عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 03-07-2012, 07:52 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية البيروتي مشاهدة المشاركة



قصة مسجد " عائشة بكار "، المسجد الوحيد في لبنان الذي سُمِّي باسم امرأة


صدر كتاب جديد عنوانه " تراث بيروت في الحفظ والصون " للدكتور نادر سراج ( ط . الدار العربية للعلوم / 1431 هـ )،
تصفحته أمس وأخذت منه بعض الفوائد، ومنها قصة مسجد " عائشة بكار "، المسجد الوحيد في لبنان الذي سُمِّي باسم امرأة، جاء فيه ( ص 137 ) :

كانت السيدة عائشة الصيداني بكّار ( توفيت تقديراً بين 1920 – 1925م، وزوجها محمد بكّار كان رجلاً أحواله متواضعة ويعمل في مرفأ بيروت ) تملك دكّاناً تبيع فيه " قضامي وبزر ونعّومة ومعلّل وغزل البنات وطيّارات هواء " ( قال أبو معاوية البيروتي : وهي أنواع سكاكر ) في المنطقة الواقعة بين رمل الظريف والملاّ والزيدانيّة، وقد وصفها أبو طارق الأمد ( البالغ من العمر 75 عاماً ) - وهو من الذين شاركوا في إعادة إعمار مسجد عائشة بكّار في الأربعينات من القرن المنصرم – بالتالي : ( كانت ) رحمها الله ست ( أي سيّدة ) جليلة تلبس البرلين والفيشة ( أي الخمار على وجهها ) ودائماً قاعدة في الدكان، كنت أشتري من دكانها " قمبز وحب قريش وملبس وبسكوت ونعّومة "، وكانت المنطقة كلها صبّير وجمّيز وزنزلخت، وكنت إِجِي من بيتنا من زاروب العليّا ( العليّة ) لأشتري من عندها، لأن ما في غيرها يبيع حلويات وسكاكر للأولاد، هي وزوجها تصمّد القرش فوق القرش، وتشتري أحجار، وبيدها تعمّر حتى صار الجامع، ست صالحة عمّرت الجامع بيدها ما جلبت عمّال، وكان الجامع بالكثير يسع أربعين زَلَمَة ( أي رجل )، صورة المأذنة التي عمّرتها تأخذ العقل، والسلّم غريب " .

سواء بَنَت هذه السيّدة التقيّة الجامع بيديها أم جعلت قطعة الأرض التي تملكها – وكان عليها الدكّان – وقفاً لبناء الجامع أيام المفتي الشيخ محمد توفيق خالد، كما يشير إلى ذلك د . حسّان حلاّق، فقد تمّ بناء الجامع كوقف إسلامي حسب رغبة الواقف عائشة بكّار عام 1357 هـ / 1958م في منطقة الرمل التي عُرِفَت فيما بعد باسم منطقة عائشة بكّار، لكن ما يميّز الجامع آنذاك – عدا تواضعه – أن المنطقة لم يكن فيها سوى مسجد الرمل ( ويُعرَف اليوم باسم مسجد الفاروق )، لذلك جاء بناؤه بهذه المبادرة المتواضعة في الوقت المناسب، وقد عُرِفَت المنطقة من يومها باسم " عائشة بكّار "،تيمنًّا بالسيدة التي بالكاد تظهر عيناها من وراء " الفيشة " التي تُغَطّي بها وجهها وهي تبيع الأطفال حاجاتهم، إن أبرز ما يلفت النظر هو أن مسجد عائشة بكّار إلى اليوم هو المسجد الوحيد في لبنان الذي سُمِّي باسم امرأة . اهـ .
الحمد لله،

أثناء خروجي الآن من صلاة المغرب من مسجد " الفاروق " في منطقة " الزيدانية " الملاصقة لمنطقة " عائشة بكار

لفت نظري على الباب ورقة نعي لـ " الحاجة عائشة بكار

وتذكرت مقالي هذا،

فرحم الله المرأتين ، المتوفاة قديماً والآن .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس