عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 06-02-2011, 10:31 PM
مختار طيباوي مختار طيباوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 182
افتراضي بارك الله في فهمك....

بارك الله في فهمك:
إلى أخي: عبد الكريم السلفي ـ أكرمه الله بنعمة العلم ...
هل استنبطت انتقادك من نفسك،أم قلدت غيرك؟
ألم يكن الأجدر بك أن تسأل فأجيبك، أو يجيبك أحد الإخوة،وبعد ذلك تقول ما تراه صوابا،فتصدر عن يقين؟
أظن أنه عليك أولا أن تعرف عقيدة وحدة الوجود بتفاصيلها، فهي ليست نظرية صوفية بحتة، بل مذهب فلسفي معقد، قد احتار كثير من العلماء في فهمه على حقيقته،وتاه فيه بعضهم، و انطلى على آخرين من الصالحين الطيبين، حتى هيأ لهم الله تعالى بمنه و كرمه من يفك رموزه، و يوضح مقاصده، ومراميه.
فإذا حصلت هذا المطلب الوعر أمكنك مقابلة كلام الناس به، ثم الحكم عليه بعلم وعدل .
فهذه عادة سيئة تعلمها بعض إخواننا عن بعض غلاة أهل العلم، ممن ينظر في بيت شعر لم يسمع قائله بمذهب وحدة الوجود من قبل، فيضع كل الصناعة الشعرية جانبا، و يجهضه بعقاقير إسقاط الحمل ،فيضع عقيدة وحدة الوجود!
فأولا: هذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، و أنا لم يتعد عملي الاختصار و النقل مع شرح بعض العبارات، و الأجزاء.
ولو انتهبت إلى أول المقال وآخره لرأيت إشارتي إلى هذا،فيكون ذلك مدعاة لك للتوقف حتى تستيقن الأمر.
وطالب العلم الكيس ،الذي عرف العلم و اهله إذا قال شيئا فقيل له:فلان يخالفك،وذكر من هو أعلم منه توقف حتى يعود وينظر في قول من يخالفه فإما يرجع ،أو يتقدم عن بينة.
قال رحمه الله في ( مجموع الفتاوى)(4/38): ((و " ذكر الله " يعطي الإيمان وهو أصل الإيمان ، والله سبحانه هو رب كل شيء، ومليكه، وهو معلم كل علم، وواهبه فكما أن نفسه أصل لكل شيء موجود، فذكره والعلم به أصل لكل علم وذكره في القلب ، والقرآن يعطي العلم المفصل فيزيد الإيمان))
فقد استعجلت النقد على ظاهر العبارة ،و باطنها،وهذا يشبه من بعض أوجه تعليق بعض العلماء على كتاب لي ، ذكرت فيه كلاما بتعبيري،هو موافق لما جاء في آية من سورة البقرة أشرت إليها، فإذا به يعترض عليه ؟
ثانيا: أين وجدت وحدة الوجود في تلك العبارة، ولا يوجد فيها إلا ما يميز الخالق عن المخلوق، ويرد كل شيء إلى الله خلقا وعلما، فإن لم تكن نفسه تعالى أصل لكل موجود فما أصل الموجودات؟!
فاستعمال عبارة "النفس" موجود في القرآن، و السنة، وعند أئمة السنة،قال تعالى :{ ويحذركم الله نفسه }(آل عمران)، و{كتب ربكم على نفسه الرحمة}(الأنعام)، و{ تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}(المائدة).
و من منا لا يقول: نزه الله نفسه، و أثنى الله على نفسه.
ونفسه تعالى قد يراد بها ذاته ،فنقول: كل ما هو خارج عن نفسه التي تدخل فيها صفاته فهو من العالم أي مباين له.
قال ابن تيمية في (الدرء)(5/363): ((ومعلوم أن نفس الله التي هي ذاته المقدسة الموصوفة بصفات الكمال ليست مثل نفس أحد من المخلوقين.
وقد ذهب طائفة من المنتسبين إلى السنة من أهل الحديث وغيرهم وفيهم طائفة من أصحاب الشافعي و أحمد وغيرهما إلى أن النفس صفة من الصفات والصواب أنها ليست صفة بل نفس الله هي ذاته سبحانه والموصوفة بصفاته سبحانه وذلك لأنه بإضافته إليه قطع المشاركة فكذلك لما أضاف إليه علمه وقوته ووجهه ويديه وغير ذلك قطع بإضافته إليه المشاركة فامتنع أن شيئا من ذلك من جنس صفات المخلوقين كما امتنع أن تكون ذاته من جنس ذوات المخلوقين
ولهذا اتفق السلف والأئمة على الإنكار على المشبهة الذين يقولون: بصر كبصري ويد كيدي وقدم كقدمي))
هذه المسألة: "صدور الخلق"،و" بداية الخلق"، و "الغاية من خلق الخلق" ابحثها جيدا مع مسألة "وحدة الوجود" تفهم مراد شيخ الإسلام جيدا.
ومن يتهم الناس في شيء من علم يجب ان يكون مشاركا لهم فيه ،وتهمة مثل "وحدة الوجود" لابد من أنك تملك قدرة علمية متميزة على تفصيل هذا المذهب الخبيث، و تمييزمسائله،وفهم شبهاته،والرد عليها،ثم إفادتنا بملخص عنه.
بارك الله فيك،واسمعك الخير حيثما كنت.
رد مع اقتباس