عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 08-13-2018, 04:08 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


الإمام أحمد بن حنبل تـ241 هـ يفضل المرأة السمينة


أورد ابن الجوزي تـ597هـ في [مناقب الإمام أحمد] ( 406 ) ، والذهبي تـ748هـ في [سير أعلام النبلاء] ( 11 / 332 ) ما نصه : [ قال يعقوب بن بختان : أمرنا أبو عبد الله أن نشتري له جارية ؛ فمضيت أنا وفوران .
فتبعني أبو عبد الله ، وقال : ( يا أبا يوسف ، يكون لها لحم ) ] .
• قلت :
سمنة المرأة عند العرب -في الجاهلية والإسلام- من سمات دلالها وأزيد أوصاف الجمال إثارة فيها ؛ فقد أكثر أماجد الشعراء التغزل بـ (المرأة ذات الثرب) ممن بانت [سماحيق بطنها ونبت شحم أردافها] كـ الأعشى ، وابن كلثوم -وغيرهما- في معلقات وقصائد منيفة .
وذم هؤلاء : (المرأة النقواء) : [نحيلة اللحم هزيلة الشحم ، دقيقة القصب ظاهرة العصب] .
وصنف جلال الدين السيوطي تـ 912 هـ ، رسالة في تفضيل السمينة سماها بـ (اليواقيت الثمينة في صفات السمينة) .
وتقديمها كان لـ مآرب كثيرة ، من أشهرها : الاستدفاء -عند جر الشتاء ذيله البارد- بحضنها ؛ فـ اللحم يزيدها حرارة ، ويسمونه بـ (عيش قريش) .
قال ابن عباس تـ68هـ -رضي الله عنه- : [ ذاك عيش قريش في الشتاء ].
وندب إليه جمع من الصحابة ، والتابعين ، والأئمة المرضيين ، وأفرد آثارهم ابن أبي شيبة تـ235هـ في (المصنف) تحت باب : [ في الرجل يستدفىء بامرأته بعد أن يغتسل ] .
وقد قيل : إذا الشتاء أتـى يجرجر ذيــلــه
واللـيــل ينفث بــرده ويـــجـووبُ
فاهرع إلى ذات الدلال وضمها
فهناك بالحضن الحنون تــذوب
فمن لم يجد ذاك الحضن الحميم ؛ فعليه بـ ( الوسادة ) فيها غنية وإفادة ، وليكن حسن المنهاج ولا يستبدل وسادة ( الديباج ) .
والانضمام الجسدي والتلاحم العضوي بعد انقضاء النشوة ، وزوال حاجة الشهوة ، يكشف الحواجب المنسدلة ، والأستار المسبلة عن مكنون الوداد ، وأسارير الفؤاد ، تحقيقا للوصف الجميل ، والقول الجليل : {{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرحمة }} بخلاف عاشق الأجساد لا أم فلذات الأكباد (!) فما أسرع ذهابه ، وانقلابه بعد قضاء وطره !
ومن بديع التشبيهات قول رب البريات : {{ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ }} .
إِذَا ما الضّجِيعُ ثَنَى جيدَها
تَـثـنَّتْ عليه فـكانت لبَــاسَــا
وقيدت هذا -بمزيد بسط- في مقالة مفردة سميتها (مدفأة قريش في الشتاء) -قبل سنوات- ، شرحت فيها سجع الأعراب في الأنواء : [ جاء الشتاء كالكلب ، وصار أهل البوادي في كرب ، ولم تمكن الفحل إلا ذات ثرب ] ؛ فانظرها -إن شئت- تنتفع ، والله الموفق .
وكتب : محمود أبو حيان .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس