عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-01-2012, 05:40 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي جعل الله من الماء كل شئ حي.

جعل الله من الماء كل شئ حي.

4. جعل الله من الماء كل شئ حي، إذ أن له أهميــة عظيـــمة لاستمرارية هذه الحياة، وإمـــداده بمقوماتها، فخلق الله – تبارك وتعالى - من الماء بشراً، وجعل منه نسباً وصهرا :
قال الله – تعالى - : ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [1].

وقال – تعالى - : ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا [2].

5. يحيي الله به الأرض بعد موتها : قال – تعالى - : ﴿وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [3].

وقال الله – تعالى - : ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [4].
وقال الله – تعالى - : ﴿وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ [5].

6. يرسل الله مطراً كأنه الطلّ فينبت منه أجساد الْمَوْتَى يوم النشور : فعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين، فيبعث الله - تعالى - عيسى ابن مريم، كأنه عروة بن مسعود الثقفي، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه، فيبقى شرار الناس في خفة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : بم تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان فيعبدونها وهم في ذلك دارّ رزقهم، حسنٌ عيشهم، ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحدٌ إلا أصغى ليتا، ورفع ليتا، وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، فيصعق، ويصعق الناس، ثم يرسل الله مطراُ كأنه الطَلّ، فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال : يا أيها الناس هلمَ إلى ربكم {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [6]. ثم يقال : أخرجوا بعث النار، فيقال : من كم ؟ فيقال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون. فذلك يوم يجعل الولدان شيبا، وذلك يوم يكشف عن ساق) (صحيح).
[7].

يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

_______

[1] [سورة الأنبياء 30].
[2] [الفرقان : 54].
[3] [سورة النحل : 65].
[4] [سورة الأعراف : 57].
[5] [سورة فاطر : 9].
[6] [سورة الصافات : 24].
[7] انظر : [صحيح الجامع رقم : 8047]. ‌

__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس