عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-15-2016, 09:45 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

4 ـ تميز أذان الفجر بقول : الصلاة خير من النوم
الحمد لله، وبعد :
من الاخطاء المنتشرة بين المسلمين تميزهم أذان الفجر بقول : الصلاة خير من النوم ، وهذا خطأ فاحش، وإن دافع عنه بعض العلماء، وذلك لأن أذان الفجر كأذان سائر الصلوات لا يزاد عليه بلفظ، لكن أتى الخلل من أنه ورد هذا اللفظ في أحاديث فظنها البعض أنها خاصة بأذان الفجر باطلاق، ولكن الحق أن هذه اللفظة لا تقال إلا في الأذن الأول من الفجر الذي كان يرفعه بلال بن رباح رضي الله عنه ، وهو أذان قبل دخول وقت الصلاة لا يمنع الشرب والأكل عند الصائم بسبه،لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " [رواه مسلم وغيره ].
والأذان الثاني الذي يكون بعد دخول الوقت ويمنع معه الطعام والشرب ويصلى بعده كان يرفعه ابن ام مكتوم
رضي الله عنه ـ
فالأذان الأول هو الذي يقال فيه " الصلاة خير من النوم "، أما الأذان الأساسي للفجر فحاله كحال أذان سائر الصلوات، وهذا ثابت عن مؤذني الرسول صلى الله عليه وسلم كابن عمر، ومؤذن الرسول في مكة ، أنهما كان لهم أذان أول للفجر وكان يقولا " الصلاة خير من النوم " في الأذان الأول
وروى
رواه البيهقي و الطحاوي و حسنه الشيخ ناصر في تمام المنة ( 147 )
قول ابن عمر رضى الله عنهما : ( كان الأذان الأول بعد الفلاح ( يعنى : حى على الفلاح ) : الصلاة خير من النوم ، مرتين )

وعند ابي داود والنسائي وغيرهما وهو صحيح
من حديث أبي محذورة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وإذا أذنت بالأول من الصبح فقل : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم )
وأبو محذورة هو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ، فكان هذا الحديث من تعلميه اياه سنن الأذان.

قال الشيخ الألباني رحمه الله في تمام المنة ط 3 ص 146 :

قوله ( يعني : السيد سابق رحمه الله ) في فقه السنة (( ويشرع للمؤذن التثويب وهو أن يقول في أذان الصبح بعد الحيعلتين : الصلاة خير من النوم قال أبو محذورة : " يا رسول الله علمني سنة الأذان فعلمه وقال : فان كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم . . " رواه أحمد وأبو داود " )) اهـ.
قال الالباني رحمه الله معقباً عليه في تمام المنة :
(إنما يشرع التثويب في الأذان الأول للصبح الذي يكون قبل دخول الوقت بنحو ربع ساعة تقريبا لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان في الأذان الأول بعد الفلاح : الصلاة خير من النوم مرتين " رواه البيهقي ( 1 / 423 ) وكذا الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 82 ) وإسناده حسن كما قال الحافظ وحديث أبي محذورة مطلق وهو يشمل الأذانين لكن الأذان الثاني غير مراد لأنه جاء مقيدا في رواية أخرى بلفظ : " وإذا أذنت بالأول من الصبح فقل : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم " أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي وغيرهم وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 510 - 516 ) فاتفق حديثه مع حديث ابن عمر ولهذا قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 1 / 167 - 168 ) عقب لفظ النسائي : " وفي هذا تقييد لما أطلقته الروايات . قال ابن رسلان : وصحح هذه الرواية ابن خزيمة قال : "فشرعية التثويب إنما هي في الأذان الأول للفجر لأنه لإيقاظ النائم وأما الأذان الثاني فإنه إعلام بدخول الوقت ودعاء إلى الصلاة" اهـ من " تخريج الزركشي لأحاديث الرافعي "
ومثل ذلك في " سنن البيهقي الكبرى " عن أبي محذورة : أنه كان يثوب في الأذان الأول من الصبح بأمره صلى الله عليه وسلم .
قلت : وعلى هذا ليس " الصلاة خير من النوم " من ألفاظ الأذان المشروع للدعاء إلى الصلاة والإخبار بدخول وقتها بل هو من الألفاظ التي شرعت لإيقاظ النائم فهو كألفاظ التسبيح الأخير الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخرة عوضا عن الأذان الأول "
قلت : وإنما أطلت الكلام في هذه المسألة لجريان العمل من أكثر المؤذنين في البلاد الإسلامية على خلاف السنة فيها أولا ولقلة من صرح بها من المؤلفين ثانيا فان جمهورهم - ومن ورائهم السيد سابق - يقتصرون على إجمال القول فيها ولا يبينون أنه في الأذان الأول من الفجر كما جاء ذلك صراحة في الأحاديث الصحيحة خلافا للبيان المتقدم من ابن رسلان والصنعاني جزاهما الله خيرا ))
و مما سبق يتبين أن جعل التثويب في الأذان الثاني بدعة مخالفة للسنة ، و تزداد المخالفة حين يعرضون عن الأذان الاول بالكلية ... ) اهـ
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس