عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 05-08-2020, 01:28 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 804
افتراضي

فوائد أيام حصار الوباء: (44)
يُروى عن أن المنصور أنّه خطب فقال:
«معشر الناس، لا تضمروا غش الأئمة؛ فإنه مَن أضمر ذلك أظهره الله على سقطات لسانه، [وفلتات أفعاله]، وسحنة وجهه».
[«نهاية الأرب» (6/ 13)]

فوائد أيام حصار الوباء: (45)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
«ما علّق العبدُ رجاءه وتوكّله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة، ولا استنصر بغير الله إلا خُذل، وقد قال الله -تعالى-: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً}».
[«مجموع الفتاوى» (1/29)]

فوائد أيام حصار الوباء: (46)
كلمة حول الاستغاثة بالأموات...

قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم فيقول: لست صاحب ذلك، ثم بموسى، فيقول كذلك، ثم محمد -صلى الله عليه وسلم-، فيشفع بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً، يحمده أهل الجمع كلهم».
قال الإمام الألباني-رحمه الله-:
«قوله -صلى الله عليه وسلم-: «استغاثوا بآدم»؛ أي: طلبوا منه -عليه السلام- أن يدعو لهم، ويشفع لهم عند الله -تبارك وتعالى-، والأحاديث بهذا المعنى كثيرة معروفة في «الصحيحين» وغيرهما، وليس فيه جواز الاستغاثة بالأموات، كما يتوهم كثير من المبتدعة الأموات! بل هو من باب الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه، كما في قوله -تعالى-: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه..}.
ومن الواضح البين أنه لا يجوز -مثلاً- أن يقول الحي القادر للمقيد العاجز: أَعِنِّي!
فالميت الذي يستغاث به من دونه -تعالى- أعجز منه، فمن خالف؛ فهو إما أحمق مهبول، أو مشرك مخذول؛ لأنه يعتقد في ميته أنه سميع بصير، وعلى كل شيء قدير، وهنا تكمن الخطورة؛ لأن الشرك الأكبر، وهو الذي يخشاه أهل التوحيد على هؤلاء المستغيثين بالأموات من دون الله -تبارك وتعالى-، وهو القائل: {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين. ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها}، وقال: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير}».
[«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمام الألباني» فائدة رقم (10)]

فوائد أيام حصار الوباء: (47)

الرد على الذين يأتون الشرك ويقولون: (نيتنا طيبة، وعقائدنا سليمة)(!)

قال الإمام الألباني-رحمه الله-:
«...أفاد كلام المناوي والحنبلي أن قصد الصلاة إلى القبر وعنده محرم، وأنه تشريع لم يأذن به الله، ومع ذلك ترى كثيراً من الناس -حتى بعض المشايخ- يقصدون مقامات الأولياء والصالحين للصلاة عندها، والتبرك بها، وإذا قيل لهم في ذلك؛ قالوا: إنما الأعمال بالنيات، ونياتنا طيبة، وعقائدنا سليمة! ولئن صدقوا في ذلك؛ فما هو بمنجيهم من المؤاخذة عند الشارع الحكيم؛ لأنه إنما بنى الأحكام على الظواهر، والله يتولى السرائر .
ولقد أنكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على من خاطبه بقوله: ما شاء الله وشئت يا رسول الله! فقال -عليه الصلاة والسلام-:«جعلتني لله نداً؟! قل: ما شاء الله وحده».
ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَعلم أن ذلك الرجل ما قَصد أن يجعله شريكاً مع الله، وهو -رضي الله عنه- ما آمن به -صلى الله عليه وسلم- إلا فراراً من الشرك؛ فكيف يجعله شريكاً لله؟!
كان -صلى الله عليه وسلم- يَعلم ذلك منه، وإنما أنكر عليه ما سمعه من لسانه حتى يُقَوِّمَهُ مرة؛ فلا يتكلم مرة أخرى بما يوهم الشرك والضلال.
فمالِ لهؤلاء الناس يأتون أعمالاً منكرة، ظاهرها شرك وضلال، ثم يبررون ذلك بقصدهم الحسن في زعمهم؟!
والله يعلم أن كثيراً من هؤلاء قد فسدت عقائدهم، وداخَلَها الشرك من حيث يشعرون أو لا يشعرون؛ ذلك جزاؤهم بما كسبوا، وجعلوا أحاديثه -عليه الصلاة والسلام- وراءهم ظهرياً».
[«الفوائد الغوالي من مؤلفات الإمام الألباني» فائدة رقم (15)]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس