عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 07-06-2018, 06:39 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي

من أسباب دفع الهموم الإهتمام بعمل اليوم الحاضر
وقطع الفكر عن الإهتمام بالمستقبل وعن الحزن على ما مضى

قال تعالى:
{ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ۞ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ۞ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا }
[مريم:24-26].

وقوله تعالى:
{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
[آل عمران:173].

وفيها من العلم التنبيه أنّ المؤمن لا ينبغي أن يشغل نفسه بالقلق على ما مضى والخوف من المستقبل فإنّ ذلك ينافي التوكل،
قال تعالى:
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة:268].

بل عليه أن يكون كما قال ﷺ: "وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم ،

وفي المستقبل كما قال صلى الله عليه وسلم: " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه احمد والترمذي وصححه ،

“ ومتى اعتمد القلب على الله ، وتوكل عليه ، ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة ، ووثق بالله وطمع في فضله ، اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم ، وزالت عنه كثير من الأسقام القلبية والبدنية ، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه ، والمعافى من عافاه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب ، الدافعة لقلقه ، قال تعالى {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} ، أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه “. (الوسائل المفيدة للحياة السعيدة: ابن سعدي)

وفي الآيتين من الفوائد مايلي :

١- أنّ الحكمة تقتضي أنّ يشغل العاقل نفسه بما يعود عليه نفعه في يومه.
٢- أن يسعى لتحصيل ماتقر به عينه وتسر به نفسه.
٣- أن لا يعطي الامور أكثر مما تستحق.
٤- أن يترك مالا يعنيه من امر دين غيره أودنياه
٥- أن لا يمد عينه إلى ما أوتي غيره أو يتمناه
٦- أن يتفكر في نعم الله عليه وينظر إلى من هو دونه.
٧- أن يوجه النفس إلى باريها كما قال موسى عليه السلام { كلا إنّ معي ربي سيهدين }
٨- أن يكون لسانه رطباً من ذكر الله كما قال تعالى حين أرسل موسى وهارون إلى
فرعون { ولا تنيا في ذكري }.

والله أعلم
٢٢-١٠-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس