عرض مشاركة واحدة
  #113  
قديم 05-16-2012, 07:43 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سلمة السلفية مشاهدة المشاركة
قال بعضهم : الوشم في اليد وشَمَ يدَه إذا غرزها بإبرة ...قاله الرازي

وقيل بأن الوشم النقش في اليد والذراع كما ورد في الموطأ

وقال البغوي : أنّ الوشم هو أن تغرز المرأة ظهر كفها، أو معصمها بإبرة حتى تدميه، ثم تحشوه بالكحل، فيخضر، أو تجعل في وجهها الخيلان بكحل، أو مداد))

فهي الأعضاء الأظهر والتي يغلب فيها الوشم ,وليست تخصيصا وحصرا للوشم في تلك المواضع من الجسد , فلو جُعِل الوشم في العضد مثلا أو في الساق لكان وشما محرما
ملعونا فاعله , مثله مثل الذي ذُكر (كمثال) في اليدِ أو الخيلان في الوجه

ومثله تماما في التغيير لخلق الله بـ(النمص)
فقوله
فنتفَتْ بالخيطِ وجهها...
و قول الشاعر :

فما زال يجري السِّلْكُ في حُرِّ وجهها *** وجبهَتِها حتى ثنتْهُ قرونُها

هو يشبه قول المحقق في شمس العلوم :تنمّصت بمعنى: نتفت (ما قد يكون في) جبينها أو وجهها من شعر بخيط أو بالمنماص
فهو قد ذكر موضعا قد نُمِص من المرأة وهذا لايعني حصر النمص في الوجه أو الجبهة
بدليل قول الزمخشري : في وجهها نمصٌ: شبه الزّغب.
(فـ: نمصٌ: هو شبه الزغب ),وذكر وجوده منها في الوجه
ولو كان النمص محصورا في الوجه لاستغنى عن ذكر الوجه في النمص ,بدليل قوله فيما بعد :وهو أنمص الحاجبين إذا رق مؤخّرهما: فذكر الحاجبين كموضعٍ للنمص ,ولو كان النمص خاصا بالحاجبين لكان ذِكر لفظ (أنمص )وحدها تكفي
وبدليل آخر أنه في نفس الموضع قال : ونمصته الماشطة بالمنماص: نتفته.

وقال الحميري في شمس العلوم : واحتفَّت المرأة: تنمّصت
وقال : تنمصت المرأة: إِذا نتفت النامصةُ (شعرَها).
وقد قال أحمد مختار عمر في المعجم : (نمَّص الشَّعرَ: نمَصه؛ (نتَفه )) فهو هنا ذكر عموم النمص بأنه كل نتف للشعر ثمّ قال بعدها "نمّصت شعرَ حاجِبَيْها".فذكر مثالا وموضعا وعضوا يُنمص وهو الحاجبين
وقد يُذكر الوجه كموضعٍ للنمص لأن هذا ما يظهر في الغالب من نساء العرب
فلا تجد من تُظهر ساقها ليُرى أنمصته أم لا
ولكن هذا لا يعني تخصيص النمص بالجبهة أو بالوجه فضلا عن الحاجب
وإنما هو من باب ذكر أفراد من العام كما قال الراجز:

يا لَيْتَها قد لَبِسَتْ وَصْواصا ..ونمَّصَتْ حاجِبَها تَنماصا
حتى يَجِيئوا عُصَباً حِراصا
وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- في حديث بريق الجبين قد أنكر ما ظهر له منها وظن أنه منموص وهو الجبين

قال الليث: ورجل أنمص الرأس
فهل يعني هذا تخصيص النمص بالرأس ؟ , ولكنه الموضع الذي نُمِص وأُزيل منه الشعر
فقال ابن سيده :" (وقد نمصتُ شعرَه أنْمُصه نَمْصاً نَتَفتُه) فأطلق النمص لكل نتفٍ للشعر أينما كان موضعه .
الآن: قطعت جهيزةُ قول كل خطيب!
سلمتْ يمينُك -يا أم سلمة-!
لو أذنتِ لي اختصرت الموضوع بأكمله في نقاط:
1. دليلُ حرمة النَّمص: حديث اللعن: "لعن الله النامصة...".
2. دليلُ إطلاق حرمة النمص لجميع شعر البدن؛ أيضًا: حديث اللعن.
3. يؤيِّدُ ذلك أقوال أهل اللغة؛ فالوحي نزل بلِسانٍ عربيٍّ مُبين.
4. ما ذُكر من أقوال أهل اللغة مما يبدو أنه تخصيص للنمص بالوجه؛ فليس هو إلا من باب: التمثيل وبيان (الأشهر) عند النساء، و(الأظهر) للرَّائي، و(الأكثر تطلبًا للحسن فيه).
5. مما سبق يتبين أن ليس في الأمر أي تعصُّب لاجتهاد أحد العلماء -مع احترامنا للجميع-؛ فلا يُنسب إلينا (تعصب) أو (تقليد) -فضلًا عن اتِّباع الهوى-نعوذ باللهِ من الهوى-.
6. فلتنظر كلُّ امرأةٍ بتجرُّد عن الهوى، وبلا تعصُّب لأقوالٍ توافقُ هواها -بالدَّرجةِ الأولى-، والبُعد عن أسباب اللعن؛ فالسَّلامةُ لا يعدلُها شيء.
7. تذكير -للجميع-من باب: {فَذَكِّر بالقُرآنِ مَن يخافُ وعيد} -و(اللعنُ) وعيد-أيما وعيد!-:
{يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُها النَّاسُ والحِجارةُ}.

ولا بأس من التذكير بشيءٍ من أقوال الحكماء؛ حيث قال:
(أقربُ رأيَيكَ مِن الصَّواب: أبعدُهما مِمَّا هَوِيتَ -في الأكثر-).
رد مع اقتباس