عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-07-2017, 07:27 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


حديث جبريل –عليه السلام- الطويل

عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ،
إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ،
حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ،
وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»،
قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ،
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ،
قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»،
قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ،
قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»،
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ،
قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا،
قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»،
قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،
قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» (متفق عليه).



اعلم –أرشدك الله- أن حديث جبريل –عليه السلام- هذا من الأحاديث الجليلة القدر،
فقد قال القرطبي - رحمه الله -:
"فيصلح في هذا الحديث أن يقال فيه: إنه (أم السنة)؛ لما تضمنه من جمل علم السنة،
كما سميت الفاتحة: (أم القرآن)؛ لما تضمنته من جمل معاني القرآن
"
(المفهم شرح مسلم، للقرطبي: 1/ 152).

مقاصد حديث جبريل –عليه السلام- الرئيسية الأربعة:

1- بيان أركان الإيمان الستة.
2- بيان أركان الإسلام الخمسة.
3- بيان مرتبة الإحسان.
4- بيان خفاء علم الساعة ومعرفة بعض أماراتها.


فعلم أولادك هذه المقاصد الكلية بالعبارات المناسبة.
واستعن على ذلك بكتب شروح الحديث، ومنها:

1- جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي –رحمه الله-.
2- شرح الأربعون النووية لابن عثيمين –رحمه الله-.
3- شرح حديث جبريل في تعليم الدين لعبد المحسن العباد –نفع الله به-.


فإذا أتممت ذلك؛ فلقن أولادك (لامية) شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله.



***

رد مع اقتباس