عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 10-02-2010, 11:12 AM
أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 1,939
افتراضي

أما قول الكاتب : "لم يذكر في القرآن فيما أعلم خصومة بين الأنبياء وأقوامهم في قصية التشريع والطاعة ابتداء , وانما كانت الخصومة العظمى الاقرار بالالوهية الحقة وافراد الله بها ونفيها عن كل الآلهة الباطلة " !

أقول : سبحان الله ! تناقض عجيب ! فهل الاقرار بالألوهية الحقة لا يدخل فيها عبادة الطاعة والتحاكم لله وحده ؟!
لم يقل يدخل أو يخرج فتأمل وإنما قال لم تكن دعوتهم إلى قضية التشريع ابتداء بل إلى التوحيد
فإذا أرت نقض قوله فلتأتنا بمثال عن أحد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

قال الامام المفسر ابن كثير رحمه الله :

" قال حذيفة بن اليمان وعبد اللّه بن عباس وغيرهما في تفسير: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون اللّه} إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرموا، ولهذا قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا} أي الذي ما شرعه اتبع، وما حكم به نفذ {لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} أي تعالى وتقدس وتنزه عن الشركاء والنظراء والأعوان والأضداد والأولاد لا إله إلا هو ولا رب سواه."

وذكر تعالى عن عيسى عليه الصلاة والسلام أنه قال :{فاتقوا اللّه وأطيعون، إن اللّه ربي وربكم فاعبدوه} فجعل الطاعة من العبادة .
نعم أول ما يدخل في طاعتهم الدعوة إلى التوحيد
وذكر تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام أنه قال : {فاتقوا اللّه وأطيعون}
قال ابن كثير : " يقول تعالى مخبراً عن نوح عليه السلام، أنه أرسله إلى قومه، آمراً له أن ينذرهم بأس اللّه قبل حلوله بهم، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم، ولهذا قال تعالى: {أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم * قال يا قوم إني لكم نذير مبين} أي بيّن النذارة، ظاهر الأمر واضحه {ان اعبدوا اللّه واتقوه} أي اتركوا محارمه واجتنبوا مآثمه، {وأطيعونِ} فيما آمركم به وأنهاكم عنه، {يغفر لكم من ذنوبكم} أي إذا فعلتم ما آمركم به وصدقتم ما أرسلت به إليكم غفر اللّه لكم ذنوبكم، {ويؤخركم إلى أجل مسمى} أي يمد في أعماركم ويدرأ عنكم العذاب"

وذكر تعالى عن هود عليه الصلاة والسلام أنه قال : {فاتقوا اللّه وأطيعون}

وذكر تعالى عن صالح عليه الصلاة والسلام أنه قال : {فاتقوا اللّه وأطيعون}

قال ابن كثير : دعاهم نبيهم صالح إلى اللّه عزَّ وجلَّ أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يطيعوه فيما بلغهم من الرسالة، فأبوا عليه وكذبوه وخالفوه.

وفي سورة الشعراء "{فاتقوا اللّه وأطيعون}

قال ابن كثير : " أي أقبلوا على ما يعود نفعه عليكم في الدنيا والآخرة، من عبادة ربكم الذي خلقكم ورزقكم، لتعبدوه وتوحده وتسبحوه بكرة وأصيلاً {ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون} يعني رؤساءهم وكبراءهم الدعاة لهم إلى الشرك والكفر ومخالفة الحق."

وقال ابن كثير : " يقول تعالى مخبراً عن عبده ورسوله لوط عليه السلام، وهو ابن أخي إبراهيم الخليل عليه السلام، وكان اللّه تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم عليهما السلام، وكانوا يسكنون (سدوم) وأعمالها التي أهلكهم اللّه بها، وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة، وهي مشهورة ببلاد الغور متاخمة لجبال البيت المقدس، فدعاهم إلى اللّه عزَّ وجلَّ أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه اللّه إليهم، ونهاهم عن معصية اللّه، وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه مما لم يسبقهم أحد من الخلائق إلى فعله من إتيان الذكور دون الإناث "

وذكر تعالى عن شعيب عليه الصلاة والسلام أنه قال : {فاتقوا اللّه وأطيعون}

وقال ابن كثير : " ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم

قال الحسن البصري: لا ينبغي هذا لمؤمن أن يأمر الناس بعبادته، قال: وذلك أن القوم كان يعبد بعضهم بعضاً، يعني أهل الكتاب كانوا يعبدون أحبارهم ورهبانهم، كما قال اللّه تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه} الآية. وفي المسند أن عدي بن حاتم قال: يا رسول اللّه، ما عبدوهم، قال: "بلى، إنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم"، فالجهلة من الأحبار والرهبان ومشايخ الضلال، يدخلون في هذا الذم والتوبيخ، بخلاف الرسل وأتباعهم من العلماء العاملين.
اعتقاد تحليل ماحرم الله مع علمهم والعكس لا عن جهل كاتخاذ ند لله سواء بسواء
وقوله تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} أي حيث عدلتم عن أمر اللّه لكم وشرعه إلى قول غيره فقدمتم عليه غيره، فهذا هو الشرك "
__________________
قال الشيخ ربيع:
وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي رحمه الله بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة .
رد مع اقتباس