عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 02-02-2017, 05:06 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

3. وشفاعة أخرى خاصة بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم – وهي : شفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب مع أنه كافر، لكنها شفاعة لا تخرجه من النار : فعن أبي وسعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذُكر عنده عمه أبو طالب فقال : (لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه) (متفق عليه). وانظر : [السلسلة الصحيحة 54]. [صحيح الجامع 5087].

وفي رواية : (ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) [أخرجه البخاري 3883] و [مسلم 209].

قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - : [وليس هذا من أجل شخصية أبي طالب، لكن من أجل ما حصل من دفاعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن أصحابه]. انظر : [شرح العقيدة الواسطية ص 397].

وأما قوله الله تعالى : {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} [سورة المدثّر 48].
فيعني : أن شفاعة الشافعين لن تنفعهم في الخروج من النار كما تنفع عصاة الموحدين في الخروج منها.

الثانية : الشفاعة العامة في الدنيا والآخرة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ولسائر النبيين يشفعون لعصاة أقوامهم، والصديقين يشفعون في عصاة أقاربهم وغيرهم من المؤمنين والصالحين كما سيأتي بإذن الله - تعالى -.

(‌لكل نبي دعوة مستجابة فتعجَّل كل نبي دعوته، وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا) (مسلم والترمذي وابن ماجه) [صحيح الجامع رقم 5176].

وشفاعة رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا بدعائه للمؤمنين بالمغفرة والرحمة والصلاة على جنائزهم، فإنه من لازِمِ ذلك، أن لا يدخل النار.


يُتبَع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس