عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-15-2016, 08:12 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


وفيك ربي يبارك
أخي الفاضل
محمد مداح الجزائري
وجزاك الله خيرا

ـــــــــــــــــــــــــــــ

من آداب المناظرة
عند السليمة قلوبهم ، والصحيحة فهومهم


بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب طالب العلم

إن من الواجبات اللازمة على سليم القلب من الزيغ : اتباع المحكمات ، ورد المتشابهات إليها ، سواء كانت من متشابهات : القرآن ، أو السنة ، أو فتاوى العلماء ، أو مواقفهم . فالاشتباه يعرض فيها كلها
.

فإن رأيت موقفاً لواحد من العلماء – الذين لا شك في صحة أصولهم – لم يتبين لك وجهه فهو مما اشتبه عليك معناه فارجعه للمحكم من الشريعة وارح نفسك وإخوانك ولا تقف عنده .

إذا لم تستطع شيئا فدعه *** وجاوز إلى ما تستطيع

فإن قلت : لا ، لقد تبين لي وجهه ، وأنه خطأ لا ريب فيه .

فأقول : لكنه لم يتبين لغيرك – ممن يتفق معك في المحكمات الشرعية – ما تبين لك من التخطئة . بل صحح قوله ولائم بين موقفه وبين الشريعة بوجه لم يتبين لك علمه .

فهنا الخلاف في تنزيل ( محكم الشريعة ) الحكم المتفق عليه على ( المتشابه النسبي لأحدكما ) الفرع المتنازع فيه ، وهذا من اختلاف التنوع الذي لا يضر ، كما بين ذلك ابن عثيمين – رحمه الله – في شرحه لكشف الشبهات .

فالخلاف فيه لا يوجب النزاع إلا إذا صحبه البغي والعدوان من أطراف النزاع أو أحدهما .

فإن قلت : لكنه عندي خطأ بين ، ولا بد من بيان الخطأ لحفظ الحق وصيانة العلم .

فأقول : إذا يلزمك أن ترجع المسألة إلى ( العلم المحض ) وذلك بأن ترفع المسألة عن صورة الفرع المتنازع فيه إلى البحث في أصول العلم ( للمحكم الشرعي ) وضوابطه ودلائله وفروعه المتفق عليها فبذلك يحفظ العلم ويصان .

فقرر الحق بذلك دون التعرض للفرع الذي لم يلتفت له ، أو يتخذ ذريعة للباطل ، فإن حصل ذلك لزم ضرورة تمييز الحق مما خالطة بالحكم التفصيلي الذي يفرق بين ما أشتمل عليه المشتبه من الحق أو الباطل ووجه كل واحد منها .

وما دام أن الفرع مغفول عنه غير منتبه له فاعرض عنه

فإن الفتنة نائمة فلا توقظها .

وسلامة الدين لا يعدلها شيء ، والله الموفق .





***

رد مع اقتباس