عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-23-2011, 05:31 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي صيام ست من شوال مع القضاء وتداخل العبادات وأقوال العلماء في حكمه.

صيام ست من شوال مع القضاء وتداخل العبادات وأقوال العلماء في حكمه.

وقد سئل فضيلة الشيخ العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى: ربما أفطرت يومًا من رمضان، وأردتُ أن أصوم الستة من شوال، هل يجوز أن أجعل نيتي قضاء وصيام يوم من هذه الستة فى آن واحد ؟.

فأجاب بقوله: إذا كنت تسأل عن الجواز فالجواب نعم يجوز، وأنا أذكر لك الآن هنا ثلاثة مراتب ، فيختار المسلم منها ما يطيب له .

1. المرتبة الأولى وهى العليا: أن يصوم القضاء لوحده، ثم الست من شوال لوحده، فيحصل له من الأجر عشرين حسنة، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فإذا صام يوم من رمضان له على الأقل عشر حسنات، وصام يوم من شوال له عشر حسنات صاروا عشرين، وهذه الحالة الفضلى العليا.

2. ينوى قضاء ما عليه من رمضان، ويضم الى هذه النية، نية الست من شوال، وفي هذه الحالة يحصل على عشر حسنات عن الفرض، وحسنة واحدة عن نية صيام الست.

3. صوم القضاء فقط ]. ا هـ مختصرًا. من سلسلة الهدى والنور شريط (327). الوجه الأول.

وأيضًا من سلسلة الهدى والنور: شريط رقم 753 ( 00:26:10 ).

http://www.alathar.net/home/esound/i...dit&cntid=6761

****************************

ولقد سألت - أنا كاتبة هذا المقال أم عبدالله نجلاء الصالح - شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - على الهاتف؛ أستوضح عن الجمع بين هذه المراتب الثلاثة، وحديث أمنا أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: (لقد كان يكون على الصيام من رمضان، فما أقضيه حتى يجئ شعبان) (متفق عليه).

فقلت: شيخنا الكريم! تحتج الكثيرات من النساء بحديث أمنا أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – على تأخير ما عليهنّ من قضاء، وتقديم صيام النافلة، ومنها الست من شوال، ويقلن أن من المشايخ من أفتاهن بجواز ذلك مستدلين بالحديث، أرجو من فضيلتكم التوضيح، والقول الفصل في ذلك؟.

الجواب: قال - رحمه الله تعالى -: إن صيام الفرض مقدّمٌ على النفل، والإنسان لا يملك أجله، وقد يأتيه الأجل مقدِّمًا صيام النافلة على إتمام الفريضة، ظانًّا أنه مسارعٌ إلى الخيرات بفعله، وكان الأوْلى به أن يُتِمّ صيام شَهره، وإذا به يموت آثمًا عاصيا، إن كان تأخيره بلا عذر.

وحاشا لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – أن تُؤخر فرضًا إلا لعذر شرعي، وعذرها ما جاء في زيادات الحديث الذي رواه مسلم : (الشغل من رسول الله ﷺ-، أو برسول الله ﷺ).

وفى رواية له: (وذلك لمكان رسول الله ﷺ) وقد أقرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك.

ولا دليل على أنها كانت تُقدم صيام النفل على الفريضة.

فإن كان لمن تؤخِّر القضاءَ عُذرٌ كعذر أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، فلتؤخّر ولها عذرها، وإلاّ فلا.

أي: أن طاعة الزوج أوجب مِن صيام الست مِن شوال االمستحبة.

وإن صامت ما عليها من قضاء، ثم اتبعتها بست من شوال، فذلك أعظم لها أجرا.

أو تجمع النية، يدل عليه المرتبة الثانية من المراتب الثلاث، وذلك إذا ضاق عليها الوقتُ، وكان عدد أيام القضاء كثيرة، ولم يبقَ إلا أيامًا قليلة من شوال، وأرادت أن تدرك أجر صيام الستّ منه، فبإمكانها الجمع بين الخيرين، وذلك بجمع نية صيام ستٍ من شوال مع القضاء، فتدرك بذلك أجرُ نيَّة صيام ستةِ أيامٍ من شوال خيرٌ لها من فواته، وأجر القضاء اليوم بعشرة، لقول رسول الله ﷺ: (من همَّ بحسنة فلم يعملها، كتبت له حسنة، ومن هم بحسنة فعملها، كتبت له عشر حسناتٍ إلى سبعمائة ضعف) (رواه مسلم)]. انتهى كلامه.

هذا ما أجابني به فضيلة الشيخ العلامة المحدث الألباني – أَثْبَتُّهُ هنا من باب أداء الأمانة العلمية، ومفهومه بفضل الله - تعالى - مثبتٌ في كتبه وفتاويه وأشرطته - رحمه الله تعالى وجعل الفردوس الأعلى مأواه -؛ وجزاه الله عنا خيرًا ومنارات الهدى الأئمة الأعلام علمائنا الأجلاء؛ ونفع بعلمهم، وأثقل لهم الموازين في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، إلا مَن أتى الله بقلب سليم.


يتبع -إن شاء الله تعالى-.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس