عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 11-11-2017, 12:59 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


(بين الواتساب)، (ورعاية الأغنام)

بسم الله الرحمن الرحيم

ربي لك الحمد على ما علمتنا ووفقتنا وألهمتنا يا ذا الجلال والإكرام
والصلاة والسلام على من ساس أمته على الكمال والإتمام
من خوخة (رعاية الأغنام).

أما بعد:

فإن (الواتساب) فيه:

- عجمة (العواطف).
- واضمحلال المراتب.
- وتفرق الأبدان.
- وضعف أسباب الالزام.
- واختلاف الآراء.
- وضعف لغة التفاهم.


وغير ذلك مما هو معلوم عن هذه الوسيلة الحديثة في التواصل بين الناس.

مع مافيها من الفوائد الجليلة التي لا تحصل بغيرها، ومنها:

- سهولة الاجتماع بالمشايخ والعلماء.
- وسهولة التواصل مع الطلبة النبهاء.


وفي تحصيل هذين الأمرين تبلغ الدعوة من الكمال والتمام ما لا يحصل بغيرها –لو احسن استثمارها-.

وفي (وجهة نظري): أن رعاية الواتساب مهد لرعاية الأمم.

فالداعية الذي يوفق في رعاية (العقول) من خلال هذه الوسيلة الحديثة مع ما فيها من المشقة والصعاب
لهو أقدر على رعاية الأمة في الواقع.

فهي (وسيلة تمرين) على السياسة والرعاية العلمية والتربوية تحتاج:

- العلم.
- والحلم.
- والرفق.


مع الهمة العالية، والشفقة التامة، والتواضع، والكرم ...

وهذا المطلب (التمرن على أمرٍ يوصل إلى التمكن في رعاية الأمم):
كان حاصلاً عند الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام- في (رعاية الأغنام).

فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم".
فقال أصحابه: "وأنت".
فقال: "نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" (البخاري).

قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله-:

" قال العلماء : الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوة:

- أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم،
- ولأن في مخالطتها ما يحصل لهم الحلم والشفقة؛ لأنهم


• إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى ونقلها من مسرح إلى مسرح.
• ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق.
• وعلموا اختلاف طباعها وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة.


- ألفوا من ذلك الصبر على الأمة وعرفوا اختلاف طباعها وتفاوت عقولها.

 فجبروا كسرها.
 ورفقوا بضعيفها.
 وأحسنوا التعاهد لها.


- فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة لما يحصل لهم من التدريج على ذلك برعي الغنم.

وخصت الغنم بذلك لكونها أضعف من غيرها ،
ولأن تفرقها أكثر من تفرق الإبل والبقر لإمكان ضبط الإبل والبقر بالربط دونها في العادة المألوفة ،
ومع أكثرية تفرقها فهي أسرع انقيادا من غيرها.


وفي ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك بعد أن علم كونه أكرم الخلق على الله
ما كان عليه من عظيم التواضع لربه
والتصريح بمنته عليه وعلى إخوانه من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء".

(فتح الباري: شرح كتاب الإجازة، باب رعي الغنم على قراريط، رقم الحديث: 2143).

والله الموفق
لا رب غيره ولا إله سواه.



***

__________________
قناة (المكتبة الورقية) على التليجرام
تضم عددا من الرسائل الدعوية والتعليمية على صيغة (pdf)
كتبها الفقير إلى عفو ربه
حمد أبو زيد العتيبي
على الرابط التالي:

https://t.me/Rasaelpdf
رد مع اقتباس