خطر إعمال العقل في مسائل العقيدة على الإيمان🔸
وقوله تعالى:
{ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ }
[المائدة:102].
وقوله تعالى:
{ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ }
[المدثر:45].
وفيها من العلم
أن سبب وقوعهم في الكفر أنهم خاضوا فيما لم يؤذن لهم الخوض فيه ، وذلك أن فساد الدين يقع بالإعتقاد الباطل والتكلم به فهذا هو الإبتداع ، أو يقع في العمل وهو الفسق في الأعمال ، وسلفهم في هذا فرعون حيث جادل في صفة الربوبية فقال وما رب العالمين، وكفار قريش حيث جادلوا في اسمه الرحمن فقالوا وما الرحمن.
ونهى ﷻ عن الجدال في الحق بعد ظهوره فقال عز وجل:
{ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ } [الأنفال:6].
ونهى عن الجدل بغير علم قال تعالى:{ هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا } [النساء:109].
ونهى عن الجدل بالباطل فقال تعالى:
{ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } [غافر:5].
وبين سبحانه أن طريق أهل البدع هو اتباع المتشابه والإعراض عن المحكم فقال تعالى:
{ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ }
[آل عمران:7].
وبين سبحانه أن القرآن كاف شاف ولا يحتاج الخلق لغيره مع بيان النبي ﷺ فقال سبحانه:
{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
[العنكبوت:51].
فمن رام أخذ العقيدة من سواه فقد ضل سواء السبيل.
والله أعلم
كتبه عبدالله بن صالح العبيلان
١٧-٤-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا
قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369
قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461
https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
|