[أبو معاوية البيروتي]

بين الإمام الألباني والشيخ زين العابدين بلافريج

أفادنا الأخ أبو سهل هاني الحارثي، قال:
الشيخ زين العابدين بلافريج من أهل العلم والفضل، وهو خرّيج الجامعة الإسلامية، يقول: وصلتُ المدينة وهم يعدّون حفل توديع لابن باز بعد أن صدر أمر بانتقاله للرياض ١٣٩٤هـ، وله جهود في الدعوة في المغرب.
وفي رحلتي الأخيرة للمغرب زرتُ الشيخ زين العابدين بلافريج في منزله في الدار البيضاء، وكان مما دار في مجلسي معه ذكر الشيخ الألباني رحمه الله وأيامه في المدينة في قدمته الثانية للجامعة الإسلامية أو في زياراته للمدينة، ومما ذكر أن الشيخ الألباني كان يُدرِّسُ في دار الحديث؛ يجلس فيها من صلاة العصر وحتى صلاة العشاء يوميًّا، وكان يجتمع الطلاب له، ويخرج للنزهة مع الطلاب فيستند إلى نخلة في مزرعة عثمان التي كانوا يخرجون لها أحياناً أو استند إلى عامود الخيمة والطلاب حوله ملتفون عليه يسألونه وهو يجيب بدون كلل أو ملل.
وذكر مرة أن الطلاب أخذوا يتمازحون بحضرة الألباني ويضحكون فصاح بهم رجل: لا تمزحوا بحضرة الشيخ!! فقال الألباني: ((ليس من المرؤة الورع في البستان)). وهي مما أثر عن الشافعي رحمه الله وغيره. اهـ. كلام الحارثي.

ونقل الأخ طاهر المحسّي عن ليث العلواني؛ قال:
شيخنا زين العابدين بلا فريج المغربي درّسنا ((نزهة النظر)) لابن حجر في جامع ابن باز في الجامعة الاسلامية بالمدينة، قبل نحو أربع سنين أو تزيد، وكان دمث الأخلاق متواضعاً، لَـهِجًا بالثناء على الشيخ الألباني وتبجيله، ولم يتم الشرح لنا فقد سافر وإلى الآن لم يرجع.
... ذكر لنا قصة وقعت مع الشيخ الألباني رحمه الله: أنه جاءه شاب يحفظ الصحيحين، فأدخله الشيخ في غرفة وسأله ليختبره، فقال الشيخ الألباني بعدها: نعم الرجل حافظ!
قال أبو معاوية البيروتي: ذكّرني هذا بما حكاه ابن كثير في ((البداية)) أنه جاءه شاب حافظ للصحيحين وبعض المسانيد فامتحنه.