عرض مشاركة واحدة
  #102  
قديم 12-27-2012, 02:49 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

الفرق بين الصَّداقة والأُخوَّة والرُّفقة والخُلَّة:
(( فأما الصداقةُ: فهي: صدق الاعتقاد في المودة، وذلك مختصٌّ بالإنسان دون غيره، وكما قيل: إنما سُمي الصديق صديقًا لصِدقه، والعدوُّ عدوًّا لعَدوه عليك.
وقد ذكر ابنُ حزم -في كتابه "الأخلاق والسِّير"- حدَّ الصداقة؛ فقال: "هو أن يكونَ المرءُ يسوؤُه ما يسوءُ الآخر، ويسرُّه ما يسرُّه، فما سفل عن هذا؛ فليس صديقًا، ومن حمل هذه الصفةَ فهو صديق، وقد يكون المرءُ صديقًا لمن ليس صديقَه... إذ قد يُحب الإنسانُ مَن يبغضهُ، وأكثر ذلك في الآباء مع الأبناء، وفي الإخوة مع إخوتهم، وبين الأزواج، وفيمن صارت محبتُه عشقًا، وليس كل صديقٍ ناصحًا؛ لكنَّ كلَّ ناصح صديقٌ فيما نصح فيه".

وأما الأخوَّة: فهي كل مَن جمعك وإياه صُلب أو بطن، وتُستعار لكل من يشاركك في القبيلة أو في الدِّين أو في الصنعة أو في معاملة أو في مودة، أو غير ذلك من المناسبات.

وأما الرُّفقة: فتقال للقوم ما داموا منضمِّين في مجلس واحد ومسير واحد، فإذا تفرَّقوا ذهب عنهم اسم الرفقة، ولم يذهب عنهم اسم الرفيق.

وأما الخُلَّة: فهي الصداقة؛ إلا أنها رُتبة لا تَقبل المشاركة، ولهذا اختُص بها الخليلان إبراهيم ومحمد -عليهما السلام-.
وقال العسكري -في "الفروق"-: "والخُلَّة: المودةُ التي تتخلَّلُ الأسرار معها بين الخليلَين، وسُمِّي الطريق في الرمل خَلًّا؛ لأنه يتخلَّل لانعراجه".
وقال -أيضًا-: "الفرقُ بين الصداقةِ والخُلَّة: أن الصداقةَ اتِّفاقُ الضمائر على المودة، فإذا أضمر كلُّ واحد من الرجُلين مودة صاحبه فصار باطنه فيها كظاهره؛ سُمِّيا صديقين؛ ولهذا لا يُقال: (الله صديق المؤمن) كما أنه وليه.
والخُلة: الاختصاصُ بالتكريم، ولهذا قيل: إبراهيم خليل الله؛ لاختصاص الله إياه بالرسالة، وفيها تكريم له...".
وقال ثعلب في معنى الخليل: "إنما سُمي الخليل خليلًا؛ لأن محبتَه تتخلَّل القلب؛ فلا تدع فيه خللًا إلا ملأتهُ" )). "غاية المنوة" للأستاذ حازم خنفر، (16-18)
رد مع اقتباس