عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 04-01-2021, 04:42 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اللِّقـاء العاشِر
(18 شعبان 1441هـ)




1. السُّؤال:
عن حذيفة بن اليمان قال: «تكون فتنةٌ تَعرُج عقولُ الرِّجالِ حتَّى لا تكاد ترَى رجلًا عاقِلًا»؛ هل له حُكم الرَّفع؟
الجواب:
يقول العلماء: التَّأويلُ فرعُ التَّصحيحِ؛ أيْ: ما فائدة أن تشرَحَ حديثًا أو أن تبنيَ عليه حكمًا، وهو -ابتداءً-: لا يصحُّ.
فهذا لا يصحُّ مرفوعًا ولا موقوفًا، لا عن حذيفةَ ولا عن النبيِّ ﷺ، وهو من مفاريدِ نُعيم بن حمَّاد في كتابِه «الفِتَن». ولو صحَّ الأثرُ؛ ليس فيه حكم الرَّفْع؛ لاحتمالِ الاجتهادِ، والفِتَن -دائمًا- تذهبُ بعقولِ الرِّجالِ -هكذا الفِتَن-؛ لذلك ورد عن الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- في الحديث الصَّحيح -عندما ذكَر بعض الفتن- ذكَر الناس فيها؛ قال: «عقولُهم هَبَاءٌ»؛ يعني: لا وزنَ لها، ولا حقيقةَ لوجودِها.

2. السُّؤال:
هل هناك دليل على استحبابِ بدء الطَّعام باللَّبن؟ وهنالك مَن يقول: (نبدأ بطعام أهل الجنَّة)؛ فما صحَّة هذا الكلام؟
الجواب:
هذا كلام غير صحيح، لا دليل على أن اللَّبن ..[انقطاع!]..
..ورد فيهما فضل الاستِغناء بهما عن غيرِهما والكفاية؛ لكن أنهما طعام أهل الجنَّة؛ فهذا ما لم يصح، أو لم يثبت عن النَّبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.

3. السُّؤال:
هل مَن يموت في حوادث السَّيارات داخل في قول النَّبي ﷺ: «من صُرعَ عن دابَّته؛ فهو شهيد»؟
الجواب:
موضوع حوادث السَّيارات -الحقيقة- مختلف؛ لأنه قد يكون هو الْمُتسبِّب، قد يكون هو ليس الْمُتسبِّب -يعني: أن غيره تسبب بالحادث؛ فيموت-أو ما أشبه-.
فمن لم يكن متسبِّبًا -وإنَّما السَّبب مِن غيره ومات-؛ نرجو الله أن يدخلَ في هذا المعنى، نرجو الله رجاءً، ولا نستطيع الجزم بذلك.

4. السُّؤال:
ما أخبار شرحِكم الْمُوسَّع على «المنظومة البيقونيَّة»؟
الجواب:
الحقيقة: هذا كان من المشاريع القديمة التي صَرفتُ النَّظر عنها، مع أنني كتبت قسمًا -لا أقول طويلًا-؛ لأنني -بعد ذلك- حقَّقت «الباعث الحثيث»، وحققت «طراز البيقونيَّة»، و«النُّكت على نُزهة النَّظر».. عدَّة كتب في علوم الحديث تُغني عن هذا الشَّرح الكبير للبيقونيَّة.
والشَّرح الصَّغير، وهو -بالمناسبة-لمن لا يعلم-: هو أوَّل كتابٍ نُشر لي سنة (1982)، أوَّل كتاب نُشر لي هو كتاب «شرح المنظومة البيقونيَّة».

5. السُّؤال:
لو تكرمتم ما حكم تنبيه النَّاس بالقيام بالتَّدابير الوقائيَّة -من الفايروس الذي انتشر-؛ وذلك من خلال مكبرات الصَّوت الموجودة بالمسجد بعد كل أذان -مع العلم أن الأمر جاء من المسؤولين في البلد-؟
الجواب:
مادام الأمر جاء من المسؤولين في البلد -أخي الكريم-؛ فحينئذٍ: لا نستطيع إلا أن نقول: ليس بيدنا شيء في ذلك..
المسؤولون هم المسؤولون، ما معنى مسؤول؟ هو مسؤول عند الله -عزَّ وجلَّ- نتيجة هذا الأمر، وبخاصَّة أن المساجد -الآن- لا تُقام فيها الصَّلوات -في أكثر البلدان-بسبب النَّهي عن الاجتماع الذي قد يُسبِّب العدوى وانتقال الأمراض-.
فحتى هذا النَّظر مقبول؛ لأن النَّاس تَنتظر الأذان -لتعرف الأوقات-، بعد انتهاء الأذان -مثلًا- بوقت مُناسب؛ حتى يُعلم أن هذا الكلام ليس له علاقة بالأذان؛ لا بأس -بأسلوب خفيف، وكلام لطيف- أن يُضاف ذلك إلى السَّماعة، أو أن يُذكر ذلك في السَّماعات.

6. السُّؤال:
هل ممكن أن يكون الحديثُ صحيحًا سندًا، وضعيفًا مَتنًا؟
الجواب:
الحقيقة؛ هذا لا يكون صحيحًا سندًا.
كلُّ ضعف في المتن مَرَدُّه إلى السَّند؛ لأن السَّند رُواة، حتى الرَّاوي الثِّقة قد يُخطئ؛ لكن فرق بين أن ندَّعي عليه الخطأ، وبين أن نَرميَه بالخطأ، وبين أن يكون -فعلًا- مُخطئًا.
هذا يحتاج إلى علم وإلى معرفة قويَّة في العلم الشَّرعي، لا أن تُلقى جزافًا وارتجالًا؛ لمجرَّد أي وارِدٍ من شُبهة أو إشكالٍ عقليٍّ على هذا الحديث أو ذاك -كما نراه-اليوم-من بعض الذين تصدَّروا العلم-وهم ليسوا أهلًا للتَّصدُّر!

7. السؤال:
نريد كلمة حول التَّفسير المقارَن؟
الجواب:
(التَّفسير المقارَن) من حيث المنهجية قريب من معنى (الفِقه المقارَن) مِن حيث المنهجية -ذاتُها-؛ بمعنى: أن صاحب التَّفسير المقارن يَنقل أقوال مفسِّرين ويناقشُها -بمعنى: أنَّه يَنقلها ويُناقشها-، ثم يُرجِّح حسب الأدلَّة - القُرآن بالقرآن، القرآن بالسُّنَّة، ثم أقوال السَّلف الصَّالح، ثم المعقول-، لا أن يقدَّم المعقول على المأثور -كما [..انقطاع..] فلان وعلان-ممَّن فهموا التَّفسير فهمًا عكسيًّا، وفهموا نصوص القرآن والسُّنَّة فهمًا عكسيًّا-للأسف الشَّديد-!
هذا خلاصة ما يُذكر فيما يُسمى (التَّفسير المقارَن).
مع أنَّني -من باب الأمانة العلميَّة-: [..انقطاع..] مصطلح (التَّفسير المقارَن) مصطلحًا شائعًا بين علماء التَّفسير، وليس مصطلحًا رائجًا بينهم، يجب أن نتَّبع طرائق أهل العِلمِ من المفسِّرين في مثل هذا -حتى في مثل هذه الاصطلاحات-.
والله -تعالى- أعلم.

8. السؤال:
رجل حَلَف يَمينَ طَلاق، وعنده أربع نساء، ولم يحدِّد أي زوجة على مَن يقع؟
الجواب:
ابتداء: يجب أن نعلم: هل اليمين -ابتداءً- نافِذ؟ يعني: قاله مُدرِكًا ما يقوله، أم أنه قاله بِغير وعي؟ هذه مسألة.
فلنفرض أنه قاله واعيًا -حلف هذا اليمين-، نسأله: هل حدَّدتَ؟ السُّؤال يَقول: (لم يُحدِّد)؛ لكن: أحيانًا قد يُظن أن التَّحديد المقصود به اللَّفظ [..انقطاع..] حتى النِّيَّة، هل حدَّدت بالنِّيَّة؟ فإذا حدَّد بالنيَّة حتى بالنِّيَّة، نقول له: وقع الطلاق على هذه المرأة التي أنت [..انقطاع..].
فإذا لم يُحدِّد واحدة منهنَّ -والعياذ بالله- يَطلُقْن -جميعًا-؛ هذا ما نصَّ عليه الفقهاء -مِن باب الاحتياط في الفروجِ-.
الآن: هل هي طلقة أولى.. طلقة ثانية.. طلقة ثالثة..؛ هذا بحسب الوقائع، وبحسب الأحوال.
والله -تعالى- أعلى واعلم.

9. السُّؤال:
بماذا تتحقَّق المأموميَّة بين الإمام والمأموم؟.. لا بُد من إدراك آخر رُكوع؟
الجواب:
[...تقطُّع في التَّسجيل...] لم يُدرك معه إلا الهيئة؛ فإنه أدرك الركعة، المهم أن يطمئنَّ راكعًا، أدرك الرَّكعة.
السُّؤال -فيما يبدو- أنَّه يُقصد به الرَّكعة الأخيرة.
نقول: هنالك فرق بين إدراك الرَّكعة من الصَّلاة، وإدراك فضل صلاة الجماعة، فمن أدرك الإمامَ ولو في التَّشهُّد الأخير، ولو قبل السَّلام؛ نرجو أن يكون قد أدرك فضلَ الجماعة، خاصَّة إذا كان حريصًا لم يكن مُتساهلًا ومتهاونًا؛ لأن بعض النَّاس قد تتهاون!

10. السُّؤال:
ما أفضل طبعة لـ«صحيح الْبُخاري» و«صحيح مسلم»؟
الجواب:
طبعاتُ «الصَّحيحَين» كثيرةٌ؛ لكنْ: أجودُها هي الطَّبعات الحديثة التي قامت عليها (دارُ التَّأصيل) بإشراف فضيلة الأستاذ الشَّيخ الأخ الكبير أبي أسامة عبدِ الرَّحمن بن عبد الله بن عَقيل -حفظه الله ورعاه-، فقد بذَل جهدَه ومالَه ووقتَه للقيام بهذه الجهود المباركة؛ خدمةً لكتب الحديثِ، وقد وفَّقه الله في ذلك توفيقًا -نظنُّه-إن شاء الله- عظيمًا-وعظيمًا جدًّا-؛ فجزاه اللهُ -تعالى- خيرًا.

11. السُّؤال:
هل سبق وأن عُلِّقت التَّراوايح في المساجد؟
الجواب:
..إذا عُلِّقت صلوات الفرائض في المساجدِ؛ فمن بابِ أَوْلَى أن تكون -هنالك- تعليق لصلاة التَّراويح؛ صلاة التَّروايح سُنَّة -ليست فرضًا-.
وفي الأوبئة وفي الحروب وو...إلخ.. -أحيانًا-: كانت المساجد تغلَق، وهذا مذكور في كتب التَّاريخ، مذكور في مواضعَ لا أريد أن أقولَ: كثيرة؛ ولكن أقول: ليست قليلة.
وإضافة إلى شيء آخر -وقد ذكرناه في مجلس سابق-: أنَّ الأمر -في هذا البابِ- يتعلَّق بالأوبئة وأنواعها وأصنافها، فقد أخبرنا النبيُّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّ في الزمن الآخِر ستكون أوبئة أو أمراض لا تُعرَف فيمَن كان قبلكم.
فحينئذ: القضيَّة لا يجوز أن نقايسَ فيها الأمور مقايسةً دون الرُّجوع إلى أهل التَّخصُّص والمسؤولية وأولياء الأمور -وما أشبه ذلك-.

12. السُّؤال:
هنالك من يطعن بالشَّيخ الألبانيِّ في الحديث؛ مُعتمدًا على قول ابن عُثيمين -فيه-: (دائمًا ما يتساهل بالتَّصحيح والتَّضعيف)؟
الجواب: [انقطاع كثير في الجواب]
هذان عالمان من أئمَّتِنا وعلمائنا وكبرائنا [..انقطاع..].
الشَّيخ ابن عثيمين -أستطيع أن أقول- إمام، وهو فقيه هذا العصر؛ لكنَّه في الحديث هو وغيره، ولا أَزيد -مع كلِّ الاحترام والتَّقدير والتَّبجيل-.
وما قلناه في الشَّيخ ابن عثيمين في الحديث نقولُه في [الشَّيخ الألباني] في الفقه.
الشَّيخ الألبانيُّ ألمعيَّتُه الكبرى في الحديث، وإن كان في الفِقه هو وغيره..
وهذا لا يعني أنَّه كما يطعن بعض النَّاس طعنًا آخَر؛ فيقولون: (الشَّيخ الألباني مُحدِّث وليس بِفقيه)! هذا غير صحيح.
الشَّيخ الألباني مُحدِّث وفَقيه [..انقطاع..] أبو الوفاء ابن عقيل طَعْنَ بعضِ النَّابتة بالإمامِ أحمد أنَّه (محدِّث ليس بِفقيه)! وهذه دندنة معروفة يُطعن فيها أهل الحديث -دائمًا وأبدًا-!
فهذا كلام غير صحيح، وغير مقبول!
الشَّيخ الألبانيُّ يجري على أصول وقواعد وضوابط؛ لكنَّه [في النهاية] بَشر قد يُخطئ، قد يُستدرَك عليه، قد يَستدرِك على نفسه قد يتراجَع قد يفوتُه هكذا البشَر ليس مِن الشَّيخ الألبانيِّ! مِن قبل الشَّيخ الألبانيِّ، ومَن هم أعظم مِن الشَّيخ الألبانيِّ[..انقطاع..]؛ ولكن نقول: الشَّيخ الألبانيُّ مُنضبِط ومُعتدِل؛ لكنَّه يُخطئ ويُصيب -كسائر البَشر-.
هذه نقطة مهمَّة جدًّا [مع احترامي الشَّديد] للشَّيخ أبي عبد الله محمَّد بن صالح الْعُثيمين -رحمهُ اللهُ-تعالى-.

13. السُّؤال:
ما حكم صلاة المأموم خلف إمام [..انقطاع..] ناسيًا ؟
الجواب:
صلاة المأمومين صحيحة، وحينئذٍ: هذا مما تنفكُّ فيه صلاة المأموم عن صلاة الإمام.
بعض النَّاس يقول: واللهِ؛ أنا انتبهتُ، فأريد أن أنبِّه النَّاس!
نقول له: لا تُنبِّه النَّاس، أنتَ تُعيدُ صلاتَك.. لأن الآخَرين أتَوا بالصَّلاة كاملة، وأنتَ ناسٍ «رُفع عن أمَّتي الخطأ والنِّسيان»، ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾.
هذا طبعًا فيه رفعُ الإثم، وليس فيه رفعُ الْفِعل، فالفعلُ يجبُ عليه أن يَرجعَ ويُعيده.

14. السُّؤال:
ما قولُكم في جماعة التَّبليغ، والخروج الذي يقومون به؟
الجواب:
الحقيقة للإنصاف: جماعة التَّبليغ لها جهد جبَّار وعظيم -جدًّا-؛ لكنَّ هذا الجهد الجبَّار والعظيم -جدًّا- يَنقصه أمران مهمَّان:
الأمر الأوَّل: العِلم؛ أن يتعلَّموا، ويتفقَّهوا في الدِّين، ولا يكون -فقط- عندهم ما يُسمَّى بـ(علم الفضائل) دون (علم المسائل)، وأنا أقول: لم يأتِ علمُ الفضائل إلا مِن أجل عِلم المسائل!
فهذه غريبة عجيبة!
والأمر الثَّاني: الاهتمام في الاعتِقاد -العقيدة والتَّوحيد-؛ لأنَّنا نرى بينهم مَن هُم خليط -في هذا الباب-.
فجُهودهم الجبَّارة إذا أرادوا أن يُكلِّلوها بالنَّجاح -أكثر وأكثر-، وبالتَّأثير -أكبر و أكبر-:
فليتعلَّموا العلمَ الشَّرعيَّ النَّقيَّ الصَّحيح، القائم على منهج السَّلف الصَّالح -في الفهم والمنهج والدَّليل والبرهان-.
الأمر الثَّاني: العقيدة والتَّوحيد؛ العقيدة والتَّوحيد هما أساس الدِّين، ورأس مال المسلمين.

15. السُّؤال:
ماذا تقول في... أبو عرفة الذي يَطعن في العلماء -في ابن باز والعُثيمين-؟
الجواب:
يكفي طعنُه بهذين الإمامين -وهو يَطعن بِشَيخ الإسلام ابن تيميَّة-أيضًا-، وبقائمة طويلة مِن أهل العلم!-.. يكفي أنه يَطعن بهؤلاء الأئمَّة حتى يُسقط نفسَه! نعم؛ «مَنْ عادَى لي وَلِيًّا؛ فَقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ».
فلْيتَّقِ الله -هو وكلُّ مَن يشدُّ على يده، أو...، أو يَراه أهلًا للعِلم أو التَّعلُّم أو التَّعليم-.
مَن يَطعن في أئمَّة العلم الرَّبَّانيِّين المشهود لهم؛ هذا ليس ثِقة، وليس أهلًا للعلم.
ونحن ننصح الرَّجل أن يُراجع نفسَه، وأن يتَّقي الله ربَّه.
نعم؛ هؤلاء العُلماء بَشَر، ليست مشكلتنا في كونهم بشرًا؛ البشر كلُّهم -من عالم وغير عالم- يُخطِئون ويُصيبون -كما قال الإمام مالك -رحمه الله-: «ما منَّا إلَّا رادٌّ ومَردودٌ عليه؛ إلَّا النبيّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-».
فالقضيَّة في الطَّعن وليس في النقد العلميّ، ثم النَّقد العِلميُّ يحتاج مَن هو أهل له، والرَّجل ليس أهلًا لذلك!
الرَّجل أوتي لسانًا، وأوتي كلامًا؛ لكنْ: لم يُؤتَ العلم النَّقيَّ الذي يُعرِّفُه قَدْرَ نفسِه بجنب هؤلاء العلماء والأئمَّة.

16. السُّؤال:
هل يجوز طرد بعض القَرابة مِن دخول البيت -في مثل هذه الأيَّام-؟
الجواب:
لماذا تَطرد؟! نحن لا نقول بالطرد!
لو أنَّك استقبلتَهم دون الاختلاط، مع المباعدة، ودون المس -يعني؛ أن يَمسَّ بعضَكم بعضًا،والتَّقبيل والمعانقة- أولى مِن أن تَطردَهم.
ولو أنَّك خفَّفت الوقت -في الجلوس معهم-؛ قلت: واللهِ؛ أنا عندي ظرف معين -أو كذا-؛ فهذا -حينئذٍ- جمعٌ بين الخيرين.
أمَّا أن تَطردهم: قد لا يَفهمون الطَّرد على الوجه الصَّحيح؛ فيُسيئون فَهمَك وفهمَ ما أنت فيه.

17. السُّؤال:
هل صلاة الجنائز مع انتشار فايروس كورونا نجتمع، ونضع القدم بالقدم، والكتف بالكتف، ونُصلِّي على الجنائز؟ أم يكون بين الشَّخص والشَّخص الآخَر مسافة؟
الجواب:
ابتداء: نقول: الأصلُ عدم الإكثار من النَّاس -في هذه الأيام- والاجتماعات.
فهنالك؛ لو أن أحدًا قام بِشيء قليل، لو أن الجنازة أقيمت بعدد قليل من النَّاس -أربعة أشخاص، أو خمسة أشخاص-، وكانوا بِهيئتِهم المعتادة؛ إن شاء الله هذا لا يؤثر؛ لكن: إذا طال الأمر، أو كثر الناس؛ هنا التَّأثير فنحن لا نُشدِّد على أنفسِنا، ولا نتوسَّع في الأمور، و(دين الله [بين الغالي فيه] والجافي عنه).

18. السُّؤال:
رجل مُقيم في بريطانيا، ويعمل سائق باص عُمومي، ويحين نوبة عملِه [..انقطاع..] قبل صلاة المغرب، ولا ينتهي من نوبتِه إلا بعد صلاةِ العشاء، فكيف يُصلي -علمًا أنَّه لا يُسمح له بترك خطِّ الباص أثناء عمله-؟
الجواب:
إذا [..انقطاع..] صلاة المغرب -فقط- والعشاء؛ فحينئذٍ: عليه أن يَجمع.
لكن؛ مع ذلك: الحريص يُحاول أن يُصليَ كلَّ صلاةٍ في وقتِها، ولو اضطرَّه ذلك إلى أن يبحث عن عملٍ آخر، والضَّرورة تُقدَّر بقدرها.
أمَّا أن تكون أوقات الصَّلوات -بسبب عملِه- أربعة أوقات -ليست خمسة أوقات-؛ فهذا: لا يجوز.
الجمع بين الصَّلاتين إنما هو للضَّرورة ..[..تقطُّع..] ..

19. السُّؤال:
نريد منكم كلمةً حول مخاوف النَّاس على أرزاقهم وأعمالهم في ظل توقُّف الحياة -هذه الأيَّام-، وبخاصَّة مَن يعتمد على نظام اليوميَّة -وقد يطول الحال-.
الجواب:
النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- يقول: «إنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا وأَجَلَهَا»، ويقول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: «إنَّ الرِّزقَ لَيَطْلُبُ العَبْدَ أَكْثَرَ مِمَّا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ»، فكُنْ على يقينٍ -أيُّها المسلم- أنَّ رزقك المكتوبَ لك لا بُدَّ أن تأخذَه وأن تنالَه وأن ينالَك، حتَّى لو كنت تقول: أنا لا أشتغل -وكنت أشتغل وأعمل-، لو أنَّ العمل موجودٌ والوضع كما هو، ولم يَكتب الله لك رزقًا -ذلك اليوم-؛ لما نِلتَ هذا الرزق؛ لأنَّ الله هو الرزَّاق، ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ - مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ - إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾.

20. السُّؤال:
ابني البالغ من العمر أحد عشر عامًا يقودُ الصَّلاة [يعني: يؤمُّه في الصَّلاة] -لأنه يحفظ نصفَ القرآن-، واليوم في صلاة الفجر كنت أقف بجانبه، وشممت شيئًا [بإخراج الرِّيح]، وبعد الصَّلاة سألتُه [يعني: سأل ولدَه] ونفَى، فلم أقم بإعادة الصَّلاة، وكنا اثنين -فقط- في الصَّف، هل أكرِّر الصلاة؟
الجواب:
لا؛ لا تُكرِّر الصَّلاة، وإذا كان -هنالك- مِن خلل فعليه -لا عليك-، فكيف إذا أنت قد سألتَه ونفَى، وهو يبدو أنَّه ذو ذهن ذكي -ما شاء الله؛ وإلّا لما نفى، وهو يعرف -نفسَه- يؤم الصَّلاة، ولا بُد أن يَعرف -ولو أحكام الصَّلاة، وفقه الصَّلاة بشكل عامّ-.

21. السُّؤال:
بعضُ إخواننا يَذكرون جواز بثِّ القرآن الكريم على المآذن من باب إغاظة العلمانيِّين الذين فرحوا بتعطيل بعض الشَّعائر الدِّينيَّة -كالعمرة وصلاة الجُمُعة والجماعة-؛ فهل تخريجهم هذا صحيح؟
الجواب:
هذا غير صحيح؛ لأنَّ هؤلاء يَغتاظون بالأذان! فيَكفيهم أن يَغتاظوا بالأذان المشروع حتى نأتي لهم بشيء غير مشروع -ولو ازداد غيظهم في ذلك-.
نحن نحرص على الاتِّباع؛ كما قال الإمام الشَّافعي -رحمه الله-فيما نقله عنه الحافظ ابنُ الحجر-في «فتح الباري»- قال: «إنَّما نتّبع السُّنَّة فعلًا وتركًا»؛ فنفعل ما فعله الرَّسول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-، ونترك ما تركه الرَّسول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-.

22. السُّؤال:
حكم تصوير الفقراء والمحتاجين عند إعطائهم للصَّدقات؛ قصد تشجيع الأغنياء على العطاء والإنفاق؟
الجواب:
أنا أقول: لا مانع من ذلك؛ بِشَرطَين:
الشَّرط الأوَّل: أن لا يُنشَر مثل هذا على الملأ؛ لأنَّ من النَّاس مَن قد يكون من الأُسَر العفيفة، النَّاس تظنُّها ذات شأن -من حيث المال- وهو لا يكون كذلك؛ لماذا نوسِّع الخَرق على الرَّاقع؟
والشَّرط الثَّاني: أن يكون الْمُصوِّر قد رتَّب الأمر -بطريقة أو بأخرى-: أن لا تُرى الوجوه؛ نحن لا يهمُّنا مَن أعطينا، يهمُّنا أنَّنا أعطَينا، وأن الأمر حصل فيه مثل هذا العطاء -ولله الحمد- الذي يُشجِّع الأغنياء على أن أموالهم مأمونة -وما أشبه ذلك-.
يستطيع الذي أكرمه الله بتوزيع المال أن يجعل النَّاس -إذا جاءته- يأتونه بطريقة لا تظهَر وجوهُهم في التَّصاوير، حينئذٍ: نجمع بين المصلحة ودرء المفسدة.




انتهى اللِّقـاء العاشِر
رد مع اقتباس