسم الخلاف الفقهي الواسع الذي قد يتّسع الى الخلاف العقدي مادام أن الكل يصيب الحق في جزئيّة من جزئياته .
بالمختصر لم أجد في هذا الإطلاق او اللقب سوى عملية انقلاب لبقة و دبلوماسية على علم علماء كبار و طول باعهم في الدّين و الدّنيا و الانعتاق من ربقة الدليل و السُّنة و إعادة مَكْيَجَة وجه جماعة الاسلام السياسي من الحركيين .
و الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس