عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 03-28-2014, 02:24 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي معنى : " يصلحه الله في ليلة "

معنى : " يصلحه الله في ليلة "

سُئل الإمام الألباني -رحمهُ اللهُ-:

ما معنى قولِه -في الحديثِ نفسِه -: «يُصلحُه اللهُ في ليلةٍ»؟.

الشَّيخ: أي: يكونُ متهيِّئًا من النَّاحية النَّفسيَّة؛ هذه ممكن.
كثيرٌ مِن النَّاس لما يَرونَ الفسادَ قد عمَّ وطمَّ؛ ينطوي على نفسِه؛ فاللهُ -عزَّ وجلَّ- يُصلِحُه في ليلةٍ واحدةٍ؛ يعني: أشبه ما يكونُ -بلا تشبيهٍ-: الرَّسول -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- كان يعتزلُ الكُفَّارَ في الجاهليَّةِ، ويعتزلُ بينه وبين ربِّه في الغارِ، حتَّى نزل جبريلُ -عليهِ السَّلامُ- وقال: {اقْرَأْ} [العلق: 1] إلخ القصَّة.

وجاء له الوحيُ مباشرةً، وأخذ بعد ذلك بالاتِّصال مع النَّاس، وأخذ يدعوهُم إلى عِبادةِ الله -تبارك وتَعالى-.

ولا شكَّ أنَّ أيَّ إنسانٍ مُصلحٍ لا يُمكنُ إلا أن يتشبَّه بالرَّسولِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، فيُمكنُ حينما تشتدُّ ظُلمةُ المجتمعِ أن ينطويَ هذا الإنسانُ بِخُلُقه...إلخ كما يُفكرُ بعضُ النَّاس اليوم، وإن كان لم يبلغْ تلك المنزلةَ، فيصلحهُ اللهُ لأنْ يكونَ قائدًا للأمَّة في ليلةٍ واحدةٍ.
ليس معنى ذلك أن يكونَ فاسقًا، ثم يُصبِح صالحًا.
وليس معنى ذلك أن يكونَ جاهِلًا فيصبح عالِمًا ما بين عَشيَّةً وضُحاها، لا؛ وإنَّما يُصلحُه لِقيادةِ الأمَّة.

[ينظر: «سؤالات الحلبي لشيخهِ الإمامِ الألباني» (1/ 156)].
_________

(1) السَّائل هو تلميذهُ الشَّيخ علي الحلبي -حفظهُ الله-.
(2) يعني: قوله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «المهدي مِنَّا أهل البيت، يُصلحُه اللهُ في ليلةٍ» خرَّجه الإمام الألباني في «السِّلسلة الصَّحيحة» (2371) عن عليٍّ -رضيَ اللهُ عنه-.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس