عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11-08-2010, 12:50 AM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي

لقد فوجئ المسلمون بظهور أمر محدث في المجتمعات، وتنصيب بعض الناس نفسه في البلدان والأقاليم، حتى أصبح في كل بلد نائب، فلا يخلو مكان في الأرض منهم، طريقة قائمة على التنفير من العلماء والمشايخ وطلاب العلم وتحذير الناس منهم حتى لا يبقى إلا أولئك الاختصاصيين في المنهاج، وإن ظاهرة خروج من أعلن نفسه وكيلاً ونائباً عن العقول، وجعل معرفة الطريق الواضح، وبيان المنهاج، وتوضيح الصراط المستقيم؛ جمعت كل مفاسد المذهبية والحزبية والصوفية، والآثار الناجمة عنها أنواع فإن جعل الإسلام منحصراً في شخص اختصاصي المنهج وعقله وفهمه، فلا يعرف دين إلا بفهمه، ولا حق لأحد أن يتكلم باسم أهل السنة إلا بإذنه، حتى صار ما يقرره عقله؛ هو المرجِّحُ والمرجع لبقية العقول، والسبيل الأوحد للمؤمنين، وزاد كيلاً بتفريق جماعة المسلمين؛ بجعل المقربين والممكنين؛ هم الذين دانوا بالقداسة لقوله، ولأتباعه من حوله، وأما من لم يقلد هذا العقل؛ و تجرأ منفرداً بالاستقلالية وطالب بالعرض على الكتاب والسنة، فقد فعل أمراً مشيناً، وخرج عن جادة المنهج المرسومة، وَوُسِم بالمخالف للمنهج، لأنه خرق إجماع الدهماء والرعاع، وصارت تلك المخالفة سُبَّةً؛ جعلت جموع المقلدة تنفض من حوله.
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس