عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 05-04-2021, 03:54 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اللِّقاء الثَّاني والأربعون
(22 رمضان 1441 هـ)




1. السُّؤال:
ما هو أجمل كتابٍ أدبيٍّ وشِعريٍّ عندك؟ تحياتي ومحبَّتي لك من العراق -ومن الموصل تحديدًا-.
الجواب:
حيَّاكم الله، وحيَّا جميع الإخوة الأحبَّة في كلِّ مكان، وأسأل الله -تعالى- أن يزيدَنا وإيَّاكم من فضله.
أمَّا: أجمل؟
فهذه تحتاج إلى استِحضار أكثر من الواقع؛ لكن -بشكلٍ عام-: أنا أحبُّ شِعر أبي العتاهية؛ لأنَّه شِعر روحاني زُهديٌّ إيمانيٌّ، وطُبع شِعرُه في مجلَّد ضخم، بتحقيق الدُّكتور شُكري فيصل -رحمه الله-.
وأمَّا الكتب الأدبيَّة: فالأدب المعاصِر -بالنِّسبة لأهل العصر الحاضِر- أجْمَلُه كتابات محمود شاكر، مصطفى لُطفي المنفلوطي، ومحمَّد صادق الرَّافعي.
مَن استطاع أن يعوِّد نفسَه على قراءة هؤلاء، والاستفادة مِن تعابيرهم وصياغاتِهم؛ فإنَّه ينتفع بِلسانه وقلمه.

2. السُّؤال:
ما الحكم الدَّين الذي يمضي عليه الْحَول وهو عند الْمَدين، ولم يستلِمه: هل يُخرج الزَّكاة عنه، مع أنَّه لم يَقبِضه؟ أم أن هنالك تصرُّفًا آخر؟
الجواب:
ما دام هذا الدَّين مضمونًا -أو: حيًّا-بالعبارة الأخرى-: فيجب أداءُ زكاته.
أمَّا إذا كان دَينًا ميتًا، أو لا إمكانيَّة لرجوعه؛ فلا تجب الزَّكاة فيه.

3. السُّؤال:
التَّثويب -وهو قول المؤذِّن: (الصَّلاة خير من النَّوم)-: هل يكون في الأذان الأوَّل لصلاة الفجر، أم الثَّاني؟
الجواب:
من حيث عُموم النُّصوص والأدلَّة: متقارِبة.
لكن أنا عندي ترجيح خارج عن النُّصوص والأدلَّة المتقارِبة -التي أشرتُ إليها-؛ وهي: أنَّه لا يُخاطَب بـ(الصَّلاة خير من النَّوم) إلا من هو نائم، فهو إذا استيقظ في الأذان الأوَّل لا يُقال له..: (الصَّلاة خير من النَّوم) في الأذان الثَّاني وهو قد استيقظ -فعلًا-.
هذا -كما قلتُ- قرينة خارجة عن الدَّلائل.

4. السُّؤال:
نرجو منكم التَّفصيل والشَّرح في قنوت النِّصف من رمضان؟
الجواب:
شرحنا -أكثر من مرَّة- وقلنا: لا يوجد دليل على تخصيص رمضان بقنوت ما بعد النِّصف من شهر رمضان؛ وإنَّما القنوت يكون من أوَّل الشَّهر.
لكن: النِّصف تكون فيه الزِّيادة على الدُّعاء المأثور -دعاء: «اللَّهم اهدِني فيمَن هدَيت»- بالدُّعاء للمسلمين، والدُّعاء على الكافِرين.
هكذا تكون الزِّيادة، وهكذا الأحكام بعد النِّصف من رمضان.
ونبَّهنا -أيضًا-في هذا السِّياق نفسِه-، قلنا: هذه الزِّيادة تكون زيادة يسيرة -كما ورد في بعض الآثار- بالدُّعاء للمسلمين، والدُّعاء على الكافِرين، بشرط أن يكون هذا الْمَزيد أو الزَّائد ليس أكثر من الْمَزيد عليه؛ إنَّما قريب منه، أو مِثله؛ لكن أن يكون ضِعفَه -أو أضعافًا مضاعفة-كما يفعل بعضُ الأئمَّة-: فلا.

5. السُّؤال:
كيف نوفِّق بين الحديثين: «أفطر الحاجِمُ والمحجوم»، و«احتجم رسولُ الله ﷺ وهو صائم»؟
الجواب:
المسألة خِلافيَّة قديمة، والذي ينشرح له صدري أن حديث: «أفطر الحاجِمُ والمحجوم» حديثٌ منسوخ، وهو صحيح؛ لكنَّه منسوخ، وأنَّ الحديث: «احتجم رسولُ الله ﷺ وهو صائم»، وحديث آخَر: أن «رسول الله ﷺ رخَّص في الحجامة للصَّائم» هما في حُكم النَّاسخ لهذا الحديث.
وهنالك أجوبة أخرى، ومناقشات أخرى نكتفي بها -ههنا-.

6. السُّؤال:
مَن جامع زوجتَه في نهار رمضان وهو مسافر: ما حُكمه؟
الجواب:
جائز؛ المسافِر يجوز له الْفِطر، فإذا أفطر يجوز له أن يأتي بما أباح الله له في نهارِه.
واللهُ -تعالى- أعلى وأعلم.

7. السُّؤال:
هل من تفصيل في كلام ابن القيِّم: (عصاة أهل السُّنَّة من أهل الكبائر قُبورهم روضة، وعُبَّاد أهل البدع قبورُهم حُفرة)؟
الجواب:
لا يقصد (أهل البدع) -هنا- البدع الفقهيَّة التي اختلف فيها الفقهاء؛ ولكن: يَقصد البدع العقائديَّة -كالقدَريَّة، والاعتزال، والرَّفض، والنَّصب، والإرجاء-وما أشبه ذلك-ولو تغيَّرت أسماؤه وبقيتْ على ما هي عليه جواهرُه وحقائقُه-.
فهذا هو المقصود.
وهنا كونُها (روضة) أو(حُفرة) هذه قضيَّة نِسبيَّة.
يعني: هذه بالنِّسبة إلى تلك روضة؛ وإلا هي ليست روضة، هم في عذاب؛ لكن: هذا العذاب بالنِّسبة لذاك العذاب؛ يكاد يكون لا شيء.
هذا هو المقصود.
والله -تعالى- أعلى وأعلم.

8. السُّؤال:
بالنِّسبة للجنين: ألا يُقال بأنَّه يُستحب إخراج زكاة الفطر عنه؟
الجواب:
..ما الدَّليل؟ هل صحَّ دليل بذلك مع وجود المقتضي لهذا الفعل؟
أنا لا أعلم دليلًا على ذلك.
لكن: إذا ولدتْه أمُّه، وكان ابنَ يَومِه، وأدرك رمضان -ولو في آخر ساعة من رمضان-؛ حينئذٍ: تجب الزَّكاة عليه.

9. السُّؤال:
كيف نُخرج زكاة الفطر ما دُمنا في الحجر الصِّحي؟
الجواب:
أنا أخرجت (فيديو صوتي) -قبل يومين- في الموضوع، وشرحت فيه المسألة بتفاصيلِها، وبيَّنتُ قاعدة الفقهاء فيما يقولون: (إذا ضاق الأمر اتَّسع)، فلا مانع: قبل يوم أو يومين، حتى لو ثلاثة أيَّام إذا اضطُررنا، والضَّرورة تقدَّر بقدرها.
والله -تعالى- أعلى وأعلم.

10. السُّؤال:
لا نرى خيطًا أبيض عندما يؤذِّن الأذان للفجر؟
الجواب:
أن ترى خيطًا أبيض في المدن -الآن- والأضواء والبنايات والطُّرقات -وما أشبه-: هذا شيء عسير!
لذلك: أنا لا أنصح باستِعجال بعض الشَّباب بالمراقبة في هذا الأمور، نحن -الآن- تنضبط أمورُنا بالتَّقويم الذي تُعِدُّه الدُّول، وإذا يوجَد إثم؛ فعليهم، أمَّا أنت: فاحرص على أن لا تخالف.
والعبرة في تأخير السّحور ليست في خمس دقائق أو عشر دقائق؛ ليست هذه العبرة!
يعني أن تقول: أنا أريد أن أطبِّق السُّنَّة في تأخير السحور، ثم إذا بك تقع في الفطر وأنت لا تدري!؟ هذا لا يجوز.

11. السُّؤال:
بالنسبة لمن يُلزم الناس بِقضاء مَن أكل أو شرب ناسيًا: فهل من قولٍ توجِّهه له؟
الجواب:
ماذا يفعل بالحديث: «مَن أكل أو شرب ناسيًا فلْيُتِمَّ صومَه؛ فإنَّما أطعمه اللهُ وسقاه»؟
ماذا يفعل بالحديث؟
لا أريد أن أنصحَه أو أن أوجِّه له نصيحة..؛ أريد أن أستفيد منه وأن أسأله: ماذا تفعل بالحديث؟ وما جوابُك على الحديث؟
هنا البحث.
حتى التَّفريق بين الفريضة والنَّافلة -الذي يذكره بعضُ الفقهاء-: لا دليل عليه.
فلذلك نحن نقول: الحديث حاكِم وحُجَّة.

12. السُّؤال:
هل يجوز أخذ الأجرة لمن يُصلِّي بالنَّاس التَّراويح؟
الجواب:
وهذه -في العادة- تكون في بلاد الغرب، يَستقدِمون بعض الأئمَّة المسلمين من بلاد المشرق -في غير ظروف (الكورونا) الحالية-، ويعطونهم أُجرة، أو مقابِلًا، أو جُعالة -بالتَّعبير الفقهي-.
لا بأس؛ لأنَّ هذا فيه تفريغًا لأوقاتِهم، وأن فيه إجهادًا لهم؛ فلا بأس في ذلك، في شيء يتَّفقون عليه بتقوى الله -سبحانه في عُلاه-.

13. السُّؤال:
تشريك النِّيَّة في العبادة: صيام ست من شوال وقضاء رمضان بالنِّسبة للحائض؟
الجواب:
يعني: في نفس السِّتَّة من شوال -أو أيَّام شوَّال- تقول: أنا أقضي رمضان، وفي نفس اليوم الذي تكون فيه نيَّتي القضاء الرَّمضاني يكون صيام أحد أيَّام ست من شوال.
هذا قال به بعض أهل العلم.
لكن -الحقيقة-: أنا لا ينشرح صدري لهذا القول؛ و«إنَّما الأعمال بالنِّيَّات»؛ أي: كل عمل له نيَّة.
أما التَّشريك: يوجَد لا أقول أدلَّة؛ ولكن: توجَد نصوص قد يُفهم منها هذا.. حتى بعض العلماء قال: تحيَّرتُ في هذه المسألة حتى مدَّة كذا وكذا من السَّنوات.

14. السُّؤال:
حُكم صُورة شيطان وعليه سلاسل في شهر رمضان؟
الجواب:
وهل أحد رأى الشَّيطان؟ هل تستطيع أن تصوِّر لنا الشَّيطان؟
أمَّا: تصوير الشَّيطان أنه له قُرون وكذا؛ هذا -الله أعلم- من الأفلام الأمريكيَّة والهندية!
أمَّا في الشَّرع الحكيم: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾.
وحتى لو صُوِّر شيطان بصورةٍ قبيحة -للتَّنفير- وأنَّه سلاسل..؛ هذا -كلُّه- غَيب، لا يجوز، حتى لو فَعَلَه فاعلٌ بِنِيَّة حسَنة، الأصل أن هذا: لا يجوز.

15. السُّؤال:
هل تعرفون كتاب «طليعة الحوار الدَّارج بين السُّنَّة والخوارج» للشَّيخ عبد المالِك رمضاني؟
الجواب:
بلى؛ أعرفُه، وأعرف كلَّ مؤلَّفات الشَّيخ عبد المالِك، وهو رجل موفَّق-جزاه الله خيرًا- فيما يكتب وفيما يتكلَّم -ولا نُزكِّيه على الله-، وقد رزقه الله صُحبةً كريمة للشَّيخ عبد المحسِن العبَّاد شيخ السُّنَّة والحديث في مدينة النَّبي ﷺ، نسأل الله أن يُطيل عمرَه، ويُحسن عملَه، ويُصح بدنَه، شيخُنا وأستاذُنا، لم ننقطع عنه -والحمد لله- من سنة (1982)، ما مِن زيارة أو عُمرة أو حج إلا ونَزورُه، كما كنَّا نَزور الشَّيخ حمَّاد الأنصاري -رحمهُ الله-، وكما كُنا نَزور الشَّيخ عمر فلاته، ولا نزال نَزور بعض المشايخ الكرام والكبار، وعلى رأسهم -في مدينة النَّبي ﷺ- شيخُنا الشَّيخ عبد المحسن -حفظه الله-.
فالشَّيخ عبد المالِك وكتابه -هذا-: هذا كتاب حسنٌ جدًّا، وجيِّد جدًّا، وأنا أنصح بالاستفادة منه.

16. السُّؤال:
هل يجوز للزَّوج إقامة صلاة الجمعة في أهلِه وأولاد في البيت -بما أن الجمعة تنعقد بوجود ثلاثة أشخاص-؟
الجواب:
(تنعقد بوجود ثلاثة أشخاص): ليس في البيت!
أمَّا في البيت: فالمنقول عن ابن مسعود أنَّه إذا فاتته الصَّلاة كان يُصلِّيها ظُهرًا أربع ركعات.
أمَّا جمعة وخُطبة في البيوت: فلا؛ هذا لا يُعرَف، وليس عليه أيُّ دليل، وأنا -في حدود عِلمي- لم أجد لهذا القول قائلًا.

17. السُّؤال:
كيف يتعلَّم المسلم الإخلاص والاتِّباع؟
الجواب:
أمَّا الإخلاص: فلا يُتعلَّم؛ وإنَّما يحتاج إلى مجاهدة نفس ودعاء وتضرُّع إلى الله -عزَّ وجلَّ-.
وأمَّا الاتِّباع: فعليك بكتاب «إعلام الموقِّعين» للإمام ابن قيِّم الجوزيَّة، وكتاب «إيقاظ هِمم أولي الأبصار» للإمام صالح الْفُلَّاني، وكتاب «الاتِّباع» للإمام ابن أبي الْعِز الحنفي.
هذه كتب ينفعك الله بها في إدراك معنى الاتِّباع وتحقيقه -إن شاء الله-عزَّ وجلَّ-.

18. السُّؤال:
هل يمكن أن ترسموا لنا -ولو كتابةً- منهج الشَّيخ الألباني في التَّصحيح والتَّحسين،هذا؛ لإسكات الذين أكثروا الشَّغب على منهجه في الصَّحيح والحسن؟
الجواب:
الحقيقة: هذا موضوع جليل، وكُتبت رسائل عِلميَّة أكاديميَّة متعدِّدة -دكتوراه وماجستير-ممكن أكثر من عشر رسائل في هذا الموضوع وأبوابِه ومَداخِله-.
وأنا أنصح بكتابٍ لي، مَن وقف عليه يتَّضِح له الجواب على هذه المسألة التي يسأل عنها السَّائل -ردًّا على أولئك المشاغِبين والْمُشغِّبين-، وهو كتابي «طليعة التَّبيين»، وهو موجود على موقعي الخاص على (الإنترنت)، تستطيع على (قوقل) إذا كتبتَ «طليعة التَّبيين» أن يَخرج لك مباشرة؛ «طليعة التَّبيين في الرَّد على المفرِّقين بين منهج المحدِّثين المتقدِّمين والمتأخِّرين».

19. السُّؤال:
ما هو أحسن شرح لـ«بلوغ المرام»؟
الجواب:
الحقيقة الشُّروح كثيرة؛ لكن أشهرُها: «سُبُل السَّلام» و«توضيح الأحكام».
و«سُبُل السَّلام» أصلُه من كتاب «البدر التَّمام» للمغربي، وهو كتاب ليس مشهورًا، فَرعُه صار أشهر منه.
وأمَّا «توضيح الأحكام»؛ فهو للشَّيخ البسَّام -رحمه الله-.

20. السُّؤال:
هل يجوز القنوت في الصَّلاة لوباء (الكورونا)؟
الجواب:
نعم؛ يجوز؛ لأنَّه دعاء لقوم أو على قوم، وأنت تدعو للمسلمين أن ينجِّيهم من هذا البلاء ومن هذا الوباء ومن هذا الدَّاء، وقد صحَّ عن أنس -كما في «مسند» أحمد-: «أن رسول الله ﷺ ما كان يَقنت إلا إذا دعا لقوم، أو دعا على قوم» فهذا يتنزَّل عليه هذا المعنى -تمامًا-.
لكن: بعض الدُّول الإسلاميَّة تجعل هذا القنوت مرتبِطًا بإذن وليِّ الأمر؛ فهذا لا مانع منه، لا بد مِن أخذ إذن ولي الأمر.
قد يكون الإذن ضِمنيًّا، فإذا كان الإذن ضَمنيًّا؛ فهو مقبول.
أمَّا إذا كان الإذن لا بد التَّثبُّت منه والثَّبات عليه؛ فلا بد -حينئذ- درءًا للفتنة والمحنة.

21. السُّؤال:
لو أنَّ المرأة نزل حيضُها في آخِر وقت الصَّوم: هل بطل الصَّوم، أم تستمر في صومِها؟
الجواب:
تقصد: لو نزل دمُ حيضِها في آخِر خمس دقائق -أو حتى دقيقة- قبل غُروب الشَّمس؛ فإنَّها يفسُد صومُها؛ وبالتَّالي: أصبحت مُفطِرة بعذرٍ شرعي، ما فائدة أن تستمرَّ بصومها وصومُها غير شرعي؟!

22. السُّؤال:
(الزُّعوط): هل يؤثِّر في صحَّة الصِّيام؟
الجواب:
(السَّعوط) أو (الزُّعوط) -كما يُقال في بعض اللَّهجات-: هو مادَّة توضع في الأنف وتُستنشَق بقوَّة لأسباب -الحقيقة- أنا لا أعرفها -الآن-، وأنا أدركتُ بعض النَّاس من الشُّيوخ الكبار -في السِّن أقصد- مَن يفعل ذلك؛ لكن: لماذا؟
يقولون: هو يفتِّح الذِّهن..الله أعلم.
أمَّا: هل هو يُفطِّر؟ لا أرى أنَّه يُفطِّر.
والله -تعالى- أعلى وأعلم.

23. السُّؤال:
هل شمُّ النعناع يؤثِّر على الصِّيام؟
الجواب:
لا يؤثِّر.
لكن الذي يؤثِّر على الصِّيام: تعمُّد شم البخور -خاصَّة إذا كان كثيفًا-.
أمَّا أنت وضعتَ البخور -هناك أو هناك- في مكان بعيد -لأجل تغيير جو الغرفة-؛ فهذا لا يؤثِّر.
أمَّا الاستنشاق بهذه الصورة الكثيفة التي تُفعل في بعض دُول الخليج -من باب الإكرام-جزاهم اللهُ خيرًا-؛ فهذه تُفطِّر -لا شكَّ، ولا ريب-.

24. السُّؤال:
هل يُسن الاغتِسال يوم الجمعة رغم إغلاق المساجد؟
الجواب:
الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «مَن أتى الجمعةَ؛ فلْيغتسِل»، أنت لم تأتِ الجمعة؛ وبالتَّالي: لا يجب عليك غُسل الجمعة.
لكن: لو اغتسلتَ؛ نحن لا نقول: هنالك مانع؛ لكن: نتكلَّم عن الغسل المرتبط بأداء الجمعة في المسجد.

25. السُّؤال:
كيف نُحسن الدُّعاء عند الإفطار؟
الجواب:
عليك بالأدعية الجوامع ﴿رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾، «اللهم اغفر لي وتُب عليَّ؛ إنَّك أنت التوَّاب الغفور»، اللهمَّ أكرِمني، ولا تُهِني.. هكذا، بالإخلاص والصِّدق وجَمع القلب على هذا الدُّعاء، مع حُسن الظنِّ بالله -عزَّ وجلَّ- بالاستجابة.
[سلام من بعض طلبة العلم من فلسطين، وتعليق الشَّيخ -رحمه الله-]
هنا يقول أحد الإخوة -جزاه الله خيرًا-: سلام لك من كل أبنائك في فلسطين.
جزاكم الله خيرًا -يا أبناء فلسطين..ويا إخواني.. ويا أحبابي..-، وأنا لم أرَ فلسطين منذ كان عمري خمس سنوات، زُوِّرتُ فلسطين والقدس وأنا ابن خمس سنوات -سنة -ممكن-الـ(65)-قبل الاحتلال بِسنتَين-، ولم أرَها -بعد ذلك- إلا في المنام والأحلام، وعسى أن تترجم إلى واقع في قابل الأيَّام، وما ذلك على الله بعزيز.

26. السُّؤال:
هل يُفهم من حديث: «صلَّى أربعًا فلا تسأل عن حُسنِهنَّ وطولهِنَّ» سُنِّيَّة الاستراحة بعد كلِّ أربع ركعات من صلاة التراويح؟
الجواب:
نعم، ومن هنا سُمِّيت التَّراويح (تراويح)؛ للرَّاحة بين الرَّكعات.
الآن: هل الرَّاحة في كل أربع ركعات أو ركعتين؟
الأمر قد يكون مُجتهَدًا فيه.
لكن هذا الحديث: «كان يُصلِّي أربعًا فلا تسأل عن حُسنِهنَّ وطولهِنَّ، ثُمَّ يُصلِّي أربعًا» (ثُم) تفيد التَّراخي في الزَّمان والفعل، وكما قُلنا: من أجل ذلك سُميت التَّراويح (تراويح).

27. السُّؤال:
بالنسبة لزكاة عروض التِّجارة: هل يُحتسب رأس مال السِّلعة أو ثمن البيع -علمًا بأن السِّلعة يتغيَّر ثمنُها عبر السَّنة، ولربما انهبط الثَّمن عن رأس مالها-؟
الجواب:
قدِّر تقديرًا.
يعني: لو زاد أو نقص قليلًا، وباجتهادك -وأنت تعرف السُّوق، وتعرف الظروف، وتعرف الزَّائد والنَّاقص-؛ فالأمر -حينئذ- أسهل -إن شاء الله-، ولا تُشدِّد على نفسِك في هذا الباب.

28. السُّؤال:
شخص لا يصوم بسبب العذر من المرض الدَّائم: هل عليه صدقة زكاة فطر؟
الجواب:
نعم؛ الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- يقول: «على الصَّغير والكبير» الصَّغير لا يصوم -حتى لو كان ابن يوم..ابن ساعتِه-، لا يصوم؛ لكن: عليه زكاة فطر. هذه قضيَّة أخرى.
وكذلك المريض: عليه زكاة فِطر، حتى كان لا يصوم.
النُّفساء: عليها زكاة فِطر، حتى لو استغرقت شهر رمضان -كلَّه-.. وهكذا.

29. السُّؤال:
هل يجوز إسقاط الدَّين واحتسابه من الزَّكاة؟
الجواب:
يجوز إذا كان دَينًا حيًّا.
أنت تعرف أن هذا الرَّجل قد يسدُّك هذا الشَّهر -أو الشَّهر التَّالي-، فأتيتَ إليه اليوم، قلت له: هذا من الزَّكاة.
لكن: أن تأتي إلى دَين ميِّت -أو في حُكم الميِّت-، ثم تقول: أريد أن أجعل هذا بهذا! هذا لا يجوز.
والأَوْلى من الصُّورتَين -وخاصَّة الصُّورة الأولى التي جوَّزناها-: أن تُملِّكه المال، ثم تطلب حقَّك.
هذا -لا شكَّ- أرْوَح للنَّفس، وأقرب إلى الحق.
والله -تعالى- أعلى وأعلم.

30. السُّؤال:
حديث: «ذهب الظَّمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجرُ إن شاء الله» كثر الكلام حوله -هذه الأيَّام- حول تضعيفه وتعليله: فهل لكم دراسة خاصَّة حوله؟
الجواب:
وهل في هذه الأيَّام -فقط- كثُر القول في التَّعليل والتَّضعيف حول هذا الحديث؟
أعطِني حديثًا صحيحًا في عبادتِك وعقيدتِك لم نَرَ المولَعين بالتَّعليل والتَّضعيف الْغُلاة في ذلك يضعِّفونه ويُعلِّلونه!
أعطِني حديثًا واحدًا!
عشرات -بل مئات الأحاديث- التي يُصحِّحها العلماء، هؤلاء يُضعِّفونها!
وأنصح الأخ السَّائل -إذا كان ذا معرفة وحِرص على معرفة الحديث؛ حتى يعرف كيف يُفكِّر هؤلاء- بكتابي «طليعة التَّبيين» -الذي أشرتُ إليه-قبل قليل-؛ ففيه نفعٌ له -إن شاء الله-، ونفعٌ لجميع الإخوة.

31. السُّؤال:
ما حُكم قول: «ربَّنا ولك الحمد» للمنفرد؟
الجواب:
حُكم المنفرِد أن يقول: «ربَّنا ولك الحمد» كما هو حُكم الإمام إذا قال: «سمع الله لمن حمِدَه»، لا فرق.
الصَّلاة جاءت لتُبيِّن أن الإمام يقول: «سمع الله لمن حمِدَه»، والمأموم يقول: «ربَّنا ولك الحمد» عند التَّناظُر.
أمَّا عند الانفراد: فهذا يقول الكلمتَين، وذاك يقول الكلمتَين.



انتهى اللِّقاء الثَّاني والأربعون


رد مع اقتباس