عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 01-11-2021, 10:20 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي المُجاهد بقلمه: فضيلة الشيخ علي بن حسن بن عبدالحميد الحلبي الأثري - رحمه الله تعالى-.

تتمـــَّـــة

الصنف الرابع:

وهم: (عناصر تزحف في الظلام!)
منهم: رؤوس.
ومنهم: أتباع.
فأقول للأتباع: الحقّ واضح، «فإنْ كنتَ أعمى فلا تطرش!». ولكن «إلزام الجهول الحجّة يسير، وإقراره بها عسير!!».
فيا قوم: الدّعوة السّلفية تنفي خبثها: فهي الدّعوة إلى الإسلام الصّافي مِن الشّرك والنّفاق والبدع والخرافات والمعاصي -كبيرها وصغيرها- ....
وهي قائمة على (التّصفية والتّربية)، وباقية إلى قيام السّاعة، ولها أهلها المخلصون الذين سخّرهم الله لحفظ هذه الدّعوة بحفظه –سبحانه وتعالى-، فمهما حاول المفسدون اختراقها؛ فقد باءوا بالفشل، والخزي، والذُّل على مَر التاريخ... فهي «تنفي مَن لا خير فيه مِن النّاس، ويبقى فيها الطيبون النّاصعون. والنّاصع: هو الشيء الصّافي النّقي اللون(1).

أما المتلوِّن الأفّاك الذي انكشف أمره: فليس له إلى الدّعوة السّلفية طريق....
و(المدحور) سيبقى مدحوراً مذءوماً...
و(سقط المتاع) ليس له مكان أو مكانة بين أبناء الدعوة السلفية...
ومهما سعى هذا الحسود ، الكنود ، الحقود، من اختراق الدّعوة الإسلامية: فلن يرجع ولو بخفي حُنين!
ورحم الله ابن حزم القائل: «نُوّار الفتنة لا يُعقد».
و«مَن تهيأ لطلب الدّنيا؛ فليتهيأ للذّل».

وختاماً...

مات –رحمه الله- فجأة، وكان يعاني مِن بعض الأمراض المزمنة؛ «فموت الفجأة: هو أخذة أسَفٍ للكافر، وأما المؤمن فهو له رحمة«، «فهذا رجل لا يكرهه إلا مبتدع غير راغب في السُّنّة«، «وتأسف كثيرون على فقده، وما أظن يسمح الوقت بمثله؛ فقد كان عارفاً بمراتب الناس، وينزلهم في الجملة منازلهم، مع تجمل واحتشام، وكونه من أهل القرآن والوجاهة، وأظنه جاز الستين، رحمه الله وإيانا وعفا عنه».
قال الحسن: «إنَّ مِن أعظم الناس مصيبة عليك، مَن إذا رأيته وجدت عنده نصيحة، فبينا أنت كذلك إذ فقدته».

وعدم التّرحم عليه «أمر عظيم! لا يتجاسر عليه إلا كل جاهل شقي!«، «والله –سبحانه- إذا أراد أنْ يرحم عبداً أسكن في قلبه الرّأفة والرّحمة، وإذا أراد أن يعذّبه نزع مِن قلبه الرّحمة والرّأفة، وأبدله بهما الغلظة والقسوة، وفي الحديث الثابت: «لا تنزع الرحمة إلا من شقي».(2)، وقال الإمام مالك: «لا خير في الجفاء والغلو».(3).

«والإنسان قد يكون فيه شعبة من المخالفة للحقّ، وشعبة من الموافقة له، ولا يخرجه ذلك عن أهل الحقّ إخراجاً مطلقاً؛ بل يُعطى ما يستحقه، ويوصف بما هو أهله من هذا وهذا، حتى يكون الوزن بالقسطاس المستقيم» (4).

قال «سعيد بن المسيب: ليس مِن عالم، ولا شريف، ولا ذو فضل إلا وفيه عيب، ولكن مِن النّاس مَن لا ينبغي أن تذكر عيوبه، ومَن كان فضله أكثر مِن نقصه وُهِب نقصه لفضله».

رحمك الله يا أبا الحسن، فاسمك ما زال مرفوعاً ومقروناً مع شيخك الألباني –رحمه الله-، «وإذا ذُكر الإنسان بعد موته كان ذلك حياة ثانية له».(5)

وأخفيت صبري ساعة بعد ساعة *** ولكن عيني في الأحايين تدمع. ا هـ.


******************************

سلمت يمينكم يا شيخنا الفاضل محمد بن حسين بن شعبان آل حسن؛ وذبَّ الله تعالى عن وجهكم النار يوم القيامة؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؛ كما ذببتم عن شيخنا الجليل العلامة علي بن حسن الحلبي؛ نحسبه كذلك والله حَسيبه، ولا نُزكِّي على الله أحدا؛ رحمه الله تعالى وجعل الفردوس الأعلى مأواه؛ وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا ونفع بعلمه وإياكم؛ وأطال بالصالحات أعماركم. وجزى الله خيرًا القائل:

جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم *** بعد الممـــات جمــــال الكتب والسير.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «تفسير الموطأ» (2/ 731) - شرح حديث «إنّما المدينة كالكير؛ تنفي خبثها، وينصع طيبها».
(2) «الروح» (300).
(3) « التمهيد » (2/ 50).
(4) «مجموع فتاوى ورسائل العثيمين» (1/ 235).
(5) «إرشاد الطالبين» (1/ 14).
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس