عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-26-2009, 11:06 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Lightbulb لماذا آثرنا أخذ العلم عن الإمام الألباني دون سواه ؟



لماذا آثرنا أخذ العلم عن الإمام الألباني دون سواه ؟



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه .


(( إن هناك أسباباً كثيرة، دفعتنا إلى اختيار الشيخ الألباني لأخذ العلم عنه ، والتفقه عليه، دون سواه .

وأهم هذه الأسباب أننا نعتقد أن على المسلم المقلّد والمتّبع أن يأخذ دينه عن عالم مجتهد، ولا يجوز أن يقلِّد مقلِّداً مثله .

ولم يجيز السلفيون لأنفسهم تقليد أحد من المشايخ المذهبيين؛ لأنهم مقلِّدون، فبحثوا خارج المنتسبين إلى المذاهب الأربعة، فوجدوا عالماً حقيقيًّا؛ أي مجتهداً، هو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وخالطوه عن قرب، واطّلعوا على كتبه، فوجدوه ثقة في علمه ودينه، يبلّغهم حكم الله ورسوله لا حكم فلان وفلان، كما يذكر لهم الدليل من الكتاب والسنة على كل حكم، ولا يقول لهم في المسألة قولان أو أكثر، فيدعهم حائرين مضطربين .

إننا نعلن صراحة أننا آثرنا الأخذ عن شيخنا لهذا، أي لأننا رأيناه عالماً حقًّا ؛ أي مجتهداً، ولكننا في الوقت نفسه لا نمنع من تقليد غيره من المجتهدين، كما إننا حينما نرى مجتهداً أو مجتهدين غيره فإننا نأخذ عنهم أيضاً ونتّبعهم، ونزداد بهم علماً وفقهاً، ولكننا لا نلتزم أحداً بعينه، لأنه يشبه الالتزام بالمعصوم صلى الله عليه وسلّم .

هذا هو السبب الرئيس الهام لإيثارنا اتباع شيخنا على غيره، وهناك أسباب أخرى،
منها ؛
أننا رأينا هذا الرجل منصفاً واسع الأفق، يأخذ من المذاهب كلّها، ويستفيد من جهود العلماء السابقين، ولا يتعصّب لمذهبٍ على آخر .

ومنها؛ أن شيخنا يتّبع منهجاً علميًّا واضحاً يلتزم به، هو المنهج الصحيح، وهو تحكيم الكتاب والسنة في كل خلاف، وجعلهما أصلاً وأساساً، وأقوال العلماء فرعاً وتبعاً، وترجيح ما يرجّحه الدليل، ونبذ ما يضعفه .

ومن أسباب ذلك أيضاً، أننا رأينا لدى شيخنا من غزارة العلم، وسعة الأفق واستقامة التفكير، ما لم نجد عند غيره، هذا بالإضافة إلى تخصّصه في علم الحديث وتوصّله إلى مستوى رفيعٍ فيه، هذا العلم الذي ندر العارفون فيه، مع شدّة الحاجة إليه ليكون الفقه صحيحاً والاجتهاد صائباً .

أضف إلى ذلك أننا وجدنا لديه من الوعي الصحيح والصدر الرحب للبحث العلمي الحر النزيه، بحيث يستطيع تلميذ صغير مناقشته في أمر، ومطالبته بالدليل والرد عليه، دون أن يضيق بذلك ذرعاً، ولا يضجر ولا يتأفّف، بينما لا يحتمل غيره أن يسأله أحد عن دليله، كما أنه يشجّعنا دائماً على انتقاده، ويحثّنا على تنبيهه إلى خطئه، هذا مع أخلاق فاضلة وتواضع جميل، وإخلاص لله، وجهادٍ في سبيله، ونظافة في اليد، وجرأة في الحق، وعدم المداهنة والمجاملة على حسابه، والاستقلال في البحث والشخصية ... إلى آخر هذه الصفات التي لم نجد مثلها لدى أي شيخ عرفناه في بلادنا هذه ( قال أبو معاوية البيروتي : يقصد الشيخ عباسي بلاد الشام ) .

وقد علّمنا شيخنا حفظه الله التمسّك بالحق وحده، والمطالبة بالدليل، وعدم التعصّب للرجال، وقد وجدناه يسرّ إذا خالفه أحد في بعض آرائه بشرط أن يكون متمسِّكاً بدليل ومقتنعاً به، ولذلك فنحن لا ندعو أحداً إلى التمسّك بآراء شيخنا إلاّ إذا اقتنع بها واطّلع على دليلها، وليس بعيداً أننا حينما نمكّن من العلم ونقوى في البحث والنظر قد نخالف شيخنا في بعض آرائه، ونحن موقنون أنه يسرّ بذلك، لأن العلم بحر واسع، وكل أحد يَرِدُّ ويُرَدُّ عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلّم، وحسبه أنه أنشأ تلاميذ ( قال أبو معاوية البيروتي : كالمشايخ؛ علي الحلبي ومشهور سلمان وحسين العوايشة ومحمد موسى نصر وكاتب المقالة وغيرهم ) هممهم اتباع الحق والسعي له والتعلّق به، وأرشدهم إلى طريق الوصول إليه، وأعطاهم المنهج العلمي الصحيح، فجزاه الله عنا وعن دينه خير الجزاء .

كما أننا قد رأينا الشيخ أعلم وأرفع وأصوب من جميع خصومه، وقد سمعناه يعلن مراراً عن استعداده للاجتماع بأي عالم بقصد التواصي بالحق، والتناصح في العلم، والمناقشة في الرأي ، وأعلن عن استعداده للتراجع عن أي رأي إذا اطلع على دليل صحيح يخالفه، كما أنه يرحّب بأي نقد علمي لأي كتاب من كتبه ،

فلذلك آثرنا شيخنا على غيره،
فهل نحن ملومون في ذلك ومخطئون ؟ ))


===================


من كلام الشيخ محمد عيد عبّاسي في كتابه " بدعة التعصّب المذهبي " في معرض ردّه على البوطي حين اتهمه وغيره بالتعصّب للإمام الألباني رحمه الله، مع حذف الكلام الموجّه للبوطي .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس