حياك الله بالاسلام اخي عبد الرحمن
يظهر انه لا يوجد بيننا خلاف ولله الحمد
فانا إنما ذكرت ما ذكرت من ان التبديع فيمن خالف النص او الاجماع بعد ظهوره ومعاندة مخالفه في سياق الرد على من قال بالتبديع في المسائل الاجتهادية الفقهية ولم اقصد اننا نقف نرد الاختلاف ونبدع اهل العلم حاشا
فالذي يبدع ويعامل معاملة المبتدع من عارض واصر بعد قيام الحجة وما نقلته عن مذاهب المالكية فكما قلت التاويل منهم موجود
ونعتقد في علمائنا وأئمة الاسلام انهم مريدين الحق طالبينه فهم دوما بين اجر واجرين ان شاء الله
اما استعال لفظ البدعة في المسائل الفقهية فقول الشيخ الرحيلي حفظه الله قول لاهل العلم وهناك قول اخر يسمي المسائل التي لا دليل عليها بالبدعة وان كان يعذر فاعلها لاجتهاده استعمل ذلك مالك الاشجعي كما في سنن الترمذي قال : قلت لأبي : يا أبت إنك صليت خلف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي هاهنا بالكوفة نحو خمس سنين أكانوا يقنتون في الفجر ؟ قال : " أي بني محدث
فسمى القنوت محدثة وهذا شيخنا الامام الالباني رحمه الله يسمي القبض بعد الرفع من الركوع بالبدعة
فاستعمال البدعة في المسائل الاجتهادية الفقهية معروف عند اهل العلم طبعا الحديث عن الفعل لا عن الفاعل
ومن باب الفائدة ان من وقع في بدعة مرة ومرتين لا يسمى مبتدعا إنما يقال عنه خالف السنة إلا إذا اشتهر ذلك عنه وعرف به فيحمل اسم الابتداع والعياذ بالله
ثم كل هذا يرجع لاهل العلم العارفين بالسنة الجامعين لها فهم المدركون للبدع المبينون لها واظن كل هاته تقييدات وتضييقات توافق ما تشير إليه في ذكرك للمسالتين
والمسائل التي ذكرتها أخي انا اوافقك عليها انها في حيز النظر والاجتهاد الذي ينبغي فيه النصح والنقاش العلم البعيد عن الطعن والتنقيص فضلا عن الشدة بله التبديع
وفائدة جميلة في مسالة اجماع الصحابة حول تارك الصلاة اخذتها من شيخنا ابي عبد الباري العيد شريفي حفظه الله وهي فائدة عزيزة فقال رحمه الله ان النقل عن الصحابة انهم كانوا لا يرون شيئا تركه كفر إلا الصلاة هذه تدخل في المسائل العينية في زمنهم وليس حكما عاما للتارك مثل رؤيتهم للخارج من المسجد بعد الاذان انه منافق معلوم النفاق بل المتخلف في زمنهم عن الجماعة معلوم النفاق فهذا كان مستقرا عندهم منزلا على الاعيان
وبهذا التوجيه لهذا النقل يظهر واضحا لم جماهير اهل العلم اختاروا عدم ردة تارك الصلاة تهاونا حكما
عاما ولم يعملوا بما عرف عندهم من الاجماع المنقول فهي رؤية خاصة منزلة على الاعيان في زمن الصحابة رضي الله عنهم
والله أعلم والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
__________________
محمد أبو سهيمة الجزائري
|