عرض مشاركة واحدة
  #112  
قديم 05-20-2012, 03:21 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

.
· كيْفَ أُعَاوِدُكَ وَهَذَا أَثَرُ فَأَسِكَ.
جاء في "مجمع الأمثال":
أَصلُ هذا المثلِ -على ما حَكَتْهُ العربُ على لسانِ الحيَّةِ- أَنَّ أَخَوينِ كانا في إِبِلٍ لهما، فأَجْدَبتْ بلادُهما، وكان بالقربِ منهما وادٍ خَصيبٌ، وفيه حيَّةٌ تَحْمِيه من كلِّ أَحدٍ،
فَقَال أَحدُهما للآخرِ: يا فلانُ، لو أَني أتيتُ هذا الواديَ المُكْلِئَ، فرَعَيْتُ فيه إِبلي، وأَصلحتُها،
فَقَال له أخوه: إِني أخاف عليك الحيَّةَ؛ أَلا ترى أنَّ أحداً لا يهبِطُ ذلك الواديَ إِلا أهلكتْهُ،
قال: فواللهِ لأَفعَلَنَّ، فهبط الوادي، ورعى به إِبلَه زماناً، ثم إِنَّ الحيَّةَ نَهَشَتْهُ فقتلتْهُ،
فَقَال أَخوه: واللهِ ما في الحياةِ بعد أَخي خيرٌ، فلأطلبَنَّ الحيةَ ولأَقتُلَنَّها، أو لأَتْبَعَنَّ أَخي، فهبط ذلك الوادي وطلب الحيَّةَ ليقتُلَها،
فقالت الحيّةُ له: أَلستَ تَرى أَنِّي قتلتُ أخاك؟ فهل لك في الصلحِ فأَدعَكَ بهذا الوادي تكون فيه، وأعْطِيَك كلَّ يومٍ ديناراً ما بقيت؟
قال: أَوَ فاعِلَةٌ أنتِ؟!
قالت: نعم!
قال: إِني أَفعلُ، فحلفَ لها وأعطاها المواثيقَ لا يضرَّها، وجعلت تُعْطِيهِ كلَّ يوم ديناراً، فكثُرَ مالُه حتى صار من أحسنِ الناس حالا، ثم إِنه تَذَكَّر أخاه فَقَال: كيف ينفعني العيشُ وأنا أَنظرُ إِلى قاتِلِ أَخي؟ فعَمَدَ إِلى فأْسٍ فأَخذها، ثم قَعَدَ لها، فمرَّت به فتَبِعها فضربها فأَخطأَها، ودخلتِ الجُحْرَ، ووقعت الفأْسُ بالجبل فوقَ جُحْرِها، فأَثَّرت فيه، فلما رأت ما فَعَلَ قطعت عنه الدينارَ، فخاف الرجلُ شَرَّها وندِمَ،
فَقَال لها: هل لك في أَنْ نتواثقَ ونعودَ إلى ما كنا عليه؟
فقالت: كيف أعاودك وهذا أثَرُ فأسِك؟!
- يُضربُ لمن لا يَفِي بالعهدِ.
.
رد مع اقتباس