عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-28-2011, 03:18 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

* الوقوفُ بعَرَفة:
وبعدَ الخُطبةِ والصَّلاةِ:
- ينطلقُ إلى عرفةَ، فيقفُ عند الصَّخراتِ -أسفل جبل الرَّحمة-إن تيسَّر-؛ وإلا فقد قال رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «وقفتُ ها هُنا وعرفةُ كلُّها موقفٌ».
- ويستحبُّ استقبالُ القِبلةِ وجبلِ الرَّحمةِ -إن تيسَّر ذلك-، فإن لم يتيسَّر استِقبالُهما؛ استقبلَ القِبلةَ -وإن كان الجبلُ خلفَه-.
ولا يُشرعُ صُعودُ جبل الرَّحمةِ إجماعًا، ولا الصلاةُ عنده؛ لأن رسولَ الله -صلى اللهُ عليه وسلَّم- لم يصعدْهُ ولم يأمرْ بِصُعودِه؛ وإنَّما يفعل ذلك الجهلةُ؛ فينبغي أن يُعلَّمُوا السُّنَّة.
- ويرفع يدَيهِ فيدعو، ويتضرَّع إلى الله -تَعالى-، وإن لبَّى، أو قرأ شيئًا من القرآنِ؛ فحسنٌ.
وأمَّا الدعاءُ الجَماعيُّ؛ فلا أصلَ له، والأحوطُ تركُه؛ لأنه لم يُنقل عن النبيِّ -صلى اللهُ عليه وسلَّم- وأصحابِه؛ لكن: لو دعا إنسانٌ في جماعةٍ وأمَّنوا على دُعائِه فلا بأسَ.
- يُسنُّ أن يُكثِرَ مِن التَّهليل؛ فإنه خيرُ ما قيل يومَ عرفة؛ لقولِه -صلى اللهُ عليه وسلَّم-: «أفضلُ ما قلتُ أنا والنَّبيُّونَ عشيَّةَ يومِ عرفةَ: لا إلهَ إلا اللهُ، وحدهُ لا شريكَ له، لهُ المُلكُ، ولهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ».
- ويزيدُ في التلبيةِ -أحيانًا-: «إنَّما الخيرُ خيرُ الآخرة»؛ لقولِ ابن عبَّاسٍ -رضي اللهُ عنهُما-: إن رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- وقف بعرفاتٍ، فلما قال: «لبَّيك اللهمَّ لبَّيكَ»، قال: «إنَّما الخيرُ خيرُ الآخرةِ» -رواه الطبرانيُّ في «الأوسط»-.
- والسُّنَّة للواقفِ بعرفةَ أن لا يصومَ هذا اليومَ؛ تأسِّيًا به -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
- ولا يزالُ هكذا إلى أن تغربَ الشَّمسُ: ذاكرًا، مُلبيًّا، داعيًا، راجيًا مِن الله أن يجعلَه من عُتقائِه الذين يُباهي بهم الملائكةَ؛ كما في الحديث: «ما مِن يومٍ أكثرَ مِن أن يُعتق اللهُ فيه عبدًا مِن النارِ مِن يومِ عرفة، وإنَّه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةَ، فيقول: ما أرادَ هؤلاء».
وقال -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-كما في حديثِ ابن عمرَ-رضي الله عنهُما-: «وأما وُقوفُك عشيةَ عرفة؛ فإن اللهَ يهبطُ إلى سماء الدُّنيا فيُباهي بكم الملائكةَ، يقول: عبادي جاؤوني شُعثًا من كل فجٍّ عميقٍ، يَرجون رحمتي، فلو كانت ذُنوبُكم كعددِ الرَّمل، أو كقطرِ المطر، أو كزبدِ البحر؛ لغفرتُها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم، ولمن شفعتُم له» -رواهُ الطَّبراني في «الكبير»، والبزَّار، وابنُ حبَّان، وهو في «صحيح التَّرغيب» للعلامة الألباني-.
- فإذا غربت الشَّمس انصرفُوا إلى مُزدلفةَ بسكينةٍ ووقارٍ، وأكثَروا من التَّلبيةِ، وأسرعُوا في المتَّسع.
- ولا يجوزُ الانصرافُ قبل الغُروبِ؛ لأنَّه -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- وقفَ حتَّى غربت الشَّمسُ، وقال: «لتأخُذوا مناسِكَكُم؛ فإني لا أدري لعلِّي لا أحجُّ بعد حجَّتي هذه».
* تنبيهاتٌ:
- المُرادُ بالوُقوفِ بِعرَفةَ: أن يكونَ بها وقتَ الوُقوف -ولو لحظةً-، أو مارًّا، أو نائمًا، أو قاعدًا، ولا يلزمُ الوقوفُ على قدمَيه، وقد وقف -صلى اللهُ عليه وسلَّم- راكبًا.
- ويجب على الواقفِ بعَرَفةَ أن يتأكَّد مِن حُدودِها -وقد نُصبتْ عليها علامات-؛ لئلَّا يقفَ خارج حدودِ عرفة؛ فلا يصحُّ حجُّه.
- ويمتد وقتُ الوُقوفِ بعرفةَ إلى طُلوع الفجرِ يوم العيد -لحديث عُروة بن المضرِّس-رضي اللهُ عنهُ-، فإذا طلع فجرُ يوم العيدِ قبل أن يقفَ بِعرفةَ؛ فقد فاته الحجُّ، فإن كان اشترطَ عند إحرامه؛ حلَّ ولا شيءَ عليه، وإن لم يكنِ اشترطَ تحلَّل بِعُمرةٍ، وإن كان معهُ هديٌ ذبحهُ، ويقضي من قابلٍ ويُهدي، فإن لم يجدْ هديًا؛ صام عشرة أيَّامٍ: ثلاثةً في الحج وسبعةً إذا رجع لأهله.
واختارَ ابنُ بازٍ -غفر اللهُ له- عدمَ وُجوب القضاء مِن قابلٍ؛ إلا إذا لم يقضِ حجَّة الإسلامِ بعدُ.
- وأمَّا أول وقت الوُقوفِ بعرفةَ؛ فمِن طُلوع فجر يوم عرفةَ -لحديث: «وقد وقفَ بِعرفةَ ليلًا أو نهارًا؛ فقد تمَّ حجُّه»- والأحوطُ أن يكون بعد الزَّوال.
- ومن وقف نهارًا وانصرف قبل غُروب الشَّمس؛ فعليهِ دمٌ إن لم يَعُد إلى عرفةَ ليلةَ النَّحر.
- ومن لم يَصِل عرفة إلا ليلةَ العِيد، وقفَ وأجزأهُ، ولو مُرورًا بها، ثم يدفع إلى مُزدَلفة.
- وإذا كان الوقوفُ بعرفةَ في يوم جمعةٍ؛ فقد اجتمعَ عيدان، وقد زعم بعضُ النَّاس أنها تعدِل سبعين حجَّة، أو اثنتين وسبعين حجَّة؛ وليس هذا بصحيح.



يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس