سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
كيف نجمع بين قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين » وبين قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « ثم يطوي الأرضين السبع ثم يأخذهن بشماله » ؟
فأجاب بقوله :
كلمة "بشماله" اختلف فيها الرواة : فمنهم من أثبتها ، ومنهم من أنكرها ، وقال : لا تصح عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأصل هذه التخطئة هو ما ثبت في صحيح مسلم أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : « المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين » ، وهذا يقتضي أنه ليس هناك يد يمين ويد شمال .
ولكن قد روى مسلم في صحيحه إثبات الشمال لله تعالى فإذا كانت محفوظة فهي عندي لا تنافي « كلتا يديه يمين » لأن المعنى أن اليد الأخرى ليست كيد الشمال بالنسبة للمخلوق ناقصة عن اليد اليمنى ، فقال : « كلتا يديه يمين » أي ليس فيهما نقص . فلما كان الوهم ربما يذهب إلى أن إثبات الشمال يعني النقص في هذه اليد دون الأخرى قال : « كلتا يديه يمين » ويؤيده قوله : « المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن » فإن المقصود بيان فضلهم ومرتبتهم وأنهم على يمين الرحمن سبحانه .
وعلى كل فإن يديه سبحانه اثنتان بلا شك ، وكل واحدة غير الأخرى وإذا وصفنا اليد الأخرى بالشمال فليس المراد أنها أنقص من اليد اليمنى بل كلتا يديه يمين .
والواجب علينا أن نقول : إن ثبتت عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نؤمن بها ، وإن لم تثبت فنقول : كلتا يديه يمين ."
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المجلد الأول رقم الفتوى(75) (1-164)
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
|