عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 12-28-2009, 09:04 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي من دواعي التهيئة لذرية صالحة تقرّ بها أعين الآباء بإذن الله - تعالى -.

من دواعي التهيئة لذرية صالحة تقرّ بها أعين الآباء بإذن الله - تعالى - ما يلي : ــ

1 : - مراعاة الهدي النبوي في حسن اختيار الزوجين : - قال الله تعالى : - {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف 58].
وعن عائشه - رضي الله عنها - قالت : قال - صلى الله عليه وسلم - : (تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم) [صحيح الجامع 2928].

الأكْفاء : جمع كفؤ، يعني في الخلق والدين .

يدل عليه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي رواه مرفوعا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) (حديث حسن) [الصحيحه 1022].
وعنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (تنكح المرأة لأربع : لماها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) (متفق عليه).
وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ) [صحيح الجامع 3413].
وعن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال : قال - صلى الله عليه وسلم - : (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم) [صحيح الجامع 2940].
وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها، وأنتق أرحاما، وأرضى باليسير) صحيح الجامع 2939 .

وقد امتن أعرابيَ على أبنائه باختيار أمهم فقال : -

وأول إحساني إليكم تخيري ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ لماجدة الأعراق باد عفافها .

2 : - وقاية الأبناء من ظهور الصفات الوراثية والمرضية السيئة : وذلك بحسن اختيارالزوجين، وخلوهما من الأمراض الوراثية، وحرصهما على متابعة العلاج إن وجد، والمحافظة على صحة الأبناء النفسية والجسدية، ونظافتهم، وتطعيمهم، ورقيتهم وعلاجهم إن مرضوا .

3: - تحصين الزوجة والأبناء بالتسمية والدعاء والصلاة : - إن الله – تعالى - لا يعجزه شيء، وهوعلى كل شيء قدير، يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ، ويُصلح الزوْج والذرية، إنه الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره، وبذل الأسباب المشروعة، مع حسن التوكل على الله – سبحانه - ، وصدق اليقين بالإجابة، فلا مجال لخوف على رزق ولا على أجل، ولا مجال لكهانة، ولا دجل .

ومن هدي رسولنا - صلى الله عليه وسلم – عند البناء بالزوجة :

1/3– وضع يد الزوج على مقدمة رأس الزوجة عند الزواج والتسمية والدعاء بالبركة:

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – في كتاب آداب الزفاف : [ وضع اليد على رأس الزوجة والدعاء لها : وينبغي أن يضع يده على مقدمة رأسها عند البناء بها أو قبل ذلك ، وأن يسمي الله تبارك وتعالى ، ويدعو بالبركة ، ويقول ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا تزوج أحدكم امرأة ، أو اشترى خادما ، [ فليأخذ بناصيتها ] ، [ وليسم الله عز وجل ] ، [ وليدع بالبركة ] ، وليقل اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه (*) . ( وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروه سنامه ، وليقل مثل ذلك ] أخرجه البخاري في " أفعال العباد "عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده – رضي الله عنهم .

(*) قوله جبلتها أي : خلقتها وطبعتها عليه . " نهاية " .
قلت – والقول لشيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - : [ وفي الحديث دليل على أن الله خالق الخير والشر، خلافا لمن يقول - من المعتزلة وغيرهم - بأن الشر ليس من خلقه تبارك وتعالى ، وليس في كون الله خالقا للشر ما ينافي كماله تعالى ، بل هو من كماله - تبارك وتعالى - .
وتفصيل ذلك في المطولات ، ومن أحسنها كتاب " شفاء العليل في القضاء والقدر والتعليل "، لابن القيم ، فليراجعه من شاء .
وهل يشرع هذا الدعاء في شراء مثل السيارة ؟ .
وجوابي : نعم ، لما يرجى من خيرها ، ويخشى من شرها ] انتهى . انظر : [كتاب : آداب الزفاف ص 93].

وعن أبي هريره - رضي الله عنه - قال : كان - صلى الله عليه وسلم - إذا رفأ الإنسان قال : (بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير) [صحيح الجامع 4729 ] و [آداب الزفاف 96].
إذا رفأ الإنسان، أي : إذا التأم شمله وتزوج.

2/3 ــ صلاة الزوجين معا : قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – : [ ويستحب لهما أن يصليا ركعتين معا ، لأنه منقول عن السلف . وفيه أثران :
الأول : عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال : ( تزوجت وأنا مملوك ، فدعوت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ابن مسعود وأبو ذر وحذيفة ، قال : وأقيمت الصلاة ، قال : فذهب أبو ذر ليتقدم ، فقالوا : إليك قال : أو كذلك ؟ قالوا : نعم ، (*) قال : فتقدمت بهم وأنا عبد مملوك ، وعلموني فقالوا : ( إذا دخل عليك أهلك فصل ركعتين ، ثم سل الله من خير ما دخل عليك ، وتعوذ به من شره ، ثم شأنك وشأن أهلك) أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة وعبد الرزاق في " المصنف " . وسنده صحيح إلى أبي سعيد. انظر : [كتاب : آداب الزفاف ص 96].

(*) قلت : يشيرون بذلك إلى أن الزائر لا يؤم المزور في بيته إلا أن يأذن له ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " ولا يؤم الرجل في بيته ولا في سلطانه " . أخرجه مسلم وأبو عوانة في " صحيحيهما " ، وهو في " صحيح أبي داود

الثاني : وعن شقيق قال : ( جاء رجل يقال له : أبو حَريز ، فقال : إني تزوجت جارية شابة [ بكرا ]، وإني أخاف أن تفركني (*) ، فقال عبد الله ( يعني ابن مسعود) : ( إن الإلف من الله ، والفرك من الشيطان ، يريد أن يُكرّه إليكم ما أحل الله لكم، فإذا أتتك فأمُرْها أن تصلي وراءك ركعتين . زاد في رواية أخرى عن ابن مسعود : ( وقل : اللهم بارك لي في أهلي ، وبارك لهم فيّ ، اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير ]. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصدر السابق ، وكذا عبد الرزاق في " مصنفه " وسنده صحيح .
(*) تفركني : أي : تبغضني ، وفي " النهاية " : " فركت المرأة زوجها تفركه فركا بالكسر ، وفركا وفروكا فهي فروك " ] . انتهى كلامه - رحمه الله - تعالى -.انظر : [كتاب : آداب الزفاف ص 96].

3/3 :- التسمية والدعاء عند الجماع : ثبت في الصحيحين عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - ما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضى بينهما ولد، لم يضره الشيطان أبدا ) [متفق عليه].

4/3 ومن الأدعية لصلاح الأزواج والذرية : قال الله – تعالى - : { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ * هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [آل عمران 33ــ 40].

وقال الله - تعالى - : {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء 89 ــ 90].
وذكر الله – تبارك وتعالى- دعاء إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - في كتابه العزيز بقوله : { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم 39 ــ 41].

ودعـــــــاء أبينا إبراهيم – عليه الصلاة والسلام : {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} ؟.

ودعــــــــــاء عباد الرحمن الذين امتدحهم الله - تبارك وتعالى - بقوله : {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان 74- 76 ].


أقر الله أعينكــــــــــم بذرياتكــــــــــــم أجمعيــــــــــــن في الدنيا والآخرة.

يتبع بإذن الله - تعالى - .

4 : ــ مراعــــــــــــاة اتباع الهدي النبوي بعد ولادة الأبنـــــــــــــاء : ــ
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس