عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 04-15-2017, 05:10 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي خصائص العقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة

3. هي الأسلم والأعلم والأحكم، وهي الأقوم والأغنم، وهي الأصوب والأثوَب : قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [من أتاه لله علمًا وإيمانًا، علم أنه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هو دون مستوى تحقيق السلف، لا في العلم ولا في العمل]. انظر : [مجموع الفتاوى 7/ 437].

وقال – رحمه الله تعالى - : [ولا يجوز أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدّر قدر السلف، بل ولا عَرف الله – تعالى – ورسوله - صلى الله عليه وسلم – والمؤمنون به حقيقة المعرفة المأمور بها، من أن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم !!.

فإن هؤلاء المبتدعة الذين يفضلون طريقة الخلف على طريقة السلف، إنما أتوْا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث، من غير فقه لذلك، بمنزلة الأميين الذين قال الله - تعالى - فيهم : ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [سورة البقرة 78].

وإن طريقة الخلف هي : استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات، فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر، وقد كذبوا على طريقة السلف، وضلّوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم، وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف] ا هـ. انظر : [الفتوى الحموية الكبرى ص 185– 188].

4. موافقة للفطرة السليمة، والعقول المستقيمة : قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [إن الحق محبوب في الفطرة، وهو أحب إليها وأجلّ فيها، وألذ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له، فإن الفطرة لا تحب ذلك] انظر : [مجموع الفتاوى 16/ 338].

وقال : [فإن الله نصَّب على الحق الأدلَّة والأعلام الفرقة بين الحق والنور، وبين الباطل والظلام، وجعل فِطَرَ عِباده مستعِدّة لإدراك الحقائق ومعرفتها،، ولولا ما في القلوب والاستعداد لمعرفة الحقائق، لم يكن النظر والاستدلال ولا الخطاب ولا الكلام، كما أنه – سبحانه – جعل الأبدان مستعدَّةً للاغتذاء بالطعام والشراب، ولولا ذلك لما أمكن تغذيتها وتربيتها، وكما ان في الأبدان قوةتفرق بين الغذاء الملائم والمنافي، ففي القلوب قوَّةً تُفرِّقُ بين الحقِّ والباطل أعظم من ذلك]. انظر : [درء التعارض 5/ 62].

[وفي النفس ما يوجب ترجيح الحق على الباطل في الاعتقادات والإرادات، وهذا كافٍ في أنها وُلِدَت على الفطرة]. انظر : [درء التعارض8/ 463]. ولهذا كانت [القلوب مفطورة على الإقرار به – سبحانه - أعظم من كونها مفطورة على الإقرار بغيره من الموجودات كما قالت الرسل : ﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِـرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ [سورة إبراهيم 10].

وقال الله – تعالى - : ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [سورة الروم 30]. قال الإمام إسماعيل ابن كثير – رحمه الله تعالى ــ : [فإنه – تعالى ــ فطر خلقه على معرفته وتوحيده، وأنه لا إله غيره] [تفسير القرآن العظيم 3/ 433]. ومصداق هذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم – : (كل مولودٍ يولدُ على الفطرة، فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانه) أخرجه [البخاري (1385) ومسلم (2658)].

والفطرة : الإسلام، والإسلام : التوحيد كما قال - جلّ جلاله - : ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [سورة آل عمران 85]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : [إن الفطرة تتضمن الإقرار بالله والإنابة إليه، وهو معنى لا إله إلا الله، فإنَّ الإله هو الذي يُعرَف ويُعبَد]. [مجموع الفتاوى 2/ 6]. [ولا يلزم من كونهم مولودين على الفطرة أن يكونوا حين الولادة معتقدين للإسلام بالفعل، فإن الله أخرجنا مِن بطون امهاتنا لا نعلم شيئًا، ولكنَّ سلامة القلب وقبوله وإرادته للحق الذي هو الإسلام، بحيث لو تُرِكَ مِن غير مُتغيِّرٍ لما كان إلا مُسلما]. [مجموع الفتاوى 4/ 274].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس