عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 04-24-2016, 03:20 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
Exclamation


بسم الله الرحمن الرحيم

حياكم الله أحبتي الكرام
من مشايخ فضلاء وإخوة أعزاء

لا يخفى عليكم أيها الجمع المبارك – بإذن الله – تعالى –
أن السعادة تؤسس على ركنين :

1- الإخلاص .
2- والصدق .


فمن رزقهما فقد رزق التوفيق والهدى .

والتوفيق يولد منهما ، ومخاضة في ثلاث طلقات (1) :

- في هجر العوائد .
- وقطع العلائق .
- وتجاوز العوائق .

وفي فطام النفس عن كل واحدة منها ألم ساعة .
فمن لم يصبر على ألم الولادة لن يظفر بنسل السعادة .

فالركون مع العادات .
والتلذذ بالمتعلقات .
والعجز عن تجاوز المعوقات .
: إجهاض للإرادات ، ووأد للهمم .

بل هي الآفات التي تنحر الهمة حتى يسيل دم الصدق .

وعندها يصبح النفاق حاكماً على أخلاق طالب العلم وسلوكياته وأعماله .

وهو مدخل إلى ( دهليز البطالة ) .

وخذ مثالاً واحداً : ( المجموعات في الواتساب ) .

تأمل حالها : بين ولادة السعادة وبين إجهاض الهمم والإرادات .
فهي تجمع في بعض مشاركاتها : ( العوائد ، والعلائق ، والعوائق ) .
والسعيد من لم يقف معها ، وعندها . بل يتجاوزها : تخطيطاً ، وتصميماً .
وهي في الحقيقة عقبة كؤود في طريق الاصلاح المعاصر
وفي طريق الترقي ، والتجديد في الدعوة إلى الله – تعالى - .
فلابد من التميز في المجموعات
ولابد من اليقظة ،
وحقيقتها :

1- عدم الجري في ميدان العادة ؛ لأنها أمارة الغفلة .
2- عدم اتباع الشهوات ؛ لأنها أمارة الفسق .
3- عدم العجز عن تجاوز المعوقات ؛ لأنها أمارة الوهن .


والتميز في أداء المجموعات ضروري فدونه تسرق الأوقات وتهدر الطاقات .
بل : يكتسي الطالب ثياب : الوهن ، والضعف في العلم والعمل .

يكفينا ( ثقافات عامة ) في أغلب أحوالها : تشتيت ، وتوهين ، وتهوين .

اعتبروها : ( صرخة ) أو ( ومضة ) ......

لأن الحقيقة المرة التي يفعلها جميع طلاب العلم فضلا عن المشايخ :
هو سلوك واحد من طريقين
:

الطريق الأول / أن الواحد منا – غالباً - يفتح ( الهاتف النقال )
فينظر في المجموعات ، فلا تكاد تقر عينه إلا بمجموعة أو اثنتين
من عشرات المجموعات .
فينظر في عدد رسائل كل مجموعة فإذا هي بالمئات
فما عليه إلا أن يمسحها حتى لا تثقل ( هاتفه النقال )
أو يمررها سريعاً مع مسارقة النظر إلى بعضها
مشيراً إلى أن موضعها عنده هو سلة المهملات

وأما الطريق الثاني / فهو من يهدر وقته في تتبع كل الرسائل ومطالعتها .
وقصدي (بالإهدار ) هو عدم طلبه للعلم على الجادة .
فهو يتلقى معلومات متناثرة : تخرج مثقفاً ، ولا تخرج طالب علم .
فلابد أن نتعاون في التميز ، والتجديد ، والتصميم ، والترقي .

بقدر الكد تكتسب المعالي ... ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كدٍ ... أضاع العمر في طلب المحالِ
تروم العز ثم تنام ليلاً ... يغوص البحر من طلب أللآلي


وما التوفيق إلا من عند الله .

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) " الطَّلْق: وَجَعُ الْوِلَادَةِ، والطَّلْقَة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ " ( لسان العرب : 10/255 ) .



***


رد مع اقتباس