عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 06-14-2010, 06:14 AM
أم رضوان الأثرية أم رضوان الأثرية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 2,087
افتراضي

سادسا: قولهم: لا حول لله يا رب:

وهذه كغيرها من العبارات التي ترددها العامة من دون أدنى تفكر بمعناها، فبالتدقيق في هذه العبارة يتبين لنا أن معنى الحول: الحركة والقوة، فعندما تقول: لا حول لله، فكأنك ــ والعياذ بالله ــ تقول: لا قوة لله.

ونحو هذه العبارة في الخطأ قولهم: "لا حول ولا، لا حول الله يا رب"، والأجدر بالمسلم أن تكون عباراته نابعة عن الشرع الحكيم، فالصواب أن تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها كنز من كنوز الجنّة ــ جعلنا الله وإياك من أهلها ــ.

سابعا: قولهم: الله يظلم اللي ظلمني:
ويكفي في بيان شناعة هذه اللفظة قوله ـ عزّ وجل ـ: {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [آل عمران : 117]، وقوله ـ عزّ وجل ـ: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف : 49]، وقوله ـ تبارك وتعالى ـ: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت : 46].

وقريب من العبارة السابقة قول العامة:
"الله لا يحسدك، الله يحسد اللي حسدني".

ثامنا: قولهم: انتقل إلى مثواه الأخير:

وهذه عبارة باطلة، لا يجوز التلفظ بها، ولا كتابتها؛ فهي تتضمن إنكار البعث والمعاد، وحصر الدُّور في دار الدنيا، والبرزخ، دون الدار الآخرة.

قال العلامة ابن عثيمين في "مجموع الفتاوي"(3/133)، وقد سئل عن هذه العبارة؛ فأجاب قائلا: "قول القائل: "دفن في مثواه الأخير" حرام ولا يجوز لأنك إذا قلت: في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث، ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شي، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، فالقبر آخر شيء عندهم، أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر، وقد سمع أعرابي رجلاً يقرأ قوله ـ تعالى ـ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر : 1ـ 2]، فقال: "والله ما الزائر بمقيم"؛ لأن الذي يزور يمشي فلابد من بعث وهذا صحيح.

لهذا يجب تجنب هذه العبارة فلا يقال عن القبر: إنه المثوى الأخير، لأن المثوى الأخير إما الجنة، وإما النار في يوم القيامة".

قال الشيخ بكر أبو زيد ــ سدده الله ــ في "معجم المناهي اللفظية"(ص492): "انتشرت هذه العبارة في زماننا على ألسنة المذيعين، وبأقلام الصحفيين، وهي من جهالاتهم الكثيرة، المبنية على ضعف رعاية سلامة الاعتقاد، يقولونها حينما يموت شخص، ثم يدفن، فيقولون: "ثم دفن في مثواه الأخير" ونحوها.

ومعلوم أن القبر مرحلة بين الدنيا والآخرة، فبعده البعث، ثم الحشر، ثم العرض في يوم القيامة، ثم إلى جنة أو نار {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى : 7].

ولذا فلو أطلقها إنسان معتقداً ما ترمي إليه من المعنى الإلحادي الكفري المذكور؛ لكان كافراً مرتداً فيجب إنكار إطلاقها، وعدم استعمالها".


تاسعا: قولهم: بخلي الله يوخذك:

ويكمن خطر هذه العبارة في غفلة ناطقها عن معناها ومدلولها، فهذه العبارة توحي بأن الله ـ تعالى ـ وكأنه تحت أمر هذا الناطق وإرادته، ومعلوم أن الخلق جميعا تحت إرادته ومشيئته ـ عزّ وجل ـ، قال الله ـ تعالى ـ: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس : 82].

ومن العبارات الباطلة المشابهة لهذه العبارة في المعنى والمدلول، قولهم:
"فلان ما برحم، ولا بخلي رحمة الله تنزل".

عاشرا: قولهم: يا شمس خذي سنّ الحمار، وأعطيني سنّ الغزال:

وهذه العبارة يعلمها الآباء لأطفالهم حين تنخلع أسنانهم، يتندّرون بها عليهم، فحين يصنع الأطفال هذا الفعل من غير تمييز منهم أنهم إنما يصفون أنفسهم، تنفجر ضحكات الآباء من صنيع أطفالهم، فهل بعد هذا الصنيع نضحك على الصغير، أم نبكي على ذاك الأب الكبير؟!! الذي أوقع ابنه في الشرك من حيث يدري أو لا يدري.

ومكمن الخطورة في هذا الفعل تربية النشء على اعتقاد سوء؛ مفاده أن الشمس هي التي تعطي السنّ وتهبُه، وليس الله الخالق القدير الذي يعطي ويمنع، ويخلق ويُبدِع، إضافةً إلى ما فيه من الجناية على الأطفال، وسوء الرعاية، وتضييع الأمانة، فإلى الله المشتكى.


http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=12129
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس