عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-22-2018, 07:58 PM
محمد أشرف محمد أشرف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,267
افتراضي

ومَن لم يتفطّن إلى هذه الدقائقِ؛ فلْيُعالج نفسَه مِن أمراض الشبهات والوساوس، وأدواء الشهوات والدسائس-عَلِمَ ذلك، أو جَهِلَه-والهادي هو الله-!
والمَدْرَكُ المهمّ-الذي غاب-أو غُيِّبَ-عن هؤلاء-كلِّهم، أو بعضِهم-:أنّه يَلْزَمُ مِن وراءِ تفريقِهم المحدَثِ الحادِث-ذاك-ولا بُدّ-شاء مَن شاء، وأبى مَن أبى-: إحداثُ فجوةٍ علمية تاريخيةٍ لا تُسَدّ! وحُدوثُ إعضالٍ منهجيّ زمانيٍّ لا يُرقَع-بلغ قروناً وقروناً-بين المتقدّمين الأُوَل، وبين مَن زعموا أنهم اكتشفوا (!) منهجَهم، ووزّعوه-هنا وهناك وهنالك-حسْبَ أفهامِهم (هم!) - ...
.. وذلك قبل نحو ثلاثين سنةً-فقط-ولو عن طريق بعض (!) المتأخّرين-تناقُضاً ذَريعاً-كما بيّنتُ-!!
وهذا-كلُّهُ-لا شكّ- مما لا يجوزُ أن يُدَّعى فيه-ألبتّةَ-أنه (غيابٌ للحق!)، وأنكى مِنه: دعوى (اندثار الحقّ)!!
فالحقُّ-والناطقٌ به-لا ينقطعُ عن الأمّة-أبداً-ولو في أقلِّ طائفةٍ منها- .. حاشا وكلا ..
ومِن جهةٍ أخرى: لا يمكن-أبداً-أن يكونَ (خطأ العالم-أو العلماء-) هو البديلَ -الممتدَّ السائرَ- عن الحقّ الذي شهد له رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-أنه الهدى المتواصلُ، والحقُّ المتوارَثُ عن الأمة «إلى قيام الساعة».
وقد بقي هذا الحقُّ كذلك-ولله الحمدُ والمِنّةُ-قروناً متطاولة-ولا يزالُ إلى هذا الآن، وإلى قيام الساعة-إن شاء الله-.
ومغايَرةُ ذلك، أو تخلُّفُه: يُعَدُّ-حتماً لازماً-خلطاً واضحاً، وناقضاً فادِحاً لجَذْرَ أثرِ تلك التزكية النبوية المبارَكة لِأهل الصواب والهُدى؛ ممّن «لا يزالون ظاهرين على الحق-إلى يوم القيامة-» -كما تواترت بذلك النصوصُ النبويةُ-مزكّيةً منهجَ أهل الحديث (الحقّ)، المتوارَث فيما بينهم-كابراً عن كابرٍ-مِن خلال التاريخ-مِن غير أدنى انقطاع، ولا أقلّ إعضال-.
وما لا؛ فلا ...
وكم طالَبْنا أدعياءَ التفريق-أولئك-غفر الله لهم-أن يأتونا-كحدٍّ أدنى-ولو بعالم واحدٍ! -من كلّ طبقةٍ من طبقات علماء الحديث-وتنزُّلاً: من كلّ قرنٍ! -مِن بعد الدارقطني-أو غيره -ممّن (لا يزالون) يعدّونهـ/ـم هم (متقدّمين!) - .. وإلى زمان الحافظَين ابن عبدالهادي وابن رجب- .. ثم إلى زمان العلامة المعلّمي-رحم الله الجميع-!
ولا يزال الطلبُ قائماً .. والجوابُ لم يَزَلْ عائماً قاتماً!!!
وأمّا التمويهُ-لتمرير هذا التفريق الحادث-بالإلزام (!) بأنّ العلماء المتأخرين-أولئك-في مخالفتهم (!) لمنهج (المتقدّمين): (قد ساعدوا على إحداث الفجوة والفُرقة بين الناس) -مع إشارتهم له، وإشادَتِهم به! -زعموا! -؛ فهو تمويهٌ فاشل، وإلزامٌ باطل ..
.. فلو عُكس هذا الإلزامُ على صاحبه وقائله: لَكان أَوْلى به!
فما مَردُّه-كيفما كان الأمرُ-إلا سوءُ الفهم عنهم-رحمهم الله-لا غير- ..
وعليه؛ (فلا يصحّ غيابُ هذه المبادئ عن صاحب العلم، والعقل)؛ وإلا: فهو النقضُ والتناقضُ!
وتوضيحُ الواضحات مِن أعسَرِ المشكِلات!

والله الهادي إلى سَواء السبيل.

... وهذا أوانُ البَدء بالجواب، والله الموفّق للصواب:

__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ]

* قاله ابن المبارك *
رد مع اقتباس