عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-10-2013, 05:59 AM
محمد رشيد محمد رشيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 608
افتراضي تطويقُ الاتّباع بأصول ربّانيّة في الاجتماع

قال اللهُ تعالى: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)) (سورةُ الكهف: 28).
فِيهَا مِنَ الفَوَائِدِ في البَابِ:

أوّلاً: البيانُ الأتمُّ لأَفضلِ صُحبةٍ يَحرِصُ عيها المُؤمنُ, وأَكمَلِها وأحسَنِها.
ثانيَاً: مِن أوصَافِها؛ قيَّامُهُم على عُبُوديَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ في عامَّةِ أحوالِهِم؛ من ذِكرٍ وصلاةٍ وتِلاوَةٍ ونحوها.
ثالثاً: ومنها؛ أنَّهم لم يُعلَمْ فِيهِم إرادَةُ زينَةِ الحياةِ الدُّنيا, وهو وَصفٌ لا يَنفي عنهُم تَحصِيلَ ما لا بُدَّ مِنهُ مِنها؛ مِمَّا بِهِ قِوامُ العَيشِ, ويَسلمُ بِهِ دينُهُم مِنَ النَّظَرِ لِغَيرِ اللهِ.
رابِعاً: ومِنها؛ أنَّهُم يَجمعُهُم ذلك.
خامِساً: وُجوبُ تحرِّي هذه الصُّحبَةِ والبَحثِ عَنهَا, ثُمَّ السَّعيِ إلَيهَا؛ إذْ مَا لَا يَتِمُّ الواجِبُ إلَّا بِهِ فَهُوَ واجِبٌ.
سادساً: إذا كانَ هذا يَجِبُ على الشَّيخِ مَعَ طُلَّابِهِ؛ فَكَيفَ بالطَّالِبِ مَعَ إخوانِهِ, ثُمَّ الطَّالِبِ مَعَ شَيخِهِ؛ فإنَّهُ أحوَجُ إليهِم منهُ إليهم ؟!
سابعاً: إذا كانَ يجِبُ على الشَّيخِ أنْ يُصَابِرَ نفسَهُ معَهُم, فهَلْ يَجوزُ لَهُ بعدُ أَنْ يُقِيمَ أسباباً تُفَرِّقُهُم عَنْهُ, وتُنَفِّرهُم مِنهُ ؟!
ثامِنَاً: اللَّائقُ المُُستقيمُ معَ الآيَةِ قيَّامُ أسبابِ الصَّبرِ في الطُّلابِ أَكثَرُ مِن قِيَّامِها في شَيْخِهِم, وليسَ العكس, واللّهُ أعلم.
رد مع اقتباس