عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-15-2013, 02:09 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

طيّب قد يقولُ قائل :إذا جاءنا الأولاد كيف نفعلُ ؟هل نكسرُ قلوبهم ؟؟
الجواب: إذا لم تَرُدَّهُم ،متى سيتعلمُون دينهَم،وقد قال ربُّنا :{وَتَعَاوَنُواعَلَى البِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الِإثْمِ وَاْلعُدْوَان} ،وَالأطفالُ يُحَالُون عَلَى عيدِ اللهِ ورسولهِ ،ويُقْضى لهم فيهِ من اْلحقوقِ مَا يقطعُ استِشْرافَهَم لغيرهِ من الَأعيادِ [ذكره في الاقتضاء ،ج2،ص514]،
وليُعلم أنَّ اهتمامَ النَّاس بغيرِ أعيادِ الإسلامِ يُضعِفُ اهتمامَهُم بأعيادِ الإسلامِ ،وكلّما غزَا اْلمسلمون عيدًا واهتمّوا به ضَعُفَ اهتمامهم بعيدِ الله ورسولهِ ،واْلواجب على أهلِ الإسلامِ أنْ يقطعوا استشرافَ أولادِهِم ونسائِهِم عن التَّطلع إلى غيرِ أعيادِ الإسلام ،فيَقْضوا لهم من اْلحقوق ،ويَفتح لهم من اْلمباحَات ما يقطعُ بذلك استشرافَهَم لغيرِ أعيادِ الإسلام ،
ومنْ نظر في حالِ النَّاس رأى كثيرًا منهم يُعظّم أعيادَ غيره أكثر من عيدهِ،ويحتفلونَ ويعظّمون ويرتّبُون أوقاتهم وإجازَاتهم في هذهِ الأعيادِ ،وأمّا عيد أهلِ الإسلام فينامون إلى الظّهر ،ثم
يذهبُون ويسلّمون ويزورُون الأرحامَ فقط ،وليس لهم من اْلعيدِ أيّ أثرٍ،وهذا لاشكّ أنّه خللٌ في التَّمسك بهديِ الإسلام ،وقد قال زيدُ بن أسلم:((مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا مِن مَشْيَخَتِنَا وَلَا فُقَهَائنَا يَلْتَفِتُونَ إِلى النِّصْفِ مِن شَعْبَان ،وَلَا يَرَوْنَ لهَا فَضْلًا عَلَى سِوَاهَا مِن اللَّيَالي )).

فالسُّنَّة السُّنَّة _أيّها الَأفاضل _،بالسّنةِ تحفظُ اْلبلاد ،ويثبُتُ اْلملك ،وتُدرُّ الأرزاقُ ،والدِّين كما قال الدَّيلمي _رحمه الله_ :((...يَذْهَبُ الدِّينُ سُنّةً سُنَّة كَمَا يَذْهَبُ اْلحبْلُ قُوّةً قُوّة))
وقد كان السَّلف يقولون :((مَا أحدثَتْ أمّةٌ في دينها بِدْعةً إلّا رَفَعَ الله بها عنْهُم سُنّة)) ،وإِظهار اْلعلم إِنما هو إظهارُ السُّنَّة _كما قال يزيدُ بن هارون_ شيخ الإمام أحمد _رحمهمُ الله_،
فمن علم فليُعَلِّم ،ومن سمعَ فَليُبلّغ ،والنّاس فيهم خيرٌ كثير ،ووقوعهم في اْلمخالفات سببُهُ اْلجهل ،فنسألُ الله _عزّوجلّ_أن يردّ المسلمين إلى دينهِ ردًا جميلاً،والْمسلم ينصحُ لإخوانه ويبيّن _وإنْ خالفهُ النّاس ،وإنْ وقفُوا في وجهِهِ_،
قال الأوزاعي _رحمه الله _:((عَليكَ بِآثارِ مَن سَلَف، وإِنْ رَفَضَك النَّاس ،وَإِيَّاك وَآراء الرِّجال ،وَإن زخْرفوه لكَ بِاْلقَول؛ فَإِنَّ الَأمْرَ يَنْجَلِي وأنتَ على طريقٍ مُستقيم ))["سير أعلام النبلاء"،ج2]

فمن تمسّك باْلهدي والسُّنة ،وعَظَّمَ ما جاء عن رسولِ اللهِ_عليه الصَّلاة والسَّلام_ وعن صحابتهِ هُدِيَ إلى الصِّراط اْلمستقيم ،فالنّاس فيهم خير ،والتَّذكرة واجبة على أهلِ الإسلامِ ،وإنَّنَا ابتُلِينا في هذا الزَّمان بضعفِ اْلهمَمِ ،وكثرة دُعاةِ اْلباطل ،
فالانسان يرى أخاهُ على باطلٍ ،على خطأ ،على معصيةٍ ،لَا
يكلّفُ نفسهُ أنْ ينصحَه، وهذا من التّقصير في حقِّ النَّفس وفي حقّ اْلغيرِ،فنسألُ الله لنا ولكم ولْلمسلمين الْهدايةَ والتّوفيق والسّداد والرّشاد،إنّه ولي ذلك واْلقادرُ عليه ،وجزاكم الله خيرًا)).

[بتصرف، شريط "حق الليلة"تراث أم إحداث؟،الشيخ:محمد بن غيث، الدقيقة:( 19:57)]
رد مع اقتباس