عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 08-09-2020, 05:48 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 809
افتراضي

فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (14)

تتبع التتار أخبار شيخ الإسلام ابن تيمية، وكشف سر اتهامه بالتجسيم(!)


«قال اليونيني في «ذیل مرآة الزمان» (2/ 1263 - 1264) في (حوادث شهر ذي القعدة من السنة التاسعة وسبع مئة)، وفي هنا الشهر استفاض بدمشق أن خربندا ملك التتار أظهر الرفض في مملكته، والتشيع و أمر خطباء بلاده أن يسقطوا الخلفاء الراشدين الثلاثة من الخطب، والاقتصار على علي وولديه وأهل البيت - رضوان الله وصلاته عليهم -، وأن ذلك أغاظ المسلمين».


وكان (خربندا) [ملك التتار] قد جند (براقاً) لإفساد عقيدة أهل السنة وتشكيك المسلمین بها، وقد ذكرت كتب التاريخ والتراجم أن براقاً نقل لبعض كبار مسؤولي النتر
أن ابن تيمية يحدر من عقائد الروافض، ويقول عنهم (مجسّمة) -وهم كذلك-؛ فكاد هؤلاء لابن تيمية باتهامه في (التجسيم)».

ثم قال فضيلة الشيخ مشهور بعد أن ذكر قصة مقتل (قطلوشاه) على يد الأكراد في معركة تاريخية:


«وفصّل المؤرخون في تداعيات مقتل (قطلوشاه)، وما سبقه من أحداث على وجه فيه تتبع وطول، وكان لـ(براق) ذکر يدل على تجسسه لصالح التتار، وأنه كان متتبعاً لأخبار ابن تيمية، وعارفا به وبدعوته، قال العيني في «عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان» (385/4) على إثر نقله ما سبق عن رکن الدین بیبرس: «قلت: وكان السبب في تجريد خربندا نائبه قطلوشاه إلى بلاد کیلان: ما بلغه عنهم أنهم على الذهب يخالف مذهب المسلمين، فقال: لا بد لي أن أبعث إلی كیلان وأطلب أكابرهم، وأجمع بينهم وبين فقهاء تبریز؛ فيبحثون معهم في عقيدتهم، فإن لم يظهر لها صحتها؛ ضربت أعناقهم. فكتب إلى ملوك کيلان، وكانوا سبعة عشر ملكا، وكبيرهم الذي يرجعون إليه يقال له: نوبر شاه، فلما وصل إليه رسول خربندا وناوله الكتاب وقرأه ؛ قال: من أين لخربندا معرفة بهذا الأمر؟ فسألوا الرسول عن ذلك؛ فقال: قد بلغ الملك من الشيخ براق؛ وهو شيخ يعتقد فيه الملك اعتقاداً عظيماً بأنكم على مذهب شخص من أهل دمشق يقال له: ابن تيمية، وقد وقع عليه الإنكار من المسلمين، وقد ذكر عنكم أنكم مجسّمون، وأن مذهبكم بطّال، وما أنتم على شيء من الدين....». إلى آخر ما نقله فضيلة الشيخ مشهور من كتاب «عقد الجمان».

وبعد نهاية الاقتباس قال معلقاً:


«والشاهد من هذا أن التتار كان لهم رصد لرموز أهل السنة، وكان لـ(البراق) هذا مهام في داخل ديار أهل السنة، ويمشي بنظام وتخطيط، وينتقل في ديارهم، ويتلون على حسب المهام المنوطة به، ولعل في ذكر هذا الرمز ما يوسع مراد ابن تيمية في كلامه السابق، ويبقی وجود حيل ومکاید سلکها براق تحتاج إلى دراسة وتحليل».

[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2 /954-957) باختصار]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس