عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-07-2023, 05:29 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 821
افتراضي

🚀 الفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد البدعي: (1)
📌 بين جهاد المؤمنين... وجهاد المنافقين
▪️ {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}.
🔹 قال الإمام الألباني -رحمه الله-:
«مِن المعلوم أنَّ ما أُمر به ‌المسلم ‌مِن ‌الأحكام (منوط ‌بالاستطاعة)؛ حتى ما كان من أركان الإسلام، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، وهذا من الوضوح بمكان فلا يحتاج إلى تفصيل.
والذي يحتاج إلى التفصيل؛ إنما هو التذكير بحقيقتين اثنتين:
الأولى: أنَّ قتال أعداء الله -مِن أي نوع كان- يتطلب تربية النفس على الخضوع لأحكام الله واتباعها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله».
والأخرى: أن ذلك يتطلب (الإعداد المادي والسلاح الحربي)؛ الذي (ينكأُ أعداء الله)؛ فإن الله أمر به أمير المؤمنين فقال: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }. و (الإخلال بذلك مع الاستطاعة)؛ إنما هو من (صفات المنافقين)، ولذلك قال فيهم رب العالمين: { وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً }.
وأنا اعتقد جازماً أن هذا الإعداد المادي لا يستطيع اليوم القيام به جماعة من المؤمنين دون علم من حكامهم - كما هو معلوم-، وعليه؛ فقتال أعداء الله من جماعة -ما- سابق لأوانه، كما كان الأمر في العهد المكي، ولذلك؛ لم يؤمروا به إلا في العهد المدني؛ وهذا هو مقتضى النَّص الرباني: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.
وعليه؛ فإني أنصح (الشباب المتحمس للجهاد)، والمخلص حقًّا لرب العباد: أن يلتفتوا لإصلاح الداخل، وتأجيل الاهتمام بالخارج الذي لا حيلة فيه، وهذا يتطلب عملًا دؤوبًا، وزمنا طويلًا؛ لتحقيق ما أسميه بـ (التصفية والتربية)؛ فإن القيام بهذا لا ينهض به إلا جماعة من العلماء الأصفياء، والمربين الأتقياء، فما أقلهم في هذا الزمان، وبخاصة في الجماعات التي تخرج على الحكام!
وقد ينكر بعضهم ضرورة هذه التصفية، كما هو واقع بعض الأحزاب الإسلامية، وقد يزعم بعضهم أنه قد انتهى دورها، (فانحرفوا إلى العمل السياسي أو الجهاد، وأعرضوا عن الاهتمام بالتصفية والتربية، وكلهم واهمون في ذلك)، فكم من مخالفات شرعية تقع منهم جميعاً بسبب الإخلال بواجب التصفية، وركونهم إلى التقليد والتلفيق، الذي به يستحلون كثيراً مما حرم الله! وهذا هو المثال: الخروج على الحكام؛ ولو لم يصدر منهم الكفر البواح.
وختاماً أقول: نحن لا ننكر أن يكون هناك بعض الحكام يجب الخروج عليهم؛ كذاك الذي كان أنكر شرعية صيام رمضان، والأضاحي في عيد الأضحى، وغير ذلك مما هو معلوم من الدِّين بالضرورة، فهؤلاء يجب قتالهم بنص الحديث، ولكن (بشرط الاستطاعة) كما تقدم.
لكن مجاهدة اليهود المحتلين للأرض المقدسة، والسَّافكين لدماء المسلمين أوجب مِن قتال مثل ذاك الحاكم من وجوه كثيرة، لا مجال الآن لبيانها، من أهمها أن جند ذاك الحاكم من إخواننا المسلمين، وقد يكون جمهورهم -أو على الأقل الكثير منهم- عنه غير راضين، فلماذا لا يجاهد هؤلاء الشباب المتحمس اليهود، بدل مجاهدتهم لبعض حكام المسلمين؟!
أظن أن سيكون جوابهم عدم الاستطاعة بالمعنى المشروح سابقاً، والجواب هو جوابنا، والواقع يؤكد ذلك؛ بدليل أن خروجهم -مع تعذر إمكانه- لم يثمر شيئاً سوى (سفك الدماء سُدى)! والمثال -مع الأسف الشديد- لا يزال ماثلاً في الجزائر، فهل من مدَّكر؟!».
[📚«السلسلة الصحيحة» (7/ 1241- 1243)]
🔹 وقال -رحمه الله-:
«حكم الجهاد في أفغانستان كالجهاد في (فلسطين) وكالجهاد في كل بلاد الإسلام التي هوجمت من الكفار، ولا أدري كيف أن المسلمين سرعان ما ينسون الواقع الأليم؟! فينشغلون بواقع أليم جديد وينسون الألم القديم!! الجهاد (فرض عين في كل هذه البلاد)، ولكن! أين الذين يستطيعون أن يجاهدوا وهم بعد لا يزالون متفرقين غير مجتمعين في فهمهم لدينهم .. في توحيدهم لصفوفهم .. في استعدادهم لمقاتلة أعدائهم؟!
فالمسألة واضحة جداً فهي فرض عين، لكن {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}، فهذا يحتاج استعداد، والاستعداد الأعظم هو التربية على الإسلام الصحيح، والتكتل والتجمع عليه، ثم الاستعداد المادي لمقاتلة أعداء الله -عز وجل-».
[📀 «سلسلة الهدى والنور» رقم: (80)]
🔹 وقال -رحمه الله-:
«فنحن نرى أنه لا ينبغي للأفراد المسلمين أن (يغتروا بإعلان الجهاد) سواء من العراق أو من غير العراق، لأننا نقول: هلا كان هذا قبل هذا؟!
ونزيد على ذلك ونقول: ليس المسلم فقط الذي إذا كان يريد أن يجاهد حقًّا فعليه أن يستعد الاستعداد الكامل ليجاهد في سبيل الله، بل أولى منه الدول التي هي التي بإمكانها أن تستعد الاستعداد المادي السلاحي أكثر من الأفراد، وذلك بلا شك يستلزم تجنيد المسلمين وتهيئتهم للجهاد في سبيل الله قبل سنين طويلة، وليس في ليلة لا قمر فيها ينادى بالجهاد في سبيل الله! (فيثور الناس بعواطفهم) ويريدون أن يجاهدوا في سبيل الله، (ولو أرادوا الجهاد في سبيل الله لأعدوا له عدته).
ولذلك فنحن نعتقد جازمين أنَّ العصر الآن (عصر فتن) بين الدول الإسلامية بعضها مع بعض من جهة، وبين بعضها وبعض الدول الكافرة من جهة أخرى، (فليس زمن جهاد)، وإنما هو (زمن فتن)، وحينئذٍ يرد هنا ما جاء في أكثر من حديث واحد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما تحدث عن بعض أشراط الساعة وذكر فيها أنه (يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً ..) إلى آخر الحديث، في بعضها يقول عليه السلام: (يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل) وفي بعضها: يأمر عليه الصلاة والسلام المسلمين أن يلزموا بيوتهم، وفي رواية عربية فصحى يقول: (كونوا أحلاس بيوتكم)».
[📀«سلسلة الهدى والنور» رقم: (452)]
يتبع -إن شاء الله-.
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس