عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 07-25-2021, 07:25 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

[حول حركة (جهيمان)]
...انقلبت هذه الدَّعوة إلى حركة ثوريَّة تكفيريَّة لأسباب عدَّة؛ منها: الحقد العشائري القبَلي، والنَّعرات الجاهليَّة التي كانت تنضحُ بها أفكارُ (أولئك) وكتاباتُهم!! ومنها: دسّ أعداء السَّلفيَّة بينهم منهجَ التَّكفير حتى بالكبائر؛ حتى ضلُّوا عن منهج السَّلف وتاهُوا، فأدَّى بهم هذا الانحرافُ الفكريُّ والعقديُّ إلى ذاك المصير المظلِم المذموم..ومنها..ومنها..
وليس من تلك الأسباب -البتَّة- دعوةُ أستاذِنا الألباني، التي تحارب التطرُّف، وتَنقضُ عُرى التَّكفير والثَّوراتِ والنَّزوات؛ وهذا أمرٌ متواتر عن الألباني، مُشتهِر عن منهجه؛ يعرفه القاصي والدَّاني، وهو -لأجل ذا- منتشرٌ خَبَرُه في الأوساط العلميَّة -وغير العلميَّة-كافَّة- في العالم الإسلامي كلِّه، ومن أجلِه -أيضًا- ترى الثَّوريِّين والتَّكفيريِّين يُحاربونه أشد الحرب في مؤلَّفاتهم، ويَصِمونه -من أجل محاربتِه للتَّكفير- بالإرجاء؛ حتى إنَّه صُنِّفت فيه -بسبب ذلك- كتاباتٌ خاصَّة مُستقلَّة...
فمِن الإفك الواضح، والزُّور الفاضح: أن تُربَط فكرة الجُهيمانيَّة وفِتنتُهم وثَورتُهم بِدعوة الألباني ومنهجه.
وقد عَرف العلماء وطلاب العلم -في بلاد الحَرَمين خاصَّة- نَقْدَ الألباني للجُهيمانيِّين ومناظرتَه لهم لِردِّهم إلى الصَّواب، فأبَوا إلا التمرُّد عليه وعلى غيرِه من علماء السُّنَّة، وعلى رأسهم سماحةُ العلامة الشَّيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-تعالى-.
ولقد سأل أخونا الفاضل الشَّيخ أبو إسحاق الحُويني -وفَّقه الله للصَّواب-قبل أكثر من عشر سنوات- شيخَنا الألباني عن (جُهيمان والمهدي!!) -ومن معهما-، وحُكمِ فِعلتِهم النّكراء في المسجد الحرام؟
فقال شيخُنا -جوابًا- ما لفظُه: "لو فعلوا فِعلتَهم هذه في العَراء: لا تجوز؛ فما بالُك في المسجد الحرام؟!".
ثم قال -رحمه الله-: "فهذا الخروجُ لا يجوزُ إسلاميًّا -مُطلقًا-؛ وه في المسجد الحرام إثمٌ أكثر".
وفيه قولُه -عند ذِكره وصولَ خبر ما حدث في المسجد الحرام إليه-بعدُ-: "سبحان الله! وقع ما كنتُ أحذِّرُ منه وأخشاه؛ من القيام بالثَّورات والانقلابات بِزعم الإصلاح، وهذا يُنافي ما تبنَّيتُه منذ نحو عشرين سَنة؛ بأن الإصلام لا يكون إلا بالتَّصفية والتَّربية".
["مسائل عِلمية في الدَّعوة والسِّياسة الشَّرعيَّة"، (120-122)].
رد مع اقتباس