عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 09-23-2011, 06:59 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فضل صيام الست من شوال. وهل يشرع صيام الست من شوال قبل قضاء الصيام الواجب ؟؟.

فضل صيام الست من شوال:

عن أبي أيوب رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر) (حديث صحيح) رواه أحمد (5 / 417 و 419) ومسلم (3 / 169) وأبو داود (2433). وغيرهم.

وقد ورد الحديث عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا به نحوه وزاد : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). أخرجه ابن ماجه (1715) والدارمى والطحاوي (3 / 119 - 120) وابن حبان (928) والبيهقي (4 / 293) وأحمد (5 /280) والخطيب في (تاريخ بغداد) (2 / 362) من طرق عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبى أسماء الرحبي عنه.

ولفظ الطحاوي : (جعل الله الحسنة بعشرة، فشهر بعشرة أشهر، وستة أيام بعد الفطر تمام السنة). وهكذا أخرجه ابن خزيمة في (صحيحه) كما في (الترغيب) (2 / 75) وإسنادهم جيد.


*****************************

هل يشرع صيام الست من شوال قبل قضاء الصيام الواجب ؟؟.

سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه االله تعالى -: هل يشرع صيام الست من شوال لمن عليه أيام من رمضان قبل قضاء ما عليه؛ لأني سمعت بعض الناس يُفتي بذلك، ويقول: إن عائشة - رضي الله عنها- كانت لا تقضي الأيام التي عليها من رمضان إلا في شعبان، والظاهر أنها كانت تصوم الست من شوال لما هو معلوم من حرصها على الخير؟.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

في هذه المسألة لا يجوز فيما يظهر لنا أن تصام النافلة قبل الفريضة لأمرين:

أحدهما :
أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر). والذي عليه قضاء من رمضان لا يكون متبعاً للست من شوال لرمضان ؛ لأنه قد بقي عليه من رمضان فلا يكون متبعاً لها لرمضان حتى يكمل ما عليه من رمضان.
فإذا كان الرجل عليه صيام من رمضان لكونه مسافراً أو مريضاً ثم عافاه الله، فإنه يبدأ بقضاء رمضان، ثم يصوم الست إن أمكنه ذلك.
وهكذا المرأة التي أفطرت من أجل حيضها أو نفاسها فإنها تبدأ بقضاء الأيام التي عليها ثم تصوم الستة من شوال إن أمكنها ذلك، إذا قضت في شوال، أما أن تبدأ بصيام الست من شوال، أو يبدأ الرجل الذي عليه صوم بالست من شوال فهذا لا يصلح ولا ينبغي.

والوجه الثاني: أن دَيْنُ الله أحق بالقضاء، وأن الفريضة أوْلى بالبدء والمسارعة من النافلة ، الله - عز وجل- أوجب عليه صوم رمضان، وأوجب على المرآة صوم رمضان فلا يليق أن تبدأ بالنافلة قبل أن تؤدى الفريضة.
وبهذا يعلم أنه لا وجه للفتوى بصيام الست لمن عليه قضاء قبل القضاء، بل يبدأ بالقضاء فيصوم الفرض ثم إذا بقي في الشهر شيء وأمكنه أن يصوم الست فعل ذلك وإلا ترك؛ لأنها نافلة بحمد لله.

وأما قضاء الصيام الذي عليه من رمضان فهو واجب وفرض، فوجب أن يبدأ بالفرض قبل النافلة ويحتاط لدينه للأمرين السابقين :

أحدهما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثم أتبعه ستًا من شوال). والذي عليه أيام من رمضان ما يصلح أن يكون متبعاً للست من رمضان، بل قد بقي عليه، فكأنه صامها في أثناء الشهر، كأنه صامها بين أيام رمضان، ما جعلها متبعةً لرمضان.

والأمر الثاني : أن الفرض أولى بالبداءة، وأحق بالقضاء من النافلة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح : (دَيْنُ الله أحق بالقضاء، أقضوا الله، فالله أحق بالوفاء - سبحانه وتعالى).

أما قوله عن عائشة - رضي الله عنها - ، فعائشة - رضي الله عنها - كانت تؤخر الصوم إلى شعبان، قالت : لما كانت تشغل برسول الله - عليه الصلاة والسلام-، فإذا أخرت الفريضة من أجل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فأولى وأولى أن تؤخر النافلة من شغله - عليه الصلاة والسلام -.

فالحاصل أن عائشة - رضي الله عنها - ليس في عملها حجة في تقديم الست من شوال على قضاء رمضان؛ لأنها تؤخر صيام رمضان لأجل شغلها برسول الله - عليه الصلاة والسلام -، فأوْلى وأوْلى أن تؤخر الست من شوال، ثم لو فعلت وقدمت الست من شوال، فليس فعلها حجةً فيما يخالف ظاهر النصوص.

__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس