عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-08-2024, 09:09 AM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 809
افتراضي

⭕ الدِّفاع عن المنهج السَّلفي في وقت الفتن:

📌 مع العلماء في ثلاث مسائل
( العقيدة والمنهج - الحكم بغير ما أنزل الله - الجهاد)
-ج2-

« السائل: في الآونة الأخيرة خرجت مجموعة تَسمَّوا: (بالسَّلفيَّة العلميَّة)(!) وخالفوا العلماء المعاصرين في عدة مسائل، واتهموا إخوانهم في (الجمعية) بأنهم (مقلدة)! وذلك لأنهم (أخذوا أقوال الأئمة وعلماء في هذا العصر)، كأمثالكم، وأمثال سماحة الشَّيخ عبد العزيز بن باز، وشيخنا محمَّد بن العثيمين في (المسائل العصريَّة الحادثة)، مثل: (مسألة المظاهرات)! و(اشتراط الإمام للجهاد)!! فأخذوا يلمزوننا بأننا: مقلدة، وأنزلوا علينا الحديث -عبادة اليهود والرَّهبان- بسبب (اتباعنا) لهؤلاء الأئمة. شيخنا الفاضل ما الرّد على هذا؟
▪️ الإمام الألباني: الجواب عن هذا يحتاج إلى محاضرة، وصحتي لا تساعدني، لكني أقول:
هم مَن يتَّبعون؟!
أحد شيئين:
إمَّا: أنْ يتبعوا عقولهم -ولا أقول جهلهم-!!
وإما: أنْ يتبعوا أهل العلم.
فإنْ كان يَرِدُ شيء على الذين يتبعون أهل العلم، فهو وارد عليهم؛ لأنهم أحد رجلين:
إما: أنْ يتبعوا عقولهم -ولا أقول جهلهم ولا أقول أهواءهم-، وإمَّا: أنْ يتبعوا علماءهم...
فإنْ كانوا يتبعون علماءهم -وذلك ما أرجوه مخلصًا- فهم معنا...
وإن كانوا يتبعون عقولهم وأهواءهم فهم (خارجون عنا)، ومخالفون لكتاب ربِّنا؛ لأنَّ الله يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
وكلمة واحدة: قل لهؤلاء: أنتم مخاطبون بهذه الآية أم لا؟! {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
و{قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}.
السائل: الله أكبر! الله يجزيك الخير شيخنا».
[💿«فتاوى عبر الهاتف والسَّيارة» رقم: (277)]

▪️قلتُ: كان هذا التَّسجيل في أواخر حياة الشيخ -رحمه الله-، وهذه النَّابتة ما زالت موجودة، ويصدق وصفها -الآن- بـ(السَّبَّابَة)، لكثرة سبِّهم لمن خالفهم (حكامًا ومحكومين) -حسب أهواء القوم!-، ولم يُفرِّقوا بين (اتباع) العلماء و(تقديسهم)!! وجمَّدوا فتاوى العلماء في (مسائل الجهاد) بشكل عام، و(فلسطين) بشكل خاص! تماشيًا مع انحراف التَّيار العام! وخوفًا مِن مواجهة العوام!! ناهيك عن دور الحزبيين الفاشل في محاولة (إسقاط علماء الأُمة)!! وتعليق النَّاس بالحزبيين، والدُّعاة المخالفين لمنهج السَّلف الصَّالح!!!
«والسعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفًا مِن الله لا منهم. كما جاء في الأثر: (ارج الله في الناس، ولا ترج الناس في الله، وخف الله في الناس، ولا تخف الناس في الله) أي: لا تفعل شيئًا مِن أنواع العبادات والقرب لأجلهم لا رجاء مدحهم ولا خوفًا من ذمهم، بل ارجُ اللهَ ولا تخفهم في الله فيما تأتي وما تذر، بل افعل ما أُمرتَ به وإن كرهوه».
[📚«مجموع الفتاوى» (1/ 51)]
♦️ لهذا (لن نسكت)؛ حتى لا يَضيع أو يشوَّه منهج العلماء الرَّبانيين، أو يُصبغ بصبغ حزبية مقيته...
وحتى لا يغترَّ الشَّباب بالمنحرفين منهجيًّا، أو يُلبَّس عليهم بين السَّلفي والحزبي التَّكفيري، والثَّوري الجهادي!!

👈🏿 وهنا نسأل:
ماذا تغيَّر في موضوع نازلة فلسطين؟!
فهي نازلة (قديمة حديثة)، و(حديثة قديمة)...
بل (ظروفها، وتداعياتها، وإعداداتها): مِن سيء إلى أسوء حال...

🎯 فبالنسبة للإعداد العسكريّ المزعوم!: كان الحَجَرُ يقابله بندقية يهودية!!
🔳 أمَّا اليوم فدخلت: (الدَّبابات)، و(القنابل الفسفورية) وغيرها، و(الصَّواريخ) بأنواعها، و(الطَّائرات المقاتلة)، وأخيرًا: الطائرات المسيَّرة...إلخ.
وبالنَّسبة لظروفها وتداعاياتها: كان النَّاس في جهل بدينهم -إلا ما رحم ربي، وقليل ما هم-، والمقامات منتشرة في أرض فلسطين! والقبور المبنيّة عليها!! و(قبر هاشم)! جدّ النبي صلى الله عليه وسلم داخل المسجد الذي أصبح مزارًا للناس في غزة!!!...إلخ.
▪️ والأحزاب كانت قليلة، واليوم لا نكاد نعرف عددها مِن كثرتها!!
وكثرة الجواسيس الذين يعملون لصالح المحتل الغاشم...
وكان الشَّعب يُحرَّك مِن الدَّاخل -بغض النَّظر مَن حرّكه! -ذاتيًّا أم يهوديًّا!-، واليوم تدخلت دول صغرى وكبرى في الشُّؤون والأحزاب الدَّاخلية في أرض فلسطين المظلومة! والتي ظلمها أهلها قبل أعدائها!!
وكان اليهود -وما زالوا- يدنسون الأرض المقدَّسة بشكل عام، وبيت المقدس بشكل خاص، ولم نجن مِن الانتفاضات الشَّعبية، أو ما يُسمى بالمقاومة -سواء كانت داخل فلسطين أو خارجها- إلا التَّرسيخ للكيان اليهودي أكثر وأكثر على الأرض، وسفك دماء الأبرياء، وإزهاق أرواحهم، وتدمير منازلهم، وتهجيرهم....إلخ!!
فعندما نتمسك بفتاوى علمائنا في هذه القضية وغيرها، ونسلك منهجهم، ليس مِن باب التَّعصب الأعمى! أو تقديس أشخاصهم!! وإنما لنسلك سبيل النَّصر على الأعداء بالطريقة الشَّرعيَّة، ولو كان الطريق طويلًا: «ولكنكم تستعجلون».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وأما ما ذكروا مِن غلوهم في الشُّيوخ: فيجب أنْ يُعلم أنَّ الشّيوخ الصَّالحين الذين (يُقتدى بهم في الدِّين): هم المتبعون لطريق الأنبياء والمرسلين كالسَّابقين الأولين مِن المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، ومَن له في الأمة (لسان صدق).
و(طريقة هؤلاء) دعوة الخلق إلى الله، وإلى طاعته، وطاعة رسوله، واتباع كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والمقصود أنْ يكون (الدِّين كلّه لله)، وتكون (كلمة الله هي العليا)».
[📚«مجموع الفتاوى» (11/ 497)]
⚡⚡أما تعريض الناس للبلاء والهلاك فهذا منهي عنه شرعًا؛ لما يترتب عليه مِن مفاسد في الدِّين والدُّنيا، «ولهذا كُره للمرء أن يتعرض للبلاء! بأنْ (يُوجب على نفسه) ما لا يوجبه الشَّارع عليه!».
[📚«مجموع الفتاوى» (10/ 38)]
👈🏽 و«مِن المعلوم أنَّ ما أُمر به ‌المسلم ‌مِن ‌الأحكام (‌منوط ‌بالاستطاعة)».
[📚«السِّلسلة الصَّحيحة» (7/ 1241]
📌 «والحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التَّمكن مِن العلم بما أنزل الله، (والقدرة على العمل به)».
[📚«مجموع الفتاوى» (20/ 59)]
♦️«وقد قال -تعالى-: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»، ومعلوم أنَّ الشَّريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها (وتعطيل المفاسد وتقليلها) بحسب الإمكان».
[📚«منهاج السُّنَّة النَّبويَّة» (1/ 551)]
⭕ وفتاوى العلماء الرَّبانيين لم تخرج عن هذه الشُّروط، فهم «أعلم بالحقِّ، وأرحم بالخلق»، وقولهم -وهو الصَّواب- بمنع الجهاد في هذا الزَّمن: لعدم توفر شروطه الشَّرعيَّة المعتبرة، ولما يترتب مِن مفاسد: «فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير، ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين، فإنَّ الشريعة جاءت (بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان)، ومطلوبها (ترجيح خير الخيرين) إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعًا، و(دفع شرّ الشَّرين) إذا لم يندفعا جميعًا».
[📚«مجموع الفتاوى» (23/ 343)]
▪️فقواعد وأصول الشَّريعة ثابته، والعلماء الربانيُّون سائرون عليها...
👈🏽 يقول ابن القيم -رحمه الله-: «وأما أحكامه الأمرية الشَّرعية فكلها هكذا، تجدها مشتملة على (التَّسوية بين المتماثلين)، وإلحاق (النَّظير بنظيره)، واعتبار (الشيء بمثله)، و(التَّفريق بين المختلفين)، وعدم تسوية أحدهما بالآخر، وشريعته -سبحانه- منزهة أو تنهى عن شيء لمفسدة فيه، ثم تبيح ما هو مشتمل على تلك المفسدة أو مثلها أو أزيد منها! فمن جوز ذلك على الشريعة! فما عرفها حقَّ معرفتها، ولا قدَّرها حقَّ قدرها!!».
[📚 «إعلام الموقعين» (3/ 279)]

🔴 فالزَّعم أنه لا يُلتفت إلى فتاوى علماء الأمة الذين قضوا نحبهم، ووضعها في سلة المهملات! بحجة أنَّ (الأُمة ولادة، وفيها من المجتهدين ما يؤهلها للإفتاء في النَّوازل الجديدة)!! جهل وتدليس!!
👈🏿 فهل هذا المولود الجديد(!) -عجَّلَ اللهُ فَرَجَه!- سيُحْدِثُ قواعد جديدة؟! أم أنه سيسير على طريق أهل العلم وقواعدهم؟!
أم سيسلك طُرق الحزبيين؛ الذين أينما حلوا جاءوا بخراب للبلاد، وسفك دماء العباد؟!!
وعلى كل طريق حزبي شيطان يدعو إليه، ومَن لم يُميِّز الطريق الصَّحيح مِن الطريق غير الصَّحيح ضلَّ....
🔘 «وأما مَن عارض الكتاب والسُّنَّة بما يخالف ذلك فهو بمنزلة مَن كان يسير على الطريق المعروفة إلى (مكة) فذهب إلى طريق (قبرص)؛ يطلب الوصول منها إلى (مكة)!! فإنَّ هذا حال مَن ترك المعلوم مِن الكتاب والسُّنَّة إلى ما يخالف ذلك مِن كلام زيد وعمرو -كائنًا مَن كان-، فإنَّ كلّ أحد مِن الناس يؤخذ مِن قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رأيت في هذا الباب مِن عجائب الأمور ما لا يحصيه إلا العليم بذات الصُّدور».
[📚«مجموع الفتاوى» (13/ 259)]
وكل هذا التَّنظير الفارغ(!) مَن أجل السُّكوت عن دماء إخواننا في غزة الجريحة!! والتَّستر على بعض الجماعات التي خالفت المنهج النبوي السَّوي...
وأكرر: نازلة فلسطين -ولا أقول غزة-: نازلة (قديمة حديثة)، و(حديثة قديمة)...
بل (ظروفها، وتداعياتها، وإعداداتها): مِن سيء إلى أسوء حال...
بل زاد المدافعون بالباطل على الطين بِلَّة(!)
فأحيوا العنصريَّة الجاهلية! فدماء المسلمين في: العراق، واليمن، وسوريا، ولبنان، والسُّودان، والهند...، غير دم المسلم الفلسطيني!!
وإذا كنت مِن سوريا، فدم السُّوري غير الدَّم الفلسطيني!!
وهكذا!!
ثم ندعو اللهَ: أن ينصرنا على عدونا!
اللهم انصرنا على عدونا الدَّاخلي!!!
ومِن تغريدات شيخنا الحلبي -رحمه الله-: «عندما تتحول الدَّعوة إلى الإسلام -بشموليتها وعالميتها- إلى دعوة إقليمية جزئية ضيقة: فإنَّ ذلك عنوان ضعفها وخورها وتقهقرها!!وعلامة ارتكاس وانتكاس!!!».
بل قال الإمام الألباني: «ما الفرق بين الجهاد في سوريا أو في فلسطين أو في أفغانستان؟!
أنا أشعر -الآن- في هذا الزَّمن بالضَّبط أنَّه هنا النَّعرة الإقليمية تعمل عملها!!».
[📚«فتاوى عبر الهاتف والسَّيارة» رقم: (188)]

♦️ ثم تحرّك الحزبيون في هذه الفتن -كعادتهم: مثل العقرب!- للطعن في الحكام وسبهم، فوجدوها فرصة لا تُفوَّت لدغدغة عواطف العوام، ليعم الفساد أكثر وأكثر في الأرض!!!
▪️فمن المستفيد في ضرب الحكام بالمحكومين إلا أعداء الدَّين!
فـ«مجاراة النَّاس في عواطفهم.. ومسايرتهم في حماساتهم -مع غضّ النَّظر عن كون واقعهم هذا حقًّا أو باطلًا-: أسهل شيء يفعله الواحد منَّا!
ولكنْ.. هذا ليس مِن النَّصيحة الصَّادقة في شيء! بل أخشى أن يكون مِن الخيانة لأمانة الكلمة..
وبالمقابل: يجب أن يكون أداء هذه النَّصيحة الصَّادقة ضمن الإطار الشَّرعي.. الذي يُصلح ولا يفسد؛ فالحكمة هي قول الحقِّ في الزَّمان المناسب.. والمكان المناسب.. ومعرفة حال المخاطَب، ومدى إدراكه، واستيعابه..
وإلا: انعكس هذا الحقُّ إلى طريق الباطل.. وأبوابه.. وأسبابه!».
[✒️مِن تغريدات العلامة الحلبي -رحمه الله-]
🌐 «وأما الغش والتَّدليس في (الدِّيانات) فمثل البدع المخالفة للكتاب والسُّنَّة وإجماع سلف الأمة مِن الأقوال والأفعال، مثل: إظهار المكاء والتَّصدية في مساجد المسلمين، ومثل: سبِّ جمهور الصَّحابة، وجمهور المسلمين، أو سبِّ أئمة المسلمين ومشايخهم وولاة أمورهم: المشهورين عند عموم الأمة بالخير، ومثل التَّكذيب بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تلقاها أهل العلم بالقبول».
[📚«مجموع الفتاوى» (28/ 105)]

▪️وقد أشار شيخنا الحلبي -رحمه الله تعالى- إلى مسألة مهمة في موضوع الاستعداد للجهاد، فقال: «لمّا قال الله -تعالى- للصحابة، ونبيهم -صلى الله عليه وسلم-بينهم: {وأعدّوا لهم ما استطعتم مِن قوة..}: إنما كان ذلك وهُم قد وصلوا إلى قَدْرٍ حسنٍ مِن القوة الإيمانية.. والنُّصرة العقائدية.. والثبات المنهجي..
ومَن اعتبر ذلك بواقع المسلمين -حينذاك- في العهدين المكي والمدني-: أدرك هذا المعنى الدَّقيق -جدًّا-.
ومَن خالف هذا التَّصوّر الصَّحيح -كَونًا وقدَرًا-؛ فقد أبعد النُّجْعةَ!».
بل قال الإمام الألباني -رحمه الله-: «فأنا في اعتقادي أنَّ المسلمين اليوم لا يستطيعون الجهاد، والسبب هو: أنهم ما أعدوا له عدته! وأول ذلك في اعتقادي وفي اعتقاد كثير مِن أهل العلم والرأي هو: أن يهيأ المسلمون -أولًا- نفسيًا وتربويًا، ثم ماديًا، ومما لا شك فيه أنَّ الآية المعروفة: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، وإن كان المتبادر مِن النَّصِّ القرآني أنَّ المقصود به (الإعداد المادي)، لكن باستطاعتنا أن نأخذ مِن قوله - عزَّ وجلَّ-: {قوة}: ما هو أعم مِن ذلك؛ أي: القوة المعنوية الروحية -كما يقولون اليوم-، والقوة المادية.
وكل باحث ودارس حينما يدرس حياة الرسول -عليه السَّلام- وسيرته وإقامته لدولته في المدينة، يعلم أنه قضى أكثر مِن نحو خمسة عشر عامًا وهو يربي المسلمين على العقيدة الصَّحيحة، وعلى السُّلوك السَّليم؛ حتى هيأهم لأن يدخلوا الجهاد في سبيل الله، ونفوسهم طيبة رضية، فالمسلمون اليوم محاطون بمشاكل وبلايا كثيرة وكثيرة جدًّا، هم مختلفون في كل شيء، هم مختلفون في العقيدة -في التَّوحيد-، الذي ليس بعد التوحيد شيء أهم منه! فهؤلاء لو استعدوا (كل الاستعدادات) فليس بإمكانهم أن يجاهدوا في سبيل الله! ما داموا أنهم مختلفون هذا الاختلاف الشَّديد! وفي القرآن الكريم نصوص: أنَّ الاختلاف والتَّنازع هو مِن أسباب الهزيمة والفشل».
[📚«تسجيلات متفرقة» رقم: 340]

🚀 والجهاد باب مِن أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن له أحكام خاصة به، قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: و«إنَّ كمال الإسلام هو بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وتمام ذلك (بالجهاد في سبيل الله)، ومَن نشأ في المعروف لم يعرف غيره! فقد لا يكون عنده مِن العلم بالمنكر وضرره ما عند مَن علمه، ولا يكون عنده مِن الجهاد لأهله ما عند الخبير بهم؛ ولهذا يوجد [في] الخبير بالشَّر وأسبابه -إذا كان حَسن القصد عنده- مِن الاحتراز عنه ومنع أهله والجهاد لهم ما ليس عند غيره.
ولهذا كان الصحابة -رضي الله عنهم- (أعظم إيمانًا وجهادًا) ممن بعدهم؛ (لكمال معرفتهم بالخير والشَّر)، و(كمال محبتهم للخير وبغضهم للشر)، لما علموه مِن حُسن حال الإسلام والإيمان والعمل الصالح، وقُبح حال الكفر والمعاصي».
[📚«مجموع الفتاوى» (10/ 301)]
▪️وقال مبيِّنًا -رحمه الله- وأنقله بطوله لأهميته-:
«فإنَّ الله قال: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} أي: الزموها وأقبلوا عليها، ومِن مصالح النَّفس فعل ما أمرت به مِن الأمر والنَّهي، وقال: {لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، وإنما يتم الاهتداء إذا أُطيع الله، وأدي الواجب مِن الأمر والنهي وغيرهما؛ ولكن في الآية فوائد عظيمة:
أحدها: ألا يخاف المؤمن مِن الكفار والمنافقين فإنهم (لن يضروه إذا كان مهتديًا).
الثاني: ألا يحزن عليهم، ولا يجزع عليهم فإنَّ معاصيهم لا تضره إذا اهتدى، والحزن على ما لا يضر عبث، وهذان المعنيان مذكوران في قوله: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}.
الثالث: ألا يركن إليهم ولا يمد عينه إلى ما أوتوه مِن السُّلطان والمال والشَّهوات كقوله: {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}، فنهاه عن الحزن عليهم والرغبة فيما عندهم في آية، ونهاه عن الحزن عليهم والرهبة منهم في آية، فإنَّ الإنسان قد يتألم عليهم ومنهم، إمَّا راغبًا وإمَّا راهبًا.
الرابع: ألا يعتدي على أهل المعاصي بزيادة على المشروع في بغضهم أو ذمهم أو نهيهم أو هجرهم أو عقوبتهم؛ بل يُقال لمن اعتدى عليهم، عليك نفسك لا يضرك مَن ضل إذا اهتديت كما قال: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} الآية. وقال: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، وقال: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} فإنَّ (كثيرًا من الآمرين الناهين قد يتعدى حدود الله)! إما بجهل وإما بظلم!! وهذا باب يجب التثبت فيه، وسواء في ذلك الإنكار على الكفار والمنافقين والفاسقين والعاصين.
الخامس: أن يقوم بالأمر والنهي على الوجه المشروع مِن العلم، والرِّفق، والصَّبر، وحسن القصد، وسلوك السبيل القصد، فإنَّ ذلك داخل في قوله: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} وفي قوله: {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.
فهذه خمسة أوجه تستفاد مِن الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيها المعنى الآخر؛ وهو إقبال المرء على مصلحة نفسه علمًا وعملًا، وإعراضه عما لا يعنيه كما قال صاحب الشَّريعة: «مِن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، ولا سيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة من أمر دين غيره ودنياه، لا سيما إن كان التكلم لحسد أو رئاسة.
وكذلك العمل فصاحبه إما (معتد ظالم)، وإما (سفيه عابث)، وما أكثر ما يصور الشَّيطان ذلك (بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله): ويكون مِن باب (الظلم والعدوان)!!
فتأمل الآية في هذه الأمور مِن أنفع الأشياء للمرء، وأنت إذا تأملت ما يقع مِن الاختلاف بين هذه الأمة علمائها وعبادها وأمرائها ورؤسائها وجدت أكثره مِن هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل! أو بغير تأويل!!».
[📚«مجموع الفتاوى» (14/ 480-483)]

♦️ قلت: وأمَّا أن تُسلَّم أو تُرفع راية الجهاد -وهي غير موجودة أصلًا(!)- لشلَّة من أهل الزَّعارة!! أو فرقة، أو فصيل أو لجماعة؛ وتاريخها حافل بالفشل السِّياسي، والمراهقة السِّياسيَّة(!) والجهل في الدِّين -معًا-! فهذا مِن الغش القبيح!!
و{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}!!
بل جعلوها (الطائفة المنصورة)!!
وأنزلوا الحديث النَّبوي القائل: «حتى يَصيرَ الناسُ إلى فُسْطاطَيْنِ: فُسطاطِ إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه». عليهم!!
وهذا باطل، تأمل ما جاء في الحديث: (إيمان لا نفاق فيه)، فانظر أهل النِّفاق مِن الشِّيعة الشَّنيعة مَن يُناصرون!! بل أظهروا كفرهم في قنواتهم الإعلامية، وقتلهم للموحِّدين، وتدمير بلادهم على أرض الواقع! فلم يبق للنفاق محل في عقيدتهم!!!
ثانيًا: تتمة الحديث تُفسد عليهم فلسفتهم(!) قال صلى الله عليه وسلم: «إذا كان ذاكم فانتظروا الدَّجالَ منَ اليومِ أو غدٍ» [«السلسلة الصحيحة» (974)]، فهذا دليل أنَّ الحديث مكانه في آخر الزَّمان، وليس في فتن هذه الأيام!!
فتنبه! ولا تكن مِن الغافلين! أو المغفّلين!! أو المغلَّفين!!!

⭕ [وقفة مع هجوم اليهود على أهل غزة -كان الله لهم-:]
شنّ اليهود هجمات كثيرة على غزة، وراح ضحيتها الشَّعب الأعزل بعشرات الآلاف، وهي بعض تواريخها حسب المواقع الإخبارية:
(27 ديسمبر 2008م / 14 نوفمبر 2012م / يوليو وأغسطس 2014م / مارس 2018م / مايو 2021م / أغسطس 2022م / يناير 2023م).
وآخرها الآن في (أكتوبر 2023م)، ومِن الصَّعب حصر الآلاف الذين استشهدوا، فضلًا عن المصابين، فضلًا عن العائلات الذين مُحيت أسماؤهم من السِّجل المدني، والله المستعان!
أقول: لم تتعلم الأحزاب التي تتبنى المقاومة(!) مما جرى قبل الغزو الأخير لليهود على غزة، فالنتائج معلومة لكل ذي بصيرة إلا عند الحزبي الأحمق(!)
قال شيخ الإسلام: «وفرق بين مَن (يرتكب ما عُلِمَ قُبحه)، وبين مَن يفعل ما لم يعرف، فإنَّ هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبونه عليه، ولا يكون ما فعله مما هم عليه منفرًا عنه، (بخلاف الأول)».
[📚«تفسير آيات أشكلت» (1/ 193)]

♦️ولهذا يقول الإمام الألباني: «...يكون بالتَّصفية والتَّربية وليس بحمل السلاح! لأنَّ المصريين دخلوا في تجربة ولم ينجحوا فيها... (مَن استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه)».
ثم نقل قولًا عن الشيخ صالح المقبلي -رحمه الله- في بيان أنَّ بعض أهل الباطل قد ينطق بالحقِّ -أحيانًا- فقال الشيخ صالح المقبلي: «وما المانع مِن ذلك؟ (فالحمار) أحيانًا نجد منه عقلًا(!) فهو يقع تارة في حفرة في طريق -ما-، فإذا مرَّ على هذه الحفرة مرة أخرى حاد عنها».
فالشَّاهد أنَّه لا بُدَّ مِن الاستعداد، لا بُدَّ مِن الاستعداد..
فالذين قاموا بما قاموا به في مصر وفي سوريا هم الحقيقة استبقوا الأمور!».
[📚«تسجيلات متفرقة» رقم:(341)]
وقال شيخ الإسلام: و«كذلك إذا لم يسمع، ولم يبصر، ولم يعلم بقلبه الحقّ مِن الباطل، ولم يميز بين الخير والشَّر، والغيّ والرّشاد، كان ذلك مِن (أعظم أمراض قلبه وألمه)».
[📚«مجموع الفتاوى» (10/ 441)]
قلت: والمقصود مِن قول الإمام الألباني: «لا بُدَّ مِن الاستعداد». أي: بنوعيه: المعنوي، والمادي -كما مر معنا-.
«ودعوى هؤلاء أنهم مِن (الخواص) يوجب أنهم مِن حثالة منافقي العامة، وهم داخلون فيما نعت الله به المنافقين في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ • يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ • فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ • وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ • أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ • وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}، إلى قوله: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}.
وفي مثل قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا • وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا • فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا • أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا • وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا • فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}».
[📚«مجموع الفتاوى» (11/ 416)]

🔘 وأخذ المطبِّلون لهم بالدِّفاع المستميت الدَّال على حماقة القوم، وعدم الاكتراث بدماء مدينة كاملة أُزهقت، بحجج وأمثلة واهية؛ كالاحتجاج بثورات سابقة(!) ولم يستدلوا بآية أو حديث! وأخذوا يضربوا لله الأمثال!!
وما أدقَّ ما قاله شيخ الإسلام مؤصِّلًا -رحمه الله-:
«فكان مِن أحسن مناظرتهم أن يقال: ائتونا بكتاب أو سنة حتى نجيبكم إلى ذلك، وإلا فلسنا نجيبكم إلى ما لم يدل عليه الكتاب والسُّنَّة».
[📚«مجموع الفتاوى» (20/ 162)]
و«لا أجيبك إلا إلى كتاب الله وسنة رسوله».
[📚«درء التعارض» (1/ 234)]
«والأحكام الشَّرعية يجب أنْ تتعلق بكلام الله ورسوله».
[📚«المستدرك على الفتاوى» (4/ 65-66)]

وبيّن شيخ الإسلام أنَّ: «النَّفع نوعان: حصول النِّعمة، واندفاع النِّقمة».
[📚«مجموع الفتاوى» (16/ 183)]
♦️ فأي نعمة حصل عليها أهل فلسطين، وأي نقمة دفعوها عندما ظهرت هذه الأحزاب؟!!
«والعاقل لا يبني قصرًا ويهدم مصرًا(!)».
[📚«مجموع الفتاوى» (17/ 420)]
وكذلك العاقل: لا يحفر نفقًا(!) ويهدم مدينة!!
وكنَّا نتعجب مِن صنيع القوم وجهلهم، حتى سمعنا كلامًا ساقطًا في الاستهانة بدماء المسلمين(!) صرَّح به بعض قادة حماس: (أنَّ حماية أهل غزة مسؤولية: (الأمم المتحدة)! و(اليهود)!!!
وأنَّ الأنفاق التي عملوها هي لحماية حماس -فقط-)!!
وكلامه «فيه مِن التَّناقض والضَّلال ما لا يخفى على أذكياء الصِّبيان!».
[📚«تلخيص كتاب الاستغاثة» (ص:115)]
«وما زلت أتعجب مِن هذا القول! وكيف يقوله عاقل!!».
[📚«تلخيص كتاب الاستغاثة» (ص:81)]
و«ليتأمل اللبيب كلام هؤلاء الذين يدَّعون مِن الحذق والتَّحقيق ما يدفعون به ما جاءت به الرُّسل كيف يتكلمون في غاية حكمتهم! ونهاية فلسفتهم! بما يشبه كلام المجانين!!!
ويجعلون الحقَّ المعلوم بالضرورة مردودًا!! والباطل الذي يعلم بطلانه بالضرورة مقبولاً!! بكلام فيه تلبيس وتدليس(!)».
[📚«درء التعارض» (3/ 427)]
«فتبين أنَّ هؤلاء الذين يدَّعون العقليات التي تعارض السَّمعيات هم مِن أبعد الناس عن موجب (العقل ومقتضاه)! كما هم مِن أبعد الناس عن متابعة الكتاب المنزَّل والنَّبي المرسل!».
[📚«درء التعارض» (4/ 236)]
«وأيضًا: فالمخالفون لأهل الحديث هم مظنة فساد الأعمال: إما عن (سوء عقيدة ونفاق)، وإما عن (مرض في القلب وضعف إيمان)، ففيهم مِن ترك الواجبات، واعتداء الحدود، و(الاستخفاف بالحقوق)، و(قسوة القلب)، ما هو ظاهر لكل أحد».
[📚«نقض المنطق‌» (ص:45)]
«وهذا كله إنما يحصل مع صحة الفطرة وسلامتها، وأما مع فسادها فلا. فقد يحسُّ الإنسان باللذيذ، فلا يجد له لذة بل يؤلمه، وكذلك يلتذ بالمؤلم؛ لفساد الفطرة».
[📚«الإيمان» (ص:24)، تحقيق: محمد سعيد]

«وإن قيل فيه: قد يكون مجتهدًا مخطئًا مغفورًا له! ....
وكلام هذا وأمثاله يدل على أنهم بعيدون عن معرفة الصَّواب في هذا الباب! كأنهم غرباء عن دين الإسلام في مثل هذه المسائل، لم يتدبروا القرآن ولا عرفوا السُّنن ولا آثار الصَّحابة ولا التَّابعين ولا كلام أئمة المسلمين، وفي مثل هذا وهؤلاء قال النَّبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصَّحيح: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ».
فشريعة الإسلام في هذا الباب غريبة عند هؤلاء لا يعرفونها(!) فإنَّ هذا وأمثاله لو كان عندهم علم بنوع مِن أنواع الأدلة الشَّرعية في هذا الباب لوزعهم ذلك عما وقعوا فيه من الضلال والابتداع ومخالفة دين المسلمين، والخروج عما عليه جميع أئمة الدِّين...».
[📚«الرد على الإخنائي» (ص109)]
«فإنهم مِن (أهل الورع الفاسد) المركَّب مِن نوع دِين وضعف عقل وعلم».
[📚«مجموع الفتاوى» (20/ 140)]

«وكذلك مَن أراد أن يجعل الجاهل مُعلمًا للناس، مفتيًا لهم، أو يجعل العاجز الجبان مقاتلًا عن النَّاس، أو يجعل الأحمق الذي لا يعرف شيئًا سائسًا للناس، أو للدَّواب، فمثل هذا يوجب الفساد في العالم، وقد يكون غير ممكن، مثل مَن أراد أن يجعل الحجارة تَسْبَح على وجه الماء كالسُّفن، أو تصعد إلى السَّماء كالريح، ونحو ذلك!!».
[📚«الحسنة والسَّيئة» (ص:84)]
⭕ وأخيرًا...
فقد: «سلكتم طريقًا لم تحصل المقصود مِن العرفان، وسلَّطتم عليكم أهل الضَّلال والعدوان، كمن أراد أن يغزو بغير (طريق شرعيّ) فلا فتح بلادهم! ولا حفظ بلاده!! بل سلَّطهم حتى صاروا يحاربونه (بعد أن كانوا عاجزين عنه)!!!».
[📚«شرح الأصفهانيَّة» (ص:100)، تحقيق: محمد السّعوي]

✒️ وكتب
محمد بن حسين آل حسن
الجمعة: 13 شعبان 1445
23/ 2/ 2023م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال وائل الدَّحدوح -مدير مكتب قناة الجزيرة- غـزة- كان الله له-:
«هذه الحربُ ليست كمثيلاتها وكسابقاتها مِن الحروب التي شاهدنها!!».
وقال: «في بضعة أيام فاقت كل الحروب مجتمعة في الأرقام... في أعداد الشَّهداء... في أعداد الجرحى... في أعداد التَّدمير...» إلخ.
وقال: «كنا نسير على بعض الأشلاء... أنت تمشي وبعض الأشلاء تحت الأقدام...
جثث متناثرة في حدائق وجنبات المستشفى... على الأشجار بعض الأشلاء معلّقة، بعض الجثامين معلقة..
هنا رأس... هنا يد... هناك جزء مِن جسد... هنا بعض الأقدام... هنا بعض الملابس... هنا بعض الأحذية... والدِّماء في كل مكان....
ماذا تلتقط الكاميرا؟!
90 ٪ مِن المشاهد إن لم يكن أكثر(!) غير مسموح التَّصوير...».
[لقاء بعنوان: «كواليس وتفاصيل لم ترو مِن قبل»]
🔻 ومع كل هذه المصائب العظام، يأتي مَن ينسب نفسه لفقه الواقع(!) ويقول مستهزئًا بفتاوى الألباني في نوازل العصر، وبالأخص في موضوع الجهاد وقضية فلسطين:
«المآلات التي يتكلم فيها المشايخ طلعت غلط! مِن أولها إلى آخرها...
لا يوجد فتوى في المآلات طلعت صحيحة في قضية فلسطين تحديدًا! كلها غير صحيحة!!
من ثورة الحجارة إلى الانتفاضة، إلى ... كلها!
هم لا يعرفون اليهود...»!!!
قلتُ: يا فصيح لا تصيح!
رحم الله شيخنا الحلبي الذي كثيرًا ما كان يقول: «مَن لم يُقنعْه الدَّليل؛ فلا بدَّ أن يُقنعَه الواقعُ الذليل!».
ورحم الله الإمام الألباني الذي كان حريصًا على حقن دماء المسلمين، وعلى تعليم النَّاس المنهج السَّلفي الصَّحيح؛ خلافًا للذين يرقصون على دمائنا! ويتأكلون ويسترزقون على مصائبنا!!
ومِن نعم الله في هذه الفتن أنَّ كثيرًا مِن الأقنعة سقطت!!
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس