عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 04-09-2017, 01:55 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الأسماء الشرعية لعلم العقيدة

الأسماء الشرعية لعلم العقيدة [1]

1. السُـنة :

السُـنة لغة :
هي الطريقة، السيرة سواء كانت حميدة أو ذميمة.
واصطلاحا : تعرّف بحسب العلم الذي تبحث فيه :

ففي علم العقيدة تعني : (ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وصحبه الكرام، ومنهم الخلفاء الراشدون، والسلف الصالح في الإعتقادات قبل ظهور البدع والمقالات).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [ولفظ السنة في كلام السلف يتناول السنة في العبادات والإعتقادات، وإن كان كثير ممن صنف في السنة يقصدون الكلام في الإعتقادات، وهذا كقول ابن مسعود، وأبي بن كعب، وأبي درداء - رضي الله عنهم - : اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة]. انظر : [الإستقامة 2/ 310 – 311].

وقال الإمام أبو بكر الحميدي - رحمه الله - : [السنة عندنا : أن يؤمن الرجل بالقدر خيرِه وشرِّه، حُلوِه ومرّه، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ذلك كله قضاء من الله – عزّ وجلّ - ...]. انظر : [أصول السنة ص 47 - 48].

2. الشريعة : هي : [ما شرع الله - تعالى لعباده من الدين] . انظر : [مجموع الفتاوى 5/ 11].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [السنة كالشريعة، وهي ما سنّه الله وما شرعه، فقد يُراد ما سنه وشرعه من العقائد، وقد يراد ما سنه من العمل، وقد يراد به كلاهما.
فلفظ السنة يقع على معان كلفظ الشرعة، ولهذا قال ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره في قوله - تعالى - : (شرعة ومنهاجا) سنةً وسبيلا، ففسروا الشرعة بالسنة، والمنهاج، والسبيل، واسم السنة، والشرعة قد يكون في العقائد والأقوال، وقد يكون في المقاصد والأفعال] انظر : [مجموع الفتاوى 19/ 307 – 308].

وقد صنّفَ الإمام أبو بكر الآجري كتابه «الشريعة» ومن بعده الإمام ابن بطة العكبري كتابه «الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية».

3. الإيمان :

الإيمان لغة :
هو الإقرار، و التصديق المصاحب للإذعان.
وفي اعتقاد أهل السنة والجماعة : اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [والمأثور عن الصحابة والأئمة التابعين وجمهور السلف، وهو مذهب أهل الحديث، وهو المنسوب إلى أهل السنة : [أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية] انظر : [مجموع الفتاوى 7/ 505].

ويطلق اسم الإيمان على العقيدة، باعتبار أصوله الستة التي عليها تقوم العقيدة.

ومن مصنفات أئمة السنة :
«كتاب الإيمان ومعالمه وسننه واستكمال درجاته» للإمام أبي عبيد القاسم بن سلاّم، و«كتاب الإيمان» للإمام أبي بكر بن أبي شيبة، و«كتاب الإيمان» للإمام ابن مندة، و«كتاب الإيمان» للإمام محمد بن يحيى العدني.

4. التوحيد :

التوحيد لغةً :
جعل الشيء واحِدا.

وشرعًا : إفراد الله - تبارك وتعالى - بالعبادة، واعتقاد وحدانيته في الذات والأفعال والصفات. انظر : [لوامع الأنوار 1/ 57] .

قال الإمام ابن قيم الجوزية – رحمه الله تعالى - : [وهو التوحيد الذي حقيقته إثبات صفات الكمال، وتنزيهه عن أضداضها، وعبادته وحده لا شريك له) انظر : [الصواعق المرسلة (ص 922)].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [وهذا حقيقة التوحيد : وهو أن لا يشركه شيئ من الأشياء فيما هو من خصائصه] انظر : [مجموع الفتاوى 3/ 74].

وتسمية العقيدة بالتوحيد من باب تسمية الشئ بأشرف أفراده.

ومن أمهات كتب العقيدة : «كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب – عزّ وجلّ -» للإمام ابن خُزيمة، و«كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله وصفاته على الإتفاق والتفرّد» للإمام ابن مِنْدة – رحمهما الله -.

5. أصول الدين : وهو لفظ مستخدم في عبارات بعض أئمة السلف، ومن ذلك : قول الإمام ابن أبي حاتم : «سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، ما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك ... » أخرجه [اللالكائي (31)]، وأبو العلاء الهمذاني في : [فتيا في ذكر الإعتقاد 30]، و[صححه الألباني في مختصر العلوّ للعليّ العظيم (340)]. وانظر : [أدلة الوحيين في شرح عقيدة الرازيين (ص 29 - 32)].
وقد أدخل أهل البدع تحت هذا المسمى كثيرًا من بدعهم وضلالاتهم، [فإياك والإغترار بذلك، فأكثر المعاني المُشَوّهَة تستر بالعبارات المُمَوّهَة]. انظر : [العواصم والقواصم : 4/ 179 لابن الوزير اليماني].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : [وهذا كما أن طائفة من أهل الكلام يسمي ما وضعه أصول الدين، وهذا اسم عظيم، والمُسمّى به فيه من فساد الدين ما الله به عليم، فإذا أنكر أهل الحق والسنة ذلك قال المُبطل : قد أنكَروا أصول الدين، وهم لم ينكروا ما يستحق أن يسمى أصول الدين، وإنما أنكروا ما سمّاه هذا أصول الدين، وهي أسماء سمّوها هُم وآباؤهم بأسماءٍ ما أنزل الله بها من سلطان، فالدين ما شرعه الله ورسوله، وقد بيّن أصوله وفروعه، ومن المُحال أن يكون الرسول قد بيّن فروع الدين دون أصوله، كما قد بيّنا هذا في غير هذا الموضع]. انظر : [مجموع الفتاوى 4/ 56].

6. الفقه الأكبر : يقابله الفقه الأصغر، وهو فقه الأحكام العملية، وسمي أكبر لتعلقه بأعظم معلوم وهو الباري - جل ذِكره -.
وقد شاع واشتهر أنه للإمام أبي حنيفة – رحمه الله تعالى – كتابًا في العقيدة سماه الفقه «الفقه الأكبر» ولا تصح النسبة إليه من حيث إسناده، وغير ذلك.

قال العلاّمة صالح الفُلاّني – رحمه الله تعالى - : [اسم الفقيه عند السلف ... إنما يقع على مَنْ عَلِمَ الكتاب والسنة وآثار الصحابة، ومن بعدهم من علماء الأمة.

وأما من اشتغل بآراء الرجال، واتخذه دينًا ومذهبًاً، ونبَذَ كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وقضايا الصحابة والتابعين وآثارهُم من ورائه، فلا يطلق عليه اسم الفقيه، بل هو باسم الهوى والعصبية أولى وأحرى. انظر : [ إيقاظ همم أولي الأبصار. ص 28].

7. العلميات : ويقابله العمليات] ا هـ.
[2]
_________
[1] انظر : [المقدمة الرشيدة في علم العقيدة ص 28 – 36].
[2]"العلميات" : قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : [فصل : في أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيَّن جميع الدين أصوله وفروعه، باطنه وظاهره، علمه وعمله.
فإن هذا الأصل أصل أصول العلم والإيمان، وكل من كان أعظم اعتصامًا بهذا الأصل، كان أوْلى بالحق علمًا وعملا ...]. ا هـ. انظر : [مجموع الفتاوى 19/ 114].

وقال - رحمه الله - : [وأما العمليات : وما يسميه ناس : الفروع، والشرع، والفقه، فهذا قد بيَّنه الرسول أحسن بيان، فما شيءٌ مما أمرَ الله به أو نهى عنه، أو حلَّله أو حرَّمه إلا بيَّنَ ذلك، وقد قال - تعالى - : ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [سورة المائدة 3].
وقال - تعالى - : ﴿مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [سورة يوسف 111] ...]. ا هـ. انظر : [مجموع الفتاوى 19/ 127].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس