07-29-2016, 05:09 PM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: العراق
المشاركات: 2,016
|
|
واليوم : خرج علينا هذا الأخ ( الغالي ) ـ مِن الغُلُوِّ لا الغَلاءِ ـ بشيءٍ غريبٍ !
حيث كان يتكلم ـ في خُطبتهِ ـ عن : ( فضيلة الإنتساب إلى السُّنة ، والتمسك بها ) ، وكان مما قال ـ مَعناً لا نَصَّاً ـ :
[ والسُّنة : هي التمسك بآثار رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ... ، حتى إننا لنعرف ـ اليوم ـ مَن يُسمي نفسه
بـ ( فلان الأثري ) ، وهو ليس بالأثري ، وبعيدٌ عن آثار رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، بل : يردُّ ( الآلاف ! )
مِن الآثار الصحيحة ، إنما هو شيطانٌ يُقلدُ شيطاناً ! ، وقد قال العلماء : بأن قول أحدهم عن نفسه بأنه ( أثري )
إنما هو ( تزكيةٌ للنفس ) ! ] .
قلتُ :
سبحان الله !! .. ؛ فالمتتبعُ لخُطَبِ هذا ( الفِسْلِ ! ) ليعلمُ أنه يعيشُ حالةً نفسيةً لا يكاد يخرج منها ( ! )
وقد يكون المعني بتعريضه البئيس ـ هذا ـ هو ( أنا ) ، وقد لا .. ، وعلى أيَّة حال ؛ أقول :
1 ـ مصطلحا ( السَّلفي ) و ( الأثري ) كلاهما سِيَّان ـ مضموناً ونتيجةً ـ .
2 ـ قوله : [ بل : يردُّ ( الآلاف ! ) مِن الآثار الصحيحة ] !! ، سبحان الله ! ، ( الآلاف ) ؟! ..
ما أشدَّ ( جُرأتَكَ ) ؟! .. بل : ما أشدَّ ( ظُلمكَ ) ؟! ..
بل : لو أنكَ قلتَ عني : ( يردُ حديثاً واحداً ) ؛ لكنتَ متعديَّاً وظالماً
لسانك لا زال في فِيكَ ؛ فاحسب حساباً لما يخرج منكَ ، وزِن كلامكَ قبل أن يكون فيه حتفكَ
ولا عجب من هذا ؛ فأنتم على هذا تربيتم ! .. وعلى هذا نشأتم !
3 ـ قوله : [ إنما هو شيطانٌ يُقلدُ شيطاناً ! ] ، لستُ بـ ( مُقلدٍ لغير المعصومِ ) ـ يا ( فِسْل ! ) ـ
وأحق الناس بوصف ( التقليد الأعمى ) هو أنتَ ، ومَن شاكلكَ مِن عديمي ( الحكمة والعقل )
وفِعالكم الشنيعة والقبيحة لهي أكبر دليلٍ على ما أقول .. وبذكرها المقام يطول ! .
فقل ما شئتَ ؛ فـ ( لن تعدو قدركَ ) ! .
4 ـ وقوله : [ وقد قال العلماء : بأن قول أحدهم عن نفسه بأنه ( أثري ) إنما هو ( تزكيةٌ للنفس ) ! ] .
وهذا الكلامٌ ـ هكذا ـ غيرُ صحيحٍ ، وفيه إيهامٌ ؛ فالعلماءُ قد فصَّلوا في هذا الأمر ، وسأذكره عمَّا قليل
وحتى لا أُسيء الظن بك ، فأنت لا تقصد ـ بقولك هذا ـ مَن كان ( سلفياً أثرياً ) قولاً وعملاً ، وإنما الذي تقصده :
مَن يقول عن نفسه بأنه ( أثري ) ، أو ( سلفي ) ، وهو ـ قولاً وعملاً ـ ليس كذلك .
فأقول :
أن مَن يُزكي الأنفس هو الله ـ تعالى ـ ، وهو أعلم بمن اتَّقى ، وأن مَن قال عن نفسه أنه ( أثري ) ، أو ( سلفي )
فهو لا يخلو مِن أمرين اثنين :
إما أن يكون قالها تزكيةً لنفسهِ ، أو يكون قالها مميزاً لنفسهِ عن غيرهِ
ـ ولا أظنك تجهل الفرق بينهما ـ
وأنا ما قلتها ( تزكيةً لنفسي ) ـ والله ـ ، بل : قلتها حين رأيتُ فِرَق الضلال والإنحراف قد كَثُرَتْ وعمَّت
فميَّزتُ نفسي عنهم .. لا مُزكياً لها .
وإذا خالفتمونا ، وطعنتم بنا ـ ظُلماً وبهتاناً ـ ؛ فبالتالي :
فإنكم لن تقبلوا منا هذه الألقاب ، وستحملونها على أنها ( تزكيات للأنفس ) لا على أنها مِن باب :
( التمايز عن أهل البدع والضلال )
وهذه نتيجةٌ حتمية ، مبنية على مُقدماتٍ مغلوطة ممجوجة ، ونفسياتٍ مريضةٍ سقيمةٍ .
وهذا ـ كله ـ لا يضرنا ، ولا يحزننا ، ولا يشيننا ـ والله ـ
فلنا الحق بأن نقول : ( الحق معنا ، لا مع أهل الظلم ، والجَور )
ثم : لماذا لم تُنكر على أشباهك ـ في ( السحاب ! ) ، و ( الورقات ! ) ـ ممن تسمُّوا بـ ( الأثري ) ؟!
أم أنهم لم تشملهم قراراتكم بعد ؟!
أما أنتَ ـ يا شـ ... : ( ... ـسام ) !! ـ :
فلا أكاد أزداد فيك ـ يوماً بعد يوم ـ إلا يقيناً بأنك ( سفيهٌ ! .. لا حكمةَ ، ولا عقلٌ عندك ) !
وهذا بشهادة كثيرٍ مِن بني قومك ـ وغيرهم ـ ممن يحضرون لخطبتك ( على مضضٍ ) !
فوالله ـ ثم : والله ـ : لا تزيدنا ( سفاهاتك ، وتفاهاتك ) إلا يقيناً بما نحن عليه مِن الحق ـ بإذن الله ـ !
فقل ما شئتَ .. واطعن بمن شئتَ .. واشقق عن قلوب مَن شئتَ
فـ ( الله الموعد ) .. وكفى به ( حَكَماً عدلاً )
وإنا لمنتظرونَ
.....
وأود أن أُورد ـ هنا على عُجالةٍ ـ بعض النصوص لبعض العلماء في مُصطلح : ( السلفي ) :
1 ـ قال شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) ـ رحمه الله ـ : [ لا عيب على من أظهر مذهب السلف ، وانتسب إليه ، واعتزى إليه ، بل : يجب قبول ذلك منه بالاتفاق ، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا ] ( الفتاوى 4/149 ) .
2 ـ وسُئلَ الشيخ ( مقبل بن هادي الوادعي ) ـ رحمه الله تعالى ـ : عن حكم الانتساب إلى السلفية والتسمي بها .
فأجاب بقوله : [ أمرٌ طيبٌ ، سواءٌ انتسبت إلى السلفية أم السنة .. وهذه النسبة ليست كنسبة الحزبيين ]( شريط التحذير من البدع / الشريط الثاني ) .
3 ـ وسُئلَ الشيخ ( صالح بن فوزان الفوزان ) ـ حفظه الله تعالى ـ : فضيلة الشيخ ـ وفقكم الله ـ : يقول بعض طلبة العلم : إنه لا ينبغي لأحدٍ أن يقول ( أنا سلفي ) ؛ لأن في هذا تزكية للنفس ؛ فهل ما يقوله صحيح ؟ .
فأجاب بقوله : [ إذا كان يقول هذا من باب تزكية نفسه ؛ لا يجوز هذا نعم ، أما إذا كان يقوله من باب البيان ـ لأنه بين أحزاب وجماعات مخالفة ويتبرأ منهم ، ويقول أنا سلفي أنا على منهج السلف من باب البراءة ـ ؛ هذا طيب ، نعم ] ( مِن كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) .
4 ـ سئل سماحة الشيخ العلامة المحدث ( أحمد النجمي ) ـ رحمه الله تعالى ـ : بعض الشباب يتحرج من أن يقول ( أنا سلفي ) ؛ فما توجيهكم لمثل هذا ؟فأجاب ـ حفظه الله تعالى ـ :[ لماذا يتحرج ؟!! ، أيرى أن الانتماء إلى السلفية منقصة ؟!! ، أليس هو الانتماء إلى أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والتابعين لهم من العلماء، والفقهاء ، والمحدثين ، والمفسرين ؛ أصحاب العقيدة الصحيحة في كل زمان وكل مكان ؛ الذين يتبعون الحق من كتاب الله ، ومن صحيح سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وعلى فهم السلف الصالح ؟!! ، أيكون الانتماء إلى هؤلاء منقصة حتى يتحرجوا منها ؟!! ، إنا لله وإنا إليه راجعون . أما إذا كان الواحد يتوخى منهج السلف ، ويتابعه ، ويقول : ( أنا سلفي ) ؛ هذا ـ إن شاء الله ـ نرجو له الخير ؛ أما إذا كان يتحرج من هذا فربما عوقب على هذا التحرج] ( انظر كتاب الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية ) .
5 ـ ولما سُئِلَ الشيخ ( الألباني ) ـ رحمه الله تعالى ـ عن ( التسمي بالسلفية ، وأنها تزكيةٌ ) .
فأجاب ـ رحمه الله تعالى ـ : [ هذا رجل لا يفقه ما هي السلفية حتى يقول إن هذه تزكية ، السلفية هي الإسلام الصحيح ، فمن يقول عن نفسه أنا مسلم ، وأنا ديني الإسلام ، كالذي يقول اليوم أنا سلفي ، وهذا أمر ضروري جداً بالنسبة للشباب المسلم اليوم أن يعرف الجو الإسلامي الذي يعيشه ويحياه ... ] ( سلسلة الهدى والنور / شريط 725 ) .
ولا زلنا نُتابعُ ـ على غير لَـهَفٍ ! ، أوشَغَفٍ ! ـ ( سَفاهاتهِ ! ، وتَفاهاتهِ ! )
[ هدانا الله ـ وإيَّاهُ ـ سبيل الهدى والرَّشادِ ]
(( اللهُمَّ آمينَ ))
....................
(أبو عبد الرحمن الأثري العراقي )
بعد عصر يوم ( الجمعة ) ( 24 / شوال / 1437 هـ )
الموافق : ( 29 / 7 / 2016 ) م
|