عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-26-2012, 12:25 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم رضوان الأثرية مشاهدة المشاركة

ما رأيكن أخواتي في هذه الأبيات

إذا ما شئت في الدارين تسعد *** فأكثر من الصلاة على محمد

وإن شئت القبول في الدعوات *** فتختم بالصلاة على محمد


فلا صوم يصح ولا صلاة *** لمن ترك الصلاة على محمد


وإن كانت ذنوبك ليس تحصى *** تكفر بالصلاة على محمد


فما تتضاعف الحسنات إلا *** بتكرار الصلاة على محمد


وعند الموت ترى أمورًا *** تسرك بالصلاة على محمد


وعند القبر تحظى بالأماني *** وترحم بالصلاة على محمد


ولا تخشى من الملكين رعبا *** إذا سألاك قل لهما محمد


رسول الله حقا اتبعنا *** وآمنا وصدقنا محمد

شكر الله لابنتي الحبيبة " أم رضوان الأثرية " والحبيبات " أم زيد " وأم سلمة السلفية " نوّر الله قلوبكنّ بالإيمان ... بفرقانٍ يفرق بين الحق والباطل وأحبتكنّ، وثبتكم الله جميعاً على العقيدة السليمـــــــة، التي لا تستسيغ مثل هذا الغلو، والتعدي في الطرح.

هذا الغلوّ وهذا التعدي سِمَة من سِماتِ الصوفية، بذريعة حبّ النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وهذه القصيدة بالإضافة إلى ركاكة الألفاظ، وما تقدمت به الأخوات الفاضلات " أم زيد " وأم سلمة الأثرية " عليها من ملاحظات، فإن بها مخالفات شرعية منها :

1. لا تتضاعف الحسنات فقط بتكرار الصلاة على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

2. لا يكفي للنجاة من فتنة القبر وإجابة الملكين بعد دفن الميت فقط قول محمد - صلى الله عليه وسلم – كما في هذه الأبيات..

إنما يسألانه : من ربك؟ ما دينك؟ ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟. وفي رواية : (وما علمك) فإن ثبته الله - تعالى - أجاب على هذه أسئلة كلها، وإلاّ فلا.

فعن البراء - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (.... فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله، فيقولان له ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله ، فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء، أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره ...) انظر : [صحيح الجامع رقم: 1676].

3. من الأدب مع رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم – الصلاة عليه كلما ذكر. وخاب وخسر من بخل بالصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم.

ومع ذلك لم يراع كاتب هذه الأبيات هذا الأدب، ولم يصل عليه - صلى الله عليه وسلم – حتى في نهاية أبياته، وهو يدعو إليها.

فعن عبد الله بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده - رضي الله عنهم أجمعين - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي) (صحيح) انظر : [كتاب صفة صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم - ص 40] . وأخرجه : [الترمذي (2 / 271)، وأحمد (1 / 201)، والطبراني في " المعجم للكبير " (جـ 1 / 292 / 1).

وعن جابر يعني ابن سمرة - رضي الله عنه - قال : صعد النبي – صلى الله عليه وسلم - المنبر، فقال : آمين آمين آمين، قال : أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام ، فقال : يا محمد ! من أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله، قل : آمين ، فقلت : آمين ، فقال : يا محمد ! من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل : آمين، فقلت : آمين، قال : ومن ذكرتَ عنده فلم يُصَلِّ عليكَ فماتَ فدخل النار فأبعده الله، قل : آمين، فقلت : آمين) (صحيح) أخرجه الطبراني. انظر: [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 2491].

4. قيل أن قائل هذه الأبيات هو : صالح محمد الجعفري، - والله تعالى أعلم - فإن صحت هذه النسبة له، فهو من غلاة الصوفية، ولد في "دنقلة" شمال السودان، في 15جمادى الآخرة عام 1328هـ -1911م، وتوفي عام 1979م، وترجع أصوله إلى"إسنا" من صعيد مصر، حيث خرج منها جدُّ أبيه إلى السودان.

كان إماما لمسجد الأزهر لمدة طويلة، له كتاب أسماه : (مفاتيح كنوز السموات والأرض المخزونة، التي أعطاها – صلى الله عليه وسلم – لشيخ الطريقة الإدريسية المصونة) وهو مليئٌ بالخرافات والخزعبلات والصلوات التي ينسبها إلى شيخه أحمد الشاذلي بأنه تلقاها عن الخضر بأمر من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبحضرته.

وكان يُعلم الطريقة الشاذلية، الإدريسية، ثم الجعفرية، ومن تلاميذه الذين تخرجوا من مدرسته :

1. محمد علوي المالكي.
2. الأستاذ الدكتور علي جمعة.
3. مسند الإسكندرية / السيد محمد بن إبراهيم بن عبد الباعث الكتاني.
4. الأستاذ الدكتور سعد سعد جاويش.
5. علي الجفري.

وهم من أعلام الصوفية، وغلاتها في أيامنا هذه.

هداهم الله ... إن الشرع قد اكتمل قبل وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وانقطع الوحي بوفاته فلا حاجة للإستدراك عليه من أحد،
فلا شرع إلا ما شرعه، ولا طريق إلا طريقه وما جاء به .

لا شاذلية، ولا رفاعية ولا جعفرية، ولا نقشبندية، ولا تيجانية، ولا دسوقية, ولا مولوية، ولا غيرها.

{وَأَنَّ هذا صِراطي مُسْتَقيماً فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقون}
[سورة الأنعام 153].

أسأل الله – تعالى - أن يردنا إلى إسلامنا وديننا رداً جميلا، فإنه واللهِ لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس