• ذكّرْتَنِي الطعنَ وكُنتُ ناسياً .
- يُضربُ في تذكُّر الشيءِ بغيرهِ .
قال الْمَيْدانِيُّ :
قيل : إنّ أصْلَه أنّ رجلاً حَمَلَ على رجلٍ ليقتله ، وكان في يدِ الْمَحمولِ عليه
رُمحٌ ، فأنساهُ الدَّهَشُ (1) والْجَزعُ ما في يدِه , فقال له الْحاملُ : ألقِ الرُّمْحَ .
فقال الآخرُ : إنّ مَعِي رُمْحاً لا أشعر به ؟! ذكّرْتَنِي الطعنَ... المثلَ .
وحَملَ على صاحبِه فطعنه حتى قتله أو هزمه .
يُقالُ : إنّ الحاملَ صخرُ بنُ مُعاويةَ السُّلَمِيُّ ، والْمَحمولَ عليه يزيدُ بنُ الصَّعِقِ .
وقال الْمُفضَّلُ : أوّلُ من قاله رُهَيْمُ بنُ حَزَنِ الْهِلالِيُّ ، وكان انتقل بأهلِه ومالِه
من بلدِه يريدُ بلداً آخرَ ، فاعْترضهُ قومٌ من بني تَغْلِبَ فعرفوه وهو لا يعرفهم .
فقالوا له : خَلِّ ما معك وانجُ .
قال لهم : دونكمُ الْمالُ ولا تَعْرضوا للحرم (2) .
فقال له بعضُهم : إنْ أردتَ أنْ نفعلَ ذلك فألقِ رُمْحَك .
فقال : وإنَّ معي لَرُمْحاً ؟! فشدَّ عليهم فجعلَ يقتلهم واحداً بعدَ واحدٍ , وهو
يَرْتَجٍزُ ويقولُ :
رُدُّوا على أقرَبِها الأقاصيا ... إنّ لَها بالْمَشْرَفِيِّ (3) حاديا
وذكّرَتنِي الطعنَ وكنتُ ناسياً .
________________________
(1) الذهول والحيرة .
(2) حرم الرجل : ما يقاتل عنه ويحميه . [ المعجم الوسيط ] وأراد هنا أهله .
(3) قال في " العُباب " : السيوفُ الْمَشْرَفِيّةُ : منسوبةٌ إلى مَشارِفِ الشام . قال أبو عُبَيدةَ : هي قُرىً من أرضِ العربِ , تدنو من الريفِ ، يُقالُ : سيفٌ مَشْرَفِيٌّ , ولا يُقال : مَشارِفِيُّ .
|