عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 05-01-2015, 02:27 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

لكن لهذَا اْلكلام مناسبةٌ ،
قالَ بَكرُ بن عَبْدِ اللهِ-:لَمَّا وَقَعَت فِتنةُ ابن الأشعثِ -قال طلقُ:اتَّقوها بالتّقوى ،قيل له :يا طَلْق،
(( أَجْمِلْ لَنَا [ التَّقْوَى فِي يَسِير]؟ فَقَال:[ التَّقْوَى ]
اْلعَمَل بِطَاعَةِ اللهِ، عَلَى نُورٍ مِن اللهِ ،رَجَاء [ رَحْمَة ] اللهِ ،[وَالتَّقْوَى ] تَرْك [ مَعَاصِي اللهِ ]، عَلَى نُورٍ مِن اللهِ، مَخَافة [ عَذَاب ] الله،)) ["الزهد الكبير"للبيهقي،(5/351)،رقم(965)]
فلذلكَ إخوانِي الأفاضِل ،هذهِ اْلوصيَّة كانَ السَّلف الصّالح-عليهِم رحمةُ الله تعالى- يذكّرُ بعضُهم بعضًا

بهَا عند اشتدادِ اْلفتن ،
أنْ يواظبَ الإنسانُ تقوى الله- سبحانهُ وتعالى-،طيّب إخواني الْكرام ،الآن نعودُ إلى موضوعِ "تعرّف إلى اللهِ

فِي الرَّخاءِ يَعْرِفك في الشِّدَّة ،
اسمعْ إلى هذا الأثرِ الصّحيحِ الثَّابتِ،
قال هِلَالٌ اْلوَزَّان :((حَدَّثَنَا شَيْخُنَا اْلقَدِيم عَبْد اللهِ بن عُكِيم..))
هذا رجلٌ أدركَ اْلجاهليَّة إخواني اْلكرام –،
هلْ هو صحابيٌ أمْ لا ؟
مسألةٌ تحتاجُ إلى نظرٍ لم يتيسّر لي النّظر فيها،قال:
(([ أَنَّهُ] أَرْسَلَ إِلَيْهِ اْلحَجَّاج [ بن يُوسُف]
(يطلبُهُ اْلحجَّاج )،ومعرُوف اْلحجَّاج بِجبروتِهِ، وظُلْمِهِ، وقَهْرِهِ للنَّاس، أليسَتْ هذه فتنةٌ إخواني اْلكرام ؟ فتنةٌ

قد يفتنُ الإنسانَ، قدْ ما يستطيعُ يعني أنْ يجيبَ باْلجوابِ الَّذِي يُرضي بهِ ربِّ اْلعالمين- سبحانهُ وتعالى-،
ماذَا صنعَ عبد الله بن عُكيم؟قال:
((فَقَامَ وتَوَضَّأَ،ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْن، ثُمَّ قَال:الَّلَهُمَّ! إِنَّكَ

تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَزْنِ قَطّ ،وَلَمْ أَسْرِق قَطّ، وَلَمْ آكُل مَالَ يَتِيمٍ قَطّ، وَلَمْ أَقْذِف مُحْصَنَةً[ قَطّ]، إنْ كنتُ صادقًا فَادْرَأْ
عَنِّي شَرَّه!...))["تاريخ بغداد" ،الخطيب البغدادي (4/311) من الشاملة]
{أُوَلئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}،"
وخيرُ النَّاسِ قَرْنِي "،
هكذَا يخبرُ النَّبيّ- صلَّى الله عليهِ وسلَّم-، هذا الرَّجل مَاذا صنَع ؟
توسَّلَ إِلى اللهِ-عزَّوجلّ-، ودَعَا اللهَ بِاْلعملِ الصَّالح؛حتَّى يعصمهُ اللهُ- عزّوجلّ -من هذه اْلفتنةِ اْلعظيمةِ ،
اْلحجَّاجُ _إخوانِي اْلكِرام قتَلَ جماعةً من كبارِ التَّابعين ،فلذلِك هذه فتنةٌ عظيمةٌ جدًّا، هذا الرَّجل ماذا صنَع؟ توجَّه إِلى ربّنَا- سبحانهُ وتعالَى- ،
لماذا إخوانِي الأفاضِل؟
لأنَّ اْلفتنة تقديرُها من عندِ منْ ؟ من عندِ اللهِ،
كيف تدفَعُ إذًا هذا الأمرَ؟
باللَّجأِ إِلى الْكريمِ اْلمنَّانِ؛ الَّذي بيدهِ مقاليدُ الأمورِ،

إذَا أرادَ أمرًا قال: كُنْ فهو يكون ،لذلكَ إخواني الأفاضِل، تقوَى الله-سبحانهُ وتعالى-،لِنواظبَ على هذا الأمرِ، إخوانِي،لو سألْنا أنفسنَا- حقيقةً- في اْليومِ واللَّيلة :
كمْ مرَّة تفوتُنا تكبيرَةُ الإحرامِ ؟و الله يبكِي الإنسانُ على نفسهِ[...] يعني يكادُ قلب الإنسانِ يتقطَّعُ على حالِنا ،

نسألُ الله- عزّوجلّ- اللُّطفَ واْلعفوَ واْلعافيةَ،
طيّب ،كم مرَّة تفوتُنا السُّنن الرَّواتِب إخوانِي اْلكرام ؟
حقيقةً إخوانِي، هلْ نواظبُ على سنَّةِ الضّحى، صلاة اللَّيلِ، صيام ثلاثة أيَّامٍ من كُلِّ شهر، برُّ اْلوالِدين ،غير ذلِك،

أليستْ هذه من تقوَى الله- سبحانهُ وتعالَى-؟
بلَى واللهِ الَّذي لا إلهَ غيرُهُ هيَ من تقوَى الله- عزَّوجلَّ-،
إخواني ،
نعاتبُ أنفسنَا، ونُذكِّر إخوانَنَا- معاشرَ طلّاب اْلعلمِ-، إذَا كان هذَا حالُ من ينتسِبُ إلَى هذا الدِّين -أهل الصَّلاحِ والاستقامةِ-؛ الَّذِين يقولُون–وهمْ صادقونَ إن شاءَ الله- أنَّهم يتابِعُون سنَّةَ النَّبيّ- صلّى الله عليه
وسلّم-، إذَا كانَ هذا حالُنا، فكيفَ بحالِ عامَّة النّاس إخوانِي الأفاضل؟
إذَا كانَ الصَّحابةُ اْلكِرام علَى جلالةِ عبادَتِهم : يقولُ لهُم النَّبيّ- صلّى الله عليه و سلّم: تَعوَّذُوا باللهِ مِن الْفِتن

ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، فكيفَ بحالِنَا نحنُ إخوانِي مع التَّقْصِير والتَّفريطِ اْلعظِيم ؟!



يتبع -إن شاء الله-
رد مع اقتباس