عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-29-2010, 04:26 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

[الحَلْقة الثَّالثة]

إنَّ الحمْدَ للهِ، نَحمدُهُ، ونَستعينُه، ونَستغفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا، وسيِّئاتِ أعمالنَّا، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هادِي له، وأشهدُ أن لا إِلَه إلا اللهُ، وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أما بعدُ:

فهذا لقاءٌ ثالثٌ -يتجدَّد بالخيرِ والبركةِ-إن شاءَ اللهُ- نُقدِّم فيه شيئًا من فِقه الصِّيام وأحكامِه فيه تَنبيهاتٌ مهمَّة يستفيدُ منها عُموم الأمَّة -إن شاءَ اللهُ-تَبارَك وتَعالَى-.

أيضًا: مِن النُّصوص الَّتِي وَردت عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم- في

فضل الصِّيام:

حديثُ أبي أُمامَة الباهلِي -رضيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: قلتُ يا رسولَ اللهِ! دُلَّني على عَمَلٍ أدخُلُ به الجنَّة، فقَالَ له -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «عَليكَ بالصِّيامِ؛ لا مِثْلَ لَهُ»، وفي رِواية: «لا عَدْلَ لَهُ» أي: لا يُماثِلُه شيءٌ، والحَديث رواهُ النَّسائي وابنُ حبَّان وغيرُهما بالسَّند الصَّحيح.

هذا الحَديثُ يبيِّن -أيضًا- تِلكُمُ المكانة، وتِلكُم المنزلة الكَبيرة الَّتِي للصِّيام في الإسلامِ، وفي سُنَّةِ رسول الإسلام -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-.

وهُنالِك حديثٌ جمَعَ عِدةً مِن الفضائل، وهو في «الصَّحيحَيْن» -«البُخاري» و«مسلم»-: عن أبي هُرَيرَة -رضيَ اللهُ عنهُ- . .

ودائمًا نحنُ نُكرِّر: عندما نَذكُر أبا هُرَيرَة؛ نَذكُر مكانتَه، ونَذكُر منزلتَه، ونَذكُر عِظَم قدرِه في العِلم والرِّوايَة عن رسولِ الله -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم- مما غاظَ الكثيرين -مِن المستَشرِقين، ومِن المستغرِبين، ومِن الحاقِدين- الذين ألَّفوا كتبًا خاصَّة في نَقد أبي هُرَيرَة، وفي الرَّد عَليهِ -رضيَ اللهُ عنهُ-، وتصدَّى لهم أهل العِلم -عبرَ تاريخ الإسلام-؛ ليُبيِّنوا مكانة أبي هُرَيرَة، ومنزلةَ أبي هُرَيرَة، وأنه مِن أعظم ساداتِ الصَّحابَة -رضيَ اللهُ-تَعالَى-عنهُ-.

قَالَ أبو هُرَيرَة: قَالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم-: «كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ؛ إلا الصِّيام؛ فإنَّه لي وأنَا أَجْزِي بِه».

بعضُ أهل العِلم قَالَ -إشارة إلى نوع آخر مِن فَهمِ الحديث، وفِقه الحديث- قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ» أي: له أجرٌ محدود؛ «إلا الصِّيام» فإنه ليس له أجر محدود؛ كما ذكرنا في الآية الكريمة؛ قَالَ: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، والصَّوم شهر الصَّبر؛ إذن: الذي يَصبر على الصَّوم في شهر الصَّبر؛ أجرُه بغير حساب.

هذا وجه آخَر ذكره العِلماء في تفسير هذا الحَديثِ: «كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ؛ إلا الصَّوم؛ فإنَّه لي وأنَا أَجْزِي بِه، والصِّيام جُنَّة» «جُنة»: يعني وقاية يتَّقي بها الإنسَان سَخَطَ الله، ويجتنب فيها العبدُ ما يُغضب ربه -عزَّ وجلَّ-؛ فبالصِّيام يَشعر العبدُ بالعُبودية لله -كما يُريد الله-، يَشعر العبدُ بانكسار النَّفس وذُلِّها وبُعدِها عن الشَّهوات والشُّبهات؛ فهو مُتلبِّس بعبادة تَستغرق عقلَه وقلبَه وجوارحَه، لا يَنحرف ذاتَ الشِّمال، ولا يَنصرفُ ذات اليمين؛ وإنما يُريد بها رِضا الله، والمتابعةَ لسُنَّةِ رسول الله -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم-.

قَالَ: «وإذا كانَ يَوْمُ صَومِ أحدِكم؛ فلا يَرفُثْ، ولا يَسخط» «لا يَرفثْ»: يعني أن يقع بالأمور -يعني- الَّتِي تخالف الشَّرع؛ مِن الكَلام السَّيِّئ، ومما يُسخط الله، ومن الإيذاء للمُسلِمين، ومن الإساءة لعامَّة النَّاس؛ فالصَّائم -كما قلتُ- مُنكسـر بِعبادته؛ فلا يُناسب هذا الانكسارَ رَفَثٌ أو صَخب -أعاذنا اللهُ وإيَّاكم-.

قَالَ: «فَإِنْ سَابَّهُ أحَدٌ، أو قَاتَلَهُ؛ فَلْيَقُلْ: إنِّي امرؤٌ صائِم» يعني: حتى لو وَصل أن آذاهُ النَّاس بالسَّبِّ، أو الشَّتم؛ فلا يقابل هذا السَّبَّ بسَبٍّ آخر، ولا يقابل هذا الشَّتم بِمثلِه؛ وإنما عَليهِ أن يُقابلَه بالرَّحمَة وبالصَّبر، وبأن يُشعرَه أنه صائِم، ولطالما أنَّه صائم؛ إذن هو صابِر على جُوعِه، صابر على عطَشِه، صابرٌ على شَهواتِه، صابر على شُبهاتِه، صابرٌ على مَن يُؤذيه، والله -تَبارَك وتَعالَى- يقول: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 14]، ويقول اللهُ -تَبارَك وتَعالَى-: {إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عنِ الذينَ آمَنُوا} [الحج: 38]؛ فلَئن صبرتَ على هذا الأذى؛ فاللهُ يُدافع عنك.

بعض النَّاس يَظن أنه إذا صَبر، أو قَالَ لهذا المؤذِي له: «إنِّي امرؤٌ صائِم» أنَّ في هذا ذُلًّا له، وانكسارًا له؛ لا؛ بل هذا قوَّة؛ كما قَالَ النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّـرَعَة؛ ولكنَّ الشَّدِيد الَّذِي يَملِكُ نَفْسَه عند الغَضَبِ».

قَالَ: «وَالذِي نَفْسُ مُحمدٍ بِيَدِه؛ لخلُوفُ فَمِ الصَّائم أَطيبُ عِندَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ» «خُلُوفُ فَمِ الصَّائم»: هو الرَّائحة الَّتِي قد تُكرَه؛ نتيجة امتِناعه عن الطَّعام والشَّـراب، فتَخرج -في طبيعة الخِلقة الإنسَانيَّة- رائحة قد تُكرَه مِن الفم؛ فهذه الرَّائحة الَّتِي قد تُكره بِسبب الصِّيام؛ هي عند الله -ثوابًا، وتعظيمًا، وأجرًا- أعظمُ مِن طِيب المسكِ ورائحة المسك؛ وهذا مِن فضائل الصِّيام، ومن فضائل الصَّبر على هذه العبادة العظيمة.

قَالَ: «للصَّائِم فَرحَتانِ يَفْرَحُهُما: إذا أَفَطَرَ فَرِحَ، وإذا لَقِيَ رَبَّه فَرِحَ بِصَومِهِ» إذا لقيَ ربَّه عند الجزاء والحِساب؛ فهو قدَّم رُكنًا مِن أركان الإسلام مُخلصًا فيه، مُتَّبِعًا فيه لسُنَّةِ رسولِ الله -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم-، مُلتزمًا بأمرِه، قائمًا بِحُكمِه؛ فَلَهُ فرحةٌ عظمى.

«وإذا أفْطَرَ فَرِح» وفي رواية: «عِند فِطْرِه» فكلمة (الفِطْرِ) -هنا- تحتمل شَيئين: أمَّا الشيء الأوَّل: فهو يفرح بِفِطره اليَومي الذي يَنتهي عند غُروب الشَّمس، ولا شكَّ ولا رَيْب أنها فَرحة؛ أنكَ أدَّيتَ واجبًا عليك أوجَبَه الله عليك، وانتهى عليك هذا الواجب بِغُروب الشَّمس؛ فهذه فَرحة.

أو أن يُقال: فَرْحته عند فِطرِه إذا انتهى الشَّهرُ، وجاء عيدُ الإسلام الأوَّل؛ وهو عيد الفطر؛ فهذه -أيضًا- فرحة؛ لذلِك يفرح المُسلِمون، ويُجدِّدون ثيابهم، ويُصلُّون صلاة العيد، ويعظِّمون الله، ويَحمدونه، ويَشكرونه، {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] فشُكر العبدِ ربَّه على ما قام به مِن عبادات -عامَّة-، ومن عبادة الصَّوم -خاصَّة-؛ فيها أجر عظيم لا يَعلمُه إلا ربُّ العالمين -سُبحانَهُ وتَعالَى-.

وفي روايةٍ أخرى عند «البخاري» -والحَديثِ في «الصَّحيحَيْن»؛ لكن في رواية عند «البخاري»-: قَالَ: «يَترُكُ طعامَه وشَرابَه وشَهْوتَه مِن أَجْلِي» «يتركُ طعَامَهُ»: مِن أعظم المُفسِدات، «وشرابَه»: من أعظم المُفسِدات، «وشَهوَتَه» -أيضًا-: المَقصُود بها الجِماع؛ هذا -أيضًا- من أعظم المُفسِدات، ومن أعظم المبطِلات للصَّوم.

«الصِّيام لي وأَنَا أَجْزِي به، والحَسَنَة بِعَشْرِ أمثالِها» فوق كلِّ هذا الأجر، وفوق كلِّ هذه الحسَنات؛ فالله -تَبارَك وتَعالَى- يُضاعفُها لأصحابها، ويجعل لهم أَجرَها مُضاعَفًا؛ مِنَّةً مِن الله -تَبارَك وتَعالَى-، وكرمًا منهُ على عِباده -أجمعين-.

وفي رواية عند»مسلم»: يقول النَّبي -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ يُضاعَفُ الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمثالِها إِلى سَبْعِمئةِ ضِعفٍ» إذن: ليس فقط عشرة أضعاف؛ بل إلى سبعمئة ضِعف! قَالَ اللهُ -تَعالَى-: «إلا الصَّوم؛ فإنَّهُ لي، وأنَا أَجزِي بِه» كأنَّه يقول -وهذا يُؤكِّد الوجهَ الآخَر الذي شرَحَهُ أهلُ العِلم لهذه الرِّوايَة؛ فهذه الرِّوايَة فيها زِيادة بَيان، وزيادة تَفصيل-؛ فإن الصَّائم له أجرٌ أكثرَ مِن السَّبعمئة ضِعفٍ مِن الحسنات، مِن الثَّواب؛ لأنه عَمَلٌ اختصَّه الله لنفسِه؛ أن يَأجرَ به صاحبَه على ما يريد -سُبحانَهُ وتَعالَى-.

قَالَ: «يَدَعُ شَهْوتَهُ، وطَعامَهُ مِن أَجْلِي، ولِلصَّائِمِ فَرْحَتانِ: فَرْحَةٌ عِند فِطْرِه، وفَرحةٌ عِند لِقاءِ ربِّه، وَلخلُوفُ فَمِ الصَّائم أطيبُ عندَ اللهِ مِن رِيحِ المِسكِ».

أيضًا: قَالَ النَّبي -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-كما في «مُسنَد الإِمام أحمد»-: عن عبد الله بن عمرو -رضيَ اللهُ عنهُما- قَالَ: قال رسول اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم-: «الصِّيامُ والقُرآنُ يَشفَعانِ للعَبدِ يومَ القِيامَة؛ يَقولُ الصِّيامُ: أيْ رَبِّ! مَنَعْتُه الطَّعامَ والشَّهْوَةَ؛ فشَفِّعْنِي فِيهِ، ويَقولُ القُرآنُ: مَنَعْتُه النَّومَ باللَّيلِ؛ فَشَفِّعْنِي فِيهِ؛ قَالَ: فيُشَفَّعَانِ».

إذن: العمل الصَّالح؛ وبخاصَّة: الصِّيام، ومعه قراءة القُرآن، والتَّعبد للهِ بِتِلاوَة كلامِه؛ كما قَالَ -تَعالَى-: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]؛ كل ذلِك من عوامل الشفاعة؛ بل من أسباب الشفاعة الَّتِي تشفعُ لصاحبِها بمزيدٍ من الخير، ومزيدٍ من الرَّحمَة، ومزيدٍ مِن الدَّرجات العُلى عند الله -تَبارَك وتَعالَى-.

وقد يَسأل سائل، أو يقول سائل: ما مَعنى قوله: «ويَقولُ القُرآن» ؟

المَقصُود هنا: الثَّواب؛ ثواب القُرآن، لأنَّ القُرآن كلام الله، وكلام الله لا يَقولُ؛ فالمَقصُود ما يتعلَّق بالعبد منه، وهو الذِي قام به؛ وهو تِلاوته، والعبدُ إنَّما يُؤجَر على التِّلاوَة؛ فبيَّن ذلك أنَّ المَقصُود هو العمَل والأجرُ المَبنيُّ على العَمل الذي قام به هذا العَبد أو ذاك؛ تقربًا إلى الله -عزَّ وجلَّ- بتِلاوَة كلامِه، وتَرتيل تنزيلِه.

أيضًا من النُّصوص الواردة عن النَّبي -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم- في فضل الصِّيام:

أنَّ الصِّيام يَسُدُّ جانبا مهمًّا؛ وهو جانب الكفَّارَات.

والكفَّارَات: هي حقوق تكونُ في رِقاب العِباد؛ مُقابل آثامٍ، أو مفاسِدَ، أو سيِّئات ارتكَبوها، وتلبَّسوا بها -عِياذًا بالله-تَبارَك وتَعالَى-.

فلنسمع ماذا يقول الله -عزَّ وجلَّ-: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَـرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ منكُم مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ} [البقرة: 196] إذن: هذا الصِّيام جاء فدية في شيء مِن أحكام الحج الَّتِي قد يُقصِّر، أو يضطر إليها بعضُ النَّاس.

ثم قَالَ: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} فمن لم يجد الهدْي {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أيَّام فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَـرَةٌ كَامِلَةٌ} هذا بيانٌ في آيةٍ واحدة، وفي سياقٍ واحد للصَّوم ومكانَتِه ومَوضعه مِن الكفَّارَات الَّتِي يقوم بها العبدُ، أو يخالف العبد بها ربَّه، أو يَضطر إلى شيء أمَرَه الله -تَعالَى- بالسَّداد له بهذا الصِّيام.

ومن ذلِك -أيضًا-: قوله -تَبارَك وتَعالَى- في باب الدِّيَات: {وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [البقرة: 92].

وهُنالِك كفارة أخرى وردت في كتابِ اللهِ، وفي سُنَّة رسول الله -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم- منها: قوله-عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- في حديث حُذَيفة بن اليمان الذي رَواهُ الشيخان -«البُخاري» و«مُسلم»- قَالَ: «فِتنةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومَالِهِ وجارِه؛ تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصِّيامُ والصَّدقَة»؛ فما قد يُبتَلى به الإنسَان مِن جارٍ، أو ما قد يَبتَلِي هو غيرَه به؛ فبِصِيامه، وبِصَلاته، وبِصَدَقتِه، وأعمالِه الصَّالحة؛ يُكفِّر الله عنهُ هذه الآثام.

أسأل الله تَعالَى لي ولكم التَّوفيق والسَّداد، والهُدى والرَّشاد.

وإلى لقاء آخر في حلقة قادمة -إن شاءَ اللهُ-.

والسَّلامُ عَليكم ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه

من هنا لسماع الحلقة الثالثة
رد مع اقتباس