عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-01-2011, 02:16 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

أشكر لك إضافتك -أختي أم أويس-؛ فجزاك الله خيرًا.

وهذه محاضرات مفرَّغة قيَّمة متعلِّقة بهذا الموضوع للشيخ علي الحلبي -حفظه الله-:
كلمة حول ( أحداث تونس ) -1
كلمة حول ( أحداث تونس ) -2
كلمة حول ( أحداث مصر ) -1
كلمة حول ( أحداث مصر ) - 2



وهذا سؤال وُجِّه لفضيلته -حفظهُ الله-:
هل ما يجري في مصرَ -مِن الثَّورة- مِن الخُروج؟

فأجاب:
نحن تكلَّمنا -قبل يومَين-، وكتبنا -اليومَ- للشَّبكة العالمية (الإنترنت) كلمةً في هذا الموضوع.
وقُلنا: كلمة علماء أهل السُّنة -قاطبةً- أن الخُروجَ في المُظاهَرات والإضرابات والاعتِصامات مِن مخالفة الشَّرع -ابتداءً- في أصل الفعل، ومِن مخالفة الشَّرع -انتِهاءً- في مآلاتِ الفعل وآثارِه السَّيِّئة التي ستكون نهايتُها ونتيجتُها دمارَ الأمَّة!
فمهما كان -هنالك- مِن رأيٍ مَظنون، ومُتوقَّع فيه شيء مِن الفرحِ بتغييرٍ مُتوهَّم، أو بِحقوقٍ مسلوبةٍ -كما يقولون-؛ فإنَّ الناتجَ سيكون أشدَّ وأنكى!!
مع التَّذكير بقولِ النَّبي -صلى اللهُ عليه وسلَّم-: "ما مِن عامٍ إلا والذي بعدَه شرٌّ مِنه حتَّى تلقَوا ربَّكم".
وانظرُوا ما يجري -الآنَ- في مِصرَ؛ تعرِفوا الحُكم؛ دون أن نحتاجَ إلى كبيرِ تدليل.
وكم مِن مرَّة سمِعنا شيخَنا -رحمهُ الله-الشيخَ الألباني- يقول، ويستدلُّ على تحريم مثلِ هذه الأفعال بأثرٍ مَروِي عن عيسى ابن مريم -عليه السَّلام-؛ قال:
قال عيسى ابنُ مريم لحواريِّيه: إنَّه سيكون بعدي أنبياءُ كذَبَة.
قالوا: يا عيسى! بِم نَعرفُهم؟
قال: "مِن ثمارِهم تعرفونهم"!
فنحنُ نقول: مِن ثمار هذه الأفاعيل؛ نعرفُ حُكمَها.
فكيف إذا وُجدتْ فتاوى لأهل العلم؟!
فكيف إذا وُجدتْ أصول وقواعد مُحرَّرة ومُعتَبرة في النَّهي عن هذه الأفعال، وفي النَّهي عن هذه الفِتن والمِحَن التي ما أنزل اللهُ بها مِن سُلطان؟!!
لذلك قال مَن قال مِن السَّلف: إن الفتنَةَ إذا أقبلتْ؛ لا يعرفُها إلا العُلماء، وإذا أدبَرتْ؛ عرفَها الجُهلاء!!
ما فائدةُ هذه المعرفة بعد إدبار الفِتنة، وبعد وُقوع الأمَّة في المِحنة، وبعد غرقِها في الدِّماء والأشلاء، وبعد النَّهب والسَّرقة والتَّرويع بالعملِ الشَّنيع الفَظيع -والعياذُ باللهِ-تبارَك وتعالَى-؟!!
ومع ذلك: نحنُ ندعو الله -سبحانَه وتَعالى- أن يُولِّيَ هذه الأمَّةَ خيارَها، وأن يُذهِب عنها شِرارَها، والفاسِدين منها، وما ذلك على اللهِ بعزيزٍ.
وقال مَن قال مِن السَّلف: "عُمَّالُكم أعمالُكم".
"عُمَّالكم" يعني: أمراؤكم..
(أمراؤُكم أعمالُكم): إذا كانت أعمالُكم صالِحة؛ فسيكون أمراؤُكم صالِحين.
وإذا كانت أعمالُكم سَيِّئة وقبيحة؛ فسيكون أمراؤُكم مِن جِنسكم!
وهذا معنى ما يقولُه النَّاسُ -فيما بينهم-، ويُردِّدونه -وليس بحديثٍ-: (كما تكونوا؛ يُولَّ عليكم)!
كما تَكونوا -صلاحًا وفسادًا-؛ يُولَّ عليكم الصَّالِحون، أو الفاسِدون!
وليس لها مِن دون الله كاشفة.

[تفريغًا من ("شرح الإبانة" / 8-من السنة في العبادات والعادات)، من الدَّقيقة: (34:15)].

رد مع اقتباس